رئيس وزراء لبنان يعجب بشادية لأنها تجيد اللغة التركية..!
• الجمهور اللبناني يقتحم الاذاعة اللبنانية في مبنى السراي الحكومي لرؤية شادية !
• اللبنانيون يردّون على حملة الكاتب والصحفي المصري محمد التابعي بحملته ونقده لشادية، باعجابهم بصوت شادية وأغانيها وخاصة أغنيتها "أحب الوشوشة" التي انتقدها التابعي.
وغيرها من التفاصيل الجميلة والمثيرة في هذا المقال النادر في مجلة "أهل الفن"، عدد 22 يناير 1955، والذي نكتبه لكم لتسهيل القراءة، نترككم مع المقال من المجلة :
" كان الأسبوع الأول من العام الجديد هو الموعد الذي حددته نجمة السينما المتألقة شادية وزوجها الأستاذ عماد حمدي للقاء الجمهور اللبناني ومشاركته لذة مشاهدة فيلمهما الأول "ليلة من عمري".
ومهما حاول البعض أن يعتبر حضور نجوم السينما المصرية لحفلات عرض أفلامهم في بيروت مظهراً من مظاهر الضعف، و"مودة" لا تلحق بالفيلم المصري الا الضرر البالغ، مهما قيل حول هذا الموضوع، فالذي لا شك فيه أن هذه الزيارات التي يقوم بها نجوم السينما المصرية إلى بيروت بين الحين والآخر لحضور حفلات أفلامهم، تخلق بينهم وبين الجمهور اللبناني صلة وثيقة، وتجعل حب الناس للأفلام المصرية يتضاعف ويزيد عما كان عليه!
وأنا لا أفهم كيف يعتقد البعض أن حضور نجوم السينما المصرية إلى لبنان من شأنه أن يبعث فتوراً في حماس الجمهور للأفلام العربية ونجومها، بينما حماس الجمهور المصري لها ولهم لا يفتر مطلقاً رغم أن هؤلاء الكواكب يحضرون حفلات العرض الأولى لأفلامهم باستمرار، ويظهرون دائماً أمام الناس سواء في الحفلات أم المطاعم أم الكازينوهات!
وشيء آخر ...
لقد وصلت شادية إلى لبنان في الوقت الذي حمل فيه الأستاذ الكبير محمد التابعي عليها وعلى أخواتها واتهم أغانيها بالميوعة والدلع وأشياء أخرى، فكان صدور هذا المقال فرصة سانحة للبنانيين ليثبتوا لشادية أن رغم حبهم للتابعي وتقديرهم لما يكتبه يعتبرون أن رأيه فيها هو أبرز غلطة في حياته الصحفية... وغلطة الشاطر بألف... كما يقولون!
ولننتقل الآن إلى الموضوع المهم..
وصلت شادية إلى بيروت مع زوجها الأستاذ عماد حمدي، ومخرج فيلمها الأستاذ عاطف سالم، وبالرغم من أن الأستاذ كمال قعوار، مدير شركة سعد، اكتفى بدعوة عدد قليل من السينمائيين لمشاركته استقبالهم، فقد احتشد في المطار عدد غفير من المعحبين بشادية والمعجبات بعماد حمدي، وهرع عمال المطار وموظفيه لاستقبال النجمين المحبوبين فتعطلت الحركة أكثر من عشر دقائق وكانت الطائرات القادمة من الهند والسند ولندن وباريس تقف في ساحة المطار دون أن يهرع العمال لتفريغ حمولتها!
وكانت الاذاعة اللبنانية بانتظار شادية وعماد حمدي وعاطف سالم. فدعتهم بعد ثلاث ساعات من وصولهم إلى التحدث للجمهور اللبناني من وراء مذياعها!
والاذاعة اللبنانية تحتل عدة غرف في مبنى سراي الحكومة الكبير الذي يحيط به الحراس ليلاً ونهاراً ولا يسمح لأحد بالدخول إلا بأجازة سيّما في أيام الآحاد التي تعطل فيها الدوائر الرسمية!
وجلس الضيوف الثلاثة وراء الميكروفون وبدأوا بالحديث عن السينما والحب وعن انطباعاتهم في لبنان، وفي هذه الأثناء كان على أبواب السراي الكبير عشرات الشبان والفتيان يسمعوا شادية وعماد يتحدثان من الاذاعة فتركوا بيوتهم ومحلاتهم، وبعضهم جاء بالبيجاما وملابس النوم لالقاء نظرة على النجمين المحبوبين
وأخد هؤلاء المحتشدون على الباب يتوسلون إلى الحرس أن يسمح لهم بالدخول، ولما أصر على منعهم، أخذ كل واحد منهم يغافله ويتسلل إلى داخل السراي، بينما هو مشغول بمنع الآخرين !..
وفجأة وجدت شادية نفسها، وهي داخل الاستديو، أمام حشد من الشبان والفتيات يلوحون لها من وراء اللوح الزجاجي بجذل وسرور !
وكنت أود أن يكون الأستاذ التابعي مع شادية في الاذاعة اللبنانية ليرى الفتيات وكيف أخذن ينشدن لها بجذل وسرور أغنيتها المشهورة "أحب الوشوشة" حتى يقتنع الكاتب الكبير بأن أغنيات شادية تنبعث من قلبها وتدخل قلوب الناس!
والطريف أن الحرس دخل إلى السراي ليخرج منها المعجبين والمعجبات اللواتي أحطن بها وملأن وجهها بالقبلات، فتطوع عاطف سالم للقيام بهذه المهمة نيابة عن الحرس باعتبار أنه متخصص في فن.. الإخراج !
وبالفعل استطاع عاطف أن يجعل حشد المعجبين يخرج من الاذاعة بسرعة عندما قال لهم أن شادية ستقابلهم خارج السراي وتوزع عليهم صورها وتواقيعها.. ولكن شادية خرجت ولوحت للمعجبين من وراء زجاج السيارة قائلة لهم: تعيشوا وتاخدوا غيرها !
وقضى النجمان أسبوعين كاملين بين بيروت ودمشق استمتعا خلالهما بالمأكولات اللبنانية الشهية، ونعما بالحب الزاخر المتدفق لهما من قلوب اللبنانيين والسوريين،وكان الشيء الوحيد الذي أسفت له شادية هو أنها لم تستطع أن تقابل صاحب الدولة رئيس وزراء لبنان السيد سامي الصلح، وهي التي تربطها به ذكريات جميلة، يوم قضت شهراً من الصيف في لبنان وكان لها مع دولته جلسات جميلة في الجبل !
وقد أحبها الرئيس الصلح يومئذ كما لم يحب أية فنانة والسبب أنها تجمع بين جمال الصوت وخفة الدم، وأخيراً فهي تتكلم اللغة التركية التي يجيدها دولته ويحب دوماً أن يجد من يحادثه بها !"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الف شكر لناقل المقالة