الرباط - وسام الذهبيرغم فساد "أبو جودت" رئيس المخفر في مسلسل باب الحارة 3 وصراع الدائم مع العقيد أبو شهاب، فإنه لفت بشدة أنظار المغاربة حتى إنه ترك لمسة فكاهية لديهم، فبعض الأطفال يقلدون حركات ومشية "أبو جودت"، وكذا طريقة في الكلام"، رغم أن المسلسل ليس كوميديا.
وتبدي فاطمة –معلمة- إعجابها بشخصية "أبو جودت" التي يجسدها الممثل القدير زهير رمضان، وتقول لمراسل mbc.net : "إنها شخصية مميزة في المسلسل، وتظهر مدى الجشع الذي يسيطر على بعض أصحاب السلطة، لكن بأسلوب هزلي متميز نجح فيه الممثل زهير رمضان بشكل كبير"، قبل أن تكرر عبارته الشهيرة وهي تبستم وتشير بأصابعها "رئيس مخفر أربع حارات".
وبدأ الإعجاب بأبي جودت مع تصاعد دوره في النصف الثاني من حلقات باب الحارة 3، ففي الحلقة 24 استدعى "عصام" إلى المخفر لاتهامه فى قضية "سمعون" ويقوم "نوري" بتعذيب "عصام" بالسجن لكي يعترف، فيما يذهب "أبو شهاب" إلى المخفر ليعرف حقيقة الأمر، فيخبره "أبو جودت" أن التحقيق مستمر للبحث عن قاتل سمعون وأن حارة الضبع فى دائرة الاتهام، فيغضب "أبو شهاب" من هذا الكلام. ويتم إخلاء سبيل "عصام" بعد ذلك.
يلحق "نوري" بـ"أبو شهاب" ليتحدث معه بكلام ليس في صالح "أبو جودت"، ولكن "أبو جودت" يستمع إلى هذا الحديث ويقرر أن ينتقم من "نوري" فيقوم باقتباس سلاح "نوري" دون أن يدري، مما يتسبب في مأزق لنوري الذي لا يعلم من سرق سلاحه.
ضعف الدراما المحلية
في الوقت نفسه، أبدى مجموعة من المغاربة إعجابهم بالجزء الثالث من المسلسل السوري "باب الحارة"، الذي يعرض حصريا على قناة mbc، معتبرين إياه بمثابة تعويض عن ضعف مستوى برامجهم المحلية المعروضة خلال شهر رمضان.
وأكد البعض أنه بقدر ما يصور المسلسل لفترة تاريخية مهمة في تاريخ العرب وبالضبط منطقة الشام، فإنه يروج لمبادئ وقيم تلاشت في مجتمعاتنا العربية.
ويقول أمين -طالب 23 سنة في كلية الاقتصاد- إن "مسلسل باب الحارة استطاع أن يجتذب اهتمام شريحة واسعة من المجتمع المغربي، وذلك لعدة اعتبارات، يأتي في مقدمتها جودت هذا المنتج الدرامي، وكذا القيم والمبادئ التي يروج لها والتي أضحت مفقودة في المجتمع المغربي، هذا دون الحديث عن تصويره لحقبة تاريخية مهمة في تاريخ سوريا".
من جهتها اعتبرت هناء بنصالح -38 سنة ربة بيت- أن باب الحارة كان خير بديل للبرامج المحلية المعروضة خلال هذا الشهر والتي تعاني الضعف والتكرار على حد وصفها.
وأضافت "البراعة العالية للممثلين والنجاح الكبير في تقمصهم للشخصية يجعلان المشاهد ينشد إلى أحداث المسلسل بصورة أكبر".
أما الموظف الحكومي –يونس بركات 32 سنة- فيقول: "إن كل شخصية من شخصيات المسلسل تتفرد بخصلة معينة يمكن الاستفادة منها كمعتز الذي يتميز بالشهامة، وأبو حاتم الذي يحب مساعدة الآخرين وكذا عبدو الذي قرر الاعتماد على نفسه".
ويستطرد يونس: "باب الحارة يصور للمشاهد البساطة التي كانت تنعم بها الأسرة العربية قديما، وكذا الغيرة التي كان يحس بها كل فرد على حارته وأهلها، الشيء الذي خلق كيانا مجتمعيا متماسكا ومتلاحما".