المرأة في الإسلام (موضوع بحث)

المرأة في الإسلام

كنت وعدت سابقاً أن أكتب عن المرأة في الإسلام لما لها من أهمية في بناء الأسرة المسلمة والمجتمع الإسلامي فالمرأة تنظر إلى نفسها على أنها كائن أقل شأناً من الرجل لما يبدوا من الظاهر أن الرجل له كثير من الحرية والسلطة والحركة واتخاذ القرارات وأن المرأة محدودة الحركة والإمكانيات ببيتها وخاضعة لسلطة الرجل ودائماً هي في حاجة إليه مادياً ومعنوياً فتشعر بالتبعية الدونية له، هذا هو ما يبدوا ظاهرياً لمن هم سطحيوا التفكير ويأخذون الأمور بظاهريتها ، مثل الذين اتخذوا من آية الله (ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) دليلاً على جواز شرب الخمر وعدم تحريمه .

لكن من هم ذوي البصيرة يعلمون أن للمرأة مكانة لا تدانيها مكانة فهي عماد الأسرة وعماد المجتمع كله فإن أحسنت تربية أولادها أخرجت للمجتمع أولاداً يبنون المجتمع ويحافظون على الإسلام ورايته ويقدمون للمجتمع الإسلامي ما يجعل له شأن بيتن الأمم أن كانوا ذكوراً ، وإن كانوا بناتاً أحسنوا تربية أولادهم وأصبحوا زوجات صالحات يأتمنهم أزواجهم على بيوتهم فينصرفون للعمل مجتهدين لرفعة مجتمعهم ودينهم مادام يأمنون الحفاظ على بيوتهم ولا ينصرفون إلى غير زوجاتهم التي تسر أنظارهم ويرتاحون إليهن ويخففن عنهم عنائهم ومشقتهم.

فإذا ما بتلي الرجل بزوجة غير صالحة لا يأمن معها نفسه وبيته وأولاده فستتفكك الأسرة وينشأ الأولاد بين زوجين متناحرين وسيبحث كل من الزوجين عن ما يشعره بالراحة والاستقرار لنفسه ويهمل الأولاد الذين هم في حاجة للبناء والتعليم وكيف يتأتى هذا والقدوة مفقودة والمفاسد منتشرة فتنهدم الأسرة ولدينا الكثير من الأسر ان كان الأب فاسداً
فالأم تظل محافظة على أولادها وتربيهم التربية الحسنة حتى مع فساد الأب لكن إن فسدت الأم فسدالأب وهلك الأبناء

ما كتبته في هذا ما هو إلا مقدمة لموضوع طويل سأكتبه إن شاء الله من عدة زوايا مختلفة لتقديم الدليل على مكانة المرأة ورقيها في الإسلام ودورها في المجتمع الإسلامي والغزو الفكري الهدام لها لكي يسقط المجتمع الإسلامي من الداخل ليستطيب لهم الأمر.

لكن قبل أن أبدأ في هذا الموضوع الطويل ، لابد أن أعترف بأني قد عرفت الآن سر اهتمام والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته سر كتبه في فقه النساء وأعلام النساء في الإسلام والكتابة عن الأسرة في الغرب والفكر العقائدي الغربي نحو المرأة والأسرة المسلمة فقد كنت شاباً لم تعركه الحياة والتفكير الناضج المبني على الأسس الفكرية والعلمية والاستنتاجية .

وقبل أن أسرد ما لدى سأستعين بفصل من أحد الكتب الإسلامية عن المرأة في الإسلام وأحد الأسماء وأحد المراجع التي استند إليها الكاتب في حاشيته هو اسم والدي وكتابه ، وهو أحد الأعلام في العقيدة الإسلامية وأحد أبرز الصحفيين الذين كانت تزداد مبيعات الصحف ولا يرتد منها عدد واحد وتنفذ من الأسواق فور صدورها داخل وخارج مصر وأحد هذه الدول هي المملكة العربية السعودية ولم يقتصر ذلك على الدول العربية وإنما الدول الغربية والشيوعية أيضاً بالرغم من أن هذا ليس عمله الذي يسترزق منه والذي كان يعد فيه من أبرع عشر رجال فيها في مصر.

فأسألكم الدعاء له ولي

والآن سأبدأ في الموضوع الطويل ولكن على حلقات حتى يتثنى لكم متابعته وحتى لا يأخذ مساحة طويلة من وقتكم

فبسم الله وعلى بركة الله نبدأ

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

الباشا قمر الزمان

المرأة في الإسلام

من كتاب( المرأة في سوق النخاسة ] للكاتب محمد بن أحمد بن معبِّر القحطاني

المرأة في الإسلام

أذكر تحت هذا العنوان كلمة قالها جوستاف لوبون عن تأثير الإسلام في أوضاع المرأة :
(إن الإسلام قد أثر تأثيراً حسناً في رفع مقام المرأة أكثر من كثير من قوانيننا الأوربية ، وخير طريقة لنقدر التأثير الذي أحدثه الإسلام في تحسين حال المرأة في الشرق ، أن نبحث عما كان عليه حالها قبل القرآن )([1]).
تحليل بسيط وتكون المقارنة السليمة العادلة ، أ نظروا حال المرأة قبل الإسلام وحالها بعد الإسلام وقضية ميراث المرأة .
حالة المرأة قبل الإسلام :
لم تكن المرأة قبل الإسلام تحضى ولو بقليل من الإعتراف بما لها من دور بناء في أي مجتمع كان ، فليست في نظرهم سوى سلعة تباع وتشترى إذا خرجت من بيت أبيها فقدت كل شئ من حريتها فليس لها الحق حتى ولو في إبداء رأي أو الموافقة عليه ، حتى أن بعض الشعوب تفرض عليها أن تقترن بأحد أقرباء زوجها في حالة وفاته وليس لها الحق أن تعود إلى بيت أهلها لأنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من بيت أهل زوجها ، وليت لها على هذه الحالة شئ من الإحترام والتقدير .
يقول عمر كحاله : "فإن النساء كن في بلاد فارس تحت سلطة الرجل المطلقة الذي كان يحق له أن يحكم عليها بالموت أو ينعم عليها بالحياة طبقاً لما يراه وتطيب له نفسه . . . "([2]) . فنجدها عبارة عن سلعة لا حق لها ولا رأى .
ونرى مكانة المرأة عند اليونان رغم أنهم كانوا من أرقى الأمم حضارة، تشهد على ذلك آثارهم، يقول الداعية الإسلامي أبو الأعلى المودودي عن حالة المرأة اليونانية: (فلم تكن لها في مجتمعهم منزلة أو مقام كريم. وكانت الأساطير اليونانية قد اختذت امرأة خيالية تسمى "باندورا" ينبوع جميع آلام الإنسان ومصائبه)([3]).
وقد نزلت العادات الهندوسية إلى الحضيض بعادة هي أقرب إلى الحياة الوحشية في الغاب وهي إحراق الأرملة عند موت زوجها، ومن سخافاتهم أنها تصبح تحت وصاية أبنائها لا حق لها من التقدير عندهم كأم لهم يحرصون عليها ويحترمون رأيها.
وقد يقول القائل: إن الغرب قد أعطي المرأة حقها وحريتها، فيما نراه من شيوعية النساء، نقول لهم إنهم لم يسبقوا الشعوب البدائية بسبق يستحق الذكر فإن (عشائر الباكونجو لا تعرف حصانة النساء ولا يقام لها وزن، وإنما يقاس شرف المرأة وتقاس مكانتها بمبلغ الرغبة فيها، وما يعرضه الراغبون في شرائها، أو الزواج بها من ثمن)([4]) وفي جزيرة العرب كان العرب ينتقصون المرأة حقها فلا ترث بعد موت زوجها أو أبيها، وقد كانوا يدفنون البنات وهن أحياء مخافة العار والفقر كما يدعون وليس أدل على ذلك من قوله تعالى: ]وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيم[([5])، هذه هي المنزلة التي تحتلها المرأة، وقد تكفل الله بأخذ حسابها ممن ظلمها فقال ]وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ[([6]).
وكانت المرأة عند حيضها تخرج من البيت لتسكن داخل خيمة حتى تنتهي مدة الحيض لكونها بخسة في نظرهم.
أما في الصين ([7]) فكانت المرأة مملوكة لأبيها وزوجها وولدها ففرض عليها قبل الزواج أن تطيع أباها وأخاها وبعد الزواج تكون الطاعة لزوجها وبعد وفاة زوجها تكون طائعة لولدها وهذا منتهى الإسفاف بحقوق المرأة وانتهاك لحريتها، وفوق ذلك أن أهل المرأة في الصين يختارون الزوج الذي يرغبونه بمساعدة سمسار، أما في اليابان فقد حكم تشريعهم الجائر أن المرأة متى عقد قرانها على زوجها تهجر بيت أهلها هجراً تاماً وتسعى إلى توثيق صلاتها بأسرة زوجها ولا يحق لها أن تعود إلى أهلها مهما كانت الظروف لأنها أصبحت ملكاً لزوجها لا يحق لها أي تصرف كبهيمة الأنعام سواء بسواء.

([1]) حسين محمد يوسف، أهداف الأسرة والتيارات المضادة ص32.

([2]) المرأة في القديم والحديث، الجزء الأول، عمر رضا كحاله، ص133.

([3]) أبو الأعلى المودودي، الحجاب، ص12.

([4]) محمد عطية خميس، المرأة والأسرة في الحضارة الغربية الحديثة، ص62.

([5]) سورة النحل: الآية 58.

([6]) سورة التكوير: من الآية 8-9.

([7]) عمر رضا كحاله، المرأة في القديم والحديث، الجزء الأول، ص149.

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

الباشا قمر الزمان

أما أساطير اليهود فتصف المرأة بأنها المصدر لجميع آلام الشعوب ومشاكلها فلا تحدث مشكلة ألا ويعزون السبب إلى المرأة، وهذا مما شوه صورة المرأة وجعلها الصورة الموحشة التي تسبب لمالكها كل مشكلة وقضية.
أما عذر العرب في كون المرأة لا ترث فهو كما أورد ذلك أحمد محمد جمال: (أن المرأة لا تجارب مثله في سبيل جمعه عن طريق الإغارة)([1]) ويفكرون بأنانية مطلقة فلو أنهم تركوها تغزو وتنهب مثلهم ثم سبيت إحداهن لركب الرجل منهم رأسه وقال إنها هي مصدر الآمي، فقد حملتني عاراً مدى الدهر، فهو لو أنصفوها وحفظوا لها قدرها لكانت تلك المخلوقة المطيعة لزوجها البارة بأهله الواصلة لأهلها، لا تلك المملوكة عند هذا الزوج الأهوج الذي لا يعتبرها إلا سلعة له الحق وكامل التصرف فيها، فهو الآمر الذي لا يرد له قول وليس لزوجته مراجعته فيما يقول ولو كان ما قاله عين الخطأ.
وعموماً فإن المرأة قبل الإسلام في حالة يرثى لها من الكبت والإضطهاد في كل الشعوب فهي مخلوقة لا حول لها ولا طول أمام هذا الرجل الأناني الذي سلب حريتها وأرهقها. واعتبرها مصدر الشقاء والآلام ومصدر العار وحرمها من أبسط وأيسر حقوقها، وجعل للابن التسلط والتحكم على أمه وأجبرها بأن تطيع هذا الابن طاعة عمياء بعد وفاة زوجها المالك الثاني بعد أبيها. فليس لها حظ من العلم أو المشاركة في إبداء رأي أو زيارة لأهلها، فلا صلة رحم كما أوصي بذلك الدين الحنيف، بل هجران للأهل مدى الحياة، وقد يكون نصيبها الحرق بالنار بعد ترملها، وهذه هي إنسانية القوانين البشرية على مر العصور، ومهما حاول البشر أن يصلحوا ويضعوا القوانين من عندهم فإنهم لا يستطيعون أن يعطوا المرأة كامل حقوقها بل يهضمونها هضماً.
وما حالة المرأة اليوم في الغرب وفي بلدان العالم الإسلامي التي تحب التقليد لكل ما يأتي من الغرب أخف من حالة المرأة قبل الإسلام، فهي وإن كان يزعم الزاعمون أنها تحررت من القيود قد وقعت في القيد المكين الأشد من سابقه، فقد عادت لتصبح سلعة لا يقصد منها إلا إرواء الجنس فقط، فقد يقتل الوالدان أطفالهما ليستمتعا بلذة الجنس بعيداً عن مشاكل الأطفال ([2]).
أما الإسلام فقد أنصفها وأعطاها كامل حقوقها، مالها وما عليها، وجعل لها ضوابط وحدود.
حالة المرأة بعد الإسلام:
بزغ نور الهداية يشع في ذرى مكة المكرمة لينتشر في أنحاء العالم ناشراً معه الفضيلة، داعياً إلى الخير، مرهبا من الشر، أقر الفضائل ونقض ما يخالفه من عادات جاهلية تسلب الحقوق وتهدر الكرامات.
وكان من فضائل الإسلام على المرأة أ، أعاد إليها كرامتها، وحفظ علسها ماء وجهها من أن تبذله وتستذل استذلالاً مقيتا، وجعلها محفوظة في بيت أبيها لها من الاحترام والعطف عليها والشفقة بها لكونها امرأة، ونرها مكرمة معززة في بيت زوجها تبدي رأيها ولها زيارة أهلها ومواصلة رحمها، أما عندما تصبح أما فتصبح كنفا للابن وينبوع سعادة يتدفق بأغلى عاطفة إنسانية.
(ولم يقف الإسلام في تكريمه للمرأة عند هذا الحد، فأمر غير المحارم من الرجال بغض البصر عنها تنزيها لها، وتشريفا لقدرها)([3]).
يقول الله عز وجل: ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ[([4]).
ولقد أمر الإسلام بأن تكون الأسرة مبنية على التواد والتراحم والألفة ومشاطرة الخير والشر، وأن يكون الزوجين مترابطين بهذا الولاء لقوله تعالى: ]وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[([5])،

([1]) أحمد محمد جمال، مكانك تحمدي، ص37,

([2]) محمد عطية خميس، المرأة والأسرة في الحضارة الغربية الحديثة، ص76.

([3]) حسين محمد يوسف، أهداف الأسرة في الإسلام والتيارات المضادة، ص13.

([4]) سورة النور: الآية 30.

([5]) سورة الروم: الآية 21.

يتبع

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

الباشا قمر الزمان

(واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان ([1]) لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمات الله)([2]).
وفي تاريخ الإسلام أروع الأمثلة للمرأة المسلمة التي كفل الإسلام حقوقها وحفظ عليها كرامتها وجعلها معززة مكرمة، وجعل لها من التكريم والعز ما يعجز القلم عن وصفه، فقد روى أبو داود في سننه أن أم هاني بنت أبي طالب أجارت رجلا من الشركين يوم الفتح فأتت النبي e ، فذكر له ذلك، فقال: (قد أجرنا من أجرت، وأمنا من أمنت)([3]).
ولقد تكررت لفظة "المعروف" في القرآن الكريم مقترنة بالزواج وعند التسريح لأن المرأة مخلوقة تعتمد على الرجل فيجب عليه أن يعطف عليها، ويأمر بالإحسان إليهن وعدم عضلهن، ومن هذه الآيات، قوله تعالى: ]وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوف[([4])، ويقول: ]وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً[([5]) والآيات التي تحث على الإحسان إلى المرأة والرفق بها كثيرة، وقد حصر يحيى المعلمي لفظة "المعروف" في سورة البقرة من آية 231 إلى 236 فوجد أنها وردت إحدى عشرة مرة ([6]) وهذا يدل على حرص الإسلام على المرأة والمحافظة عليها من الإضطهاد والذي كانت تعيشه قبل الإسلام، ولقد كانت المرأة في عهد النبي e جوهرة مصونة يحرص النبي e والأصحاب رضوان الله عليهم عليها، وكان الرسول يجتمع بهن ويحثهن على فعل الخير والتواصل، وأمرهن بصلة أرحامهن والإحسان إليهن وذلك بعد أن تستأذن المرأة زوجها في الخروج، ولقد قرن الله النساء مع الرجال في هذه الآية الكريمة مرغباً لهن في الحرص على حفظ النفس والصدق والصبر والخشوع، فقال عز من قائل: ]إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً[([7]).
ولقد جعل الله الزواج منتفسا شريفا يعيشه الرجل والمرأة في منتهى السعادة بعيدا عن مزالق الفجور والزنا الذي هو مصدر البلاء، وقد دفع الإسلام بهذا دابر الشهوة الجامحة بما أحله الله للعباد من الوصل الحلال، ولقد أباح الإسلام تعدد الزوجات حفظا للرجل والمرأة، ولقد شهد الأعداء بفضل تعاليم الإسلام التي تبيح تعدد الزوجات وأن هذه التعاليم قد حفظت العالم الإسلامي من وباء الزنا، تقول النشرة الإحصائية التي نشرتها هيئة الأمم المتحدة في عام 1959م (إن البلدان الإسلامية محفوظة من هذا الوباء – أي الزنا – لأنها تتبع نظام "تعدد الزوجات")([8]).
وأباح الإسلام التعدد بشرط العدل بينهن فقال سبحانه: ]فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً[([9]).
والإسلام لم يأمر المرأة على هجر أهلها كما تفعل الشعوب قديما بل أمر بصلة الأهل وعدم قطيعة الرحم، يقول الله عز وجل: ]قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً[([10])، فنجده هنا قرن عدم بر الوالدين بالشرك بالله واعتبرهما من المحرمات وهذه صورة عظيمة لرفق الإسلام، فللمرأة الحق في زيارة أهلها وتفقد أحوالهم لما لهم عليها من فضل التربية قبل زواجها.
وأمرها بالإسلام بعدم التبذل والنزول من حصنها الحصين، فيقول عز وجل: ]فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً[([11]).. وتعاليم الإسلام لا

([1]) عوان: أسيرات.

([2]) السيرة النبوية لابن هشام، تعليم وضبط عبدالرؤوف سعد، ص186.

([3]) سنن أبي داود، الجزء الثالث، ص84.

([4]) سورة البقرة: آية 231.

([5]) سورة النساء: آية 19.

([6]) يحى عبدالله المعلمي، مكارم الأخلاق في القرآن الكريم، ص260.

([7]) سورة الأحزاب: آية 35.

([8]) وحيد الدين خان، الإسلام يتحدى، ص237.

([9]) سورة النساء: آية 3.

([10]) سورة الأنعام: آية 151.

([11]) سورة الأحزاب: آية 32.

يتبع

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

الباشا قمر الزمان

نستطيع حصرها بالنسبة للحفاظ على الأسرة التي تعتبر المرأة إحدى ركائزها، بل هي الركيزة الأساسية، ولقد قال الشاعر:
الأم مدرة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراف

والمرأة سواء كانت أما أو زوجة أو أختاً أو عمة أو خالة لها مكان محترم وتقدير من نوع خاص، فإحترام الأم ينبع من توصية إسلامنا بطاعة الوالدين، وتقدير الزوجة لكونها النصف الآخر لدين الرجل وعتبة منزله، أما إذا كانت أختاً فحفاظاً عليها حتى يتيسر لها الزوج الصالح، أما العمة والخالة فصلة رحم صلتهما أمر بها الدين الحنيف وتوعد قاطع الرحم بأشد العقوبات.
يقول الأستاذ أنور الجندي: (ومن كرامة الإسلام للمرأة أن جعل الفاسق ليس كفؤا للزواج من المرأة العفيفة)([1]). فقد جعل هذا الإتصال شريفاً ومن طرفين متكافئين يجعل لكل منهما تقديراً واحتراماً عند الآخر ولا يكون بينهما أي فارق في الأخلاق والدين التي هي عبارة عن الأساس المتين في العلاقات الزوجية في الإسلام.
المرأة وقضية الميرات:
سبق أن ذكرنا حرمان المرأة من الميراث في العادات الجاهلية لكونها لا تقوم ببذل أي جهد فيها، وهذا حق هضمته هذه العادات وأبطلته بغير ما وجه حق في هذا الظلم على المرأة.
أما بعد الإسلام فقد أعطاها الإسلام حقها وأمر به وبين أن لها نصيب غير نصيب الرجال وأن هذا الإرث حق لها لا دخل لأحد البشر فيه حيث أن الرب جلا وعلا هو الذي فرض الفروض ووضع الفرائض للناس ولم يجعلها بيد البشر لمعرفته أنهم سوف يجرون خلف العاطفة فيقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء: ]لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً[([2]). وفي آية أخرى يفرض للزوجة فرضا بعد ميراث زوجها وهو الربع إذا لم يكن هناك ولد، وتستحق الثمن في حالة وجود الولد: ]وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ[([3]) والمرأة ترث من دية زوجها، فقد جاء في سنن أبي داود أن النبي e كتب إلى الضحاك بن سفيان يأمره أن يورث امرأة أشم الضباني من دية زوجها ([4]).
أما حينما أعطاها نصب نصيب الذكر من الميراث فقد قابله إعفاؤها من أعباء النفقة ([5]).
والإسلام بهذه التشريعات الربانية يحفظ للمرأة عزها وكرامتها من أن تبتذلها العيون، وأت تمرغ شرفها في مهاوي الرذيلة وتلعب بها تيارات الانحراف التي يروج لها أبناء الغرب الآن، وبما أن المرأة هي عماد الأسرة فيجب عليها أن تنظر إلى تعاليم الدين الإسلامي وكيف أنصفتها وحررتها من الجور، أما ما يطفح العالم اليوم من دعاية إلى التحرر، فأقول كما قالت الكاتبة القديرة يمان السباعي: (ويل لأمة تفخر بنسائها في كليات الهندسة، ورجالها على الأزقة لا يجدون عملا، ولا يفكرون في قضية، ولا يحملون مسؤولية، ويل لأمة أهانت رجالها لتثبت ذاتية نساء ضائعات)([6]) هذا هو قل امرأة منصفة تدبرت كتاب الله وهدي نبيه فعرفت قدر نفسها فأنزلتها منزلتها ولم تحاول أ، تتشبث بدعاوى باطلة لا تستند إلى حقيقة بل هي كيد يكيده أعداء الإسلام للمرأة المسلمة، لتعود إلى جاهليتها التي تذل المرأة وتستعبدها.
وأردد النداء مع الأخت سهاد عبدالمجيد محمد ([7]) لفتاة اليوم المسلمة طالبة منها أن تلزم خدر العفاف لتكون مكرمة معززة:

فعودي وألبسي ثوباً طهوراً

وشأن الدار أولى من سواها

وكوني في الحياة ملاك سلم

تبلغك السعادة منتهاها

ويكفي المرأة المسلمة عزاً أن النبي e قال: (استوصوا النساء خيراً).

والإسلام دين إصلاح للمجتمع والأسرة، وهو الحسن الحصين للمرأة والواقي لها من المصائب والفتن.
------------------------------------------------------------
([1]) أنور الجندي، المرأة المسلمة في وجه التحديات، ص28.

([2]) سورة النساء: آية 7.

([3]) سورة النساء: آية 12.

([4]) سنن أبي داود، الجزء الثالث، ص129.

([5]) أنور الجندي، مرجع سابق، ص38.

([6]) يمان السباعي، الراقصون على جراحنا، ص59.

([7]) مجلة منار الإسلام، أبو ظبي – الأمارات العربية – العدد الخاص… السنة الثامنة ص69

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

الباشا قمر الزمان

--------------------------------------------------------------------------------

الإسلام والمرأة

لا يحسب على منهج الله تلك الممارسات أو المفهومات الخاطئة عن المرأة:

حينما يتحول الرجل جلاداً باسم الدين ، وتتحول المرأة رقيقاً باسم الدين ، أو يتحول الرجل إمرأة أو تتحول المرأة رجلا

أو يتحول كلاهما إلى صنف ثالث مائع بين الرجل والمرأة باسم التطور في فهم الدين ، فهذه كلها أوضاع لا يصعب

تمييزها عن الإسلام الصحيح ومقتضياته في نفوس المؤمنين

[size=6الزواج والاختيار: [/size]

الزواج من سنن الأنبياء والمرسلين الذين هم القادة الذين يجب أن نتبعهم:

يقول تعالي: < ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية> الرعد 38

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أربع من سنن المرسلين الحناء والتعطر والسواك والنكاح) رواه الترمذي.

وذكر الله تعالي الزواج في معرض الامتنان.

يقول تعالى " والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات) النحل 72

والله تعالى يعتبر الزواج آية من آياته:

يقول تعالى < ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات

لقوم يتفكرون> الروم 21.

قد يحجم البعض عن الزواج خوفاً من تكاليفه وتبعاته ، فيلفت الإسلام انتباه هؤلاء إلى أن الزواج قد يكون سبيلا

إلى الغنى، يقول تعالى : < وانكحوا الأيمى منكم( الذي لا زوجة له ) والصالحين من عبادكم وإمائكم ( العبيد) إن يكونوا

فقراء يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم> النور 32.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله ، والمكاتب الذي يريد الأداء

والناكح الذي يريد العفاف) رواه الترمذي.

والمرأة خير كنز يضاف إلى رصيد الرجل:قال بعض الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي المال خير

فنتخذه؟ فقال: لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على دينه. رواه الطبراني.

وقال صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة) رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم حينما تغلل بعض الناس في عبادته وحاولوا الترهبن" أما والله فإني لأخشاكم لله وأتقاكم له،

لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

الباشا قمر الزمان

وقال صلى الله عليه وسلم ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة: إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها زماله" رواه الطبراني".

وقال صلى الله عليه وسلم " من سعادة ابن آدم ثلاثة: المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة: المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء" رواه الطبراني والحاكم".

الزواج عبادة يستكمل المرء بها نصف دينه:

قال صلى الله عليه وسلم: من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي"رواه الطبراني والحاكم".

وقال ابن مسعود:" لو لم يبق من أحلي إلا عشرة أيام ، وأعلم أني أموت في أخرها ولي طول النكاح فيها ، لتزوجت مخافة الفتنة"س س/2/5-8".

فالزوجة سكن للزوج ، وشريكة حياته ، وربة بيته ، وأم أولاده ، وموضع سره ونجواه ، وهي أهم ركن من أركان الأسرة ، فهي المنجبة للأولاد ، وعنها يرثون الكثير من المزايا والصفات ، وفي أحضانها تتكون عاطفة الطفل وتتربى ملكاته ويتلقى لغته ،ويكتسب كثيراً من تقاليده وعاداته ، ويعرف دينه ويتعود السلوك الاجتماعي. من أجل ذلك حرص الإسلام على اختيار الزوجة الصالحة ، والصلاح يعني المحافظة على الدين والتمسك بالفضائل ورعاية حق الزوج وحماية الأبناء. أما عدا ذلك من مظاهر الدنيا فقد نهى عنه الإسلام إذا كان مجرداً من الشروط السابقة.

يقول صلى الله عليه وسلم: إياكم وخضراء الدمن ، قيل يا رسوا الله ومن خضراء الدمن؟.. قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء" رواه الدارقطني".
ويقول صلى الله عليه وسلم : لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهم على الدين ولإمرأة خرماء ذات دين أفضل(الخرماء : مشقوقة الأنف والأذن).

والإنسان بطبيعته يعشق الجمال ويهواه ويشعر دائماً في قرارة نفسه بأنه فاقد لشئ من ذاته إذا كان الشئ الجميل بعيداً عنه ، فإن أحرزه واستولى عليه شعر بسكن نفسي وارتواء عاطفي وسعادة، ولهذا لم يسقط الإسلام الجمال من حسابه عند اختيار الزوجة. وفي الحديث الصحيح : إن الله جميل يحب الجمال...وقال صلى الله عليه وسلم للمغيرة ابن شعبة حين خطب" أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" وقال لآخر " أنظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً"

والذي يريد الزواج مبتغياً منه غير ما يقصد منه، من تكوين الأسرة ورعاية شؤونها، يعامل بنقيض مقصوده فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من تزوج إمرأة لمالها لم يزده الله إلا فقراً ، ومن تزوج إمرأة لحسنها لم يزده الله إلا دناءة ، ومن تزوج إمرأة ليغض بها بصره ، ويحسن فرجه أو يصل رحمه، بارك الله له فيها وبارك لها فيه" رواه ابن حيان. ويقول صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها وحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"-دعاء بالفقر إذا لم يكن الدين هدفه-"رواه البخاري ومسلم".
المقصود ألا يكون القصد الأول من الزواج هو هذا الاتجاه نحو الغايات الدنيا فإنها لا ترفع من شأن صاحبها ولا تسمو به.
من المزايا التي يجب توافرها في المرأة المخطوبة" أن تكون من بيئة كريمة معروفة باعتدال المزاج ، وهدوء الأعصاب والبعد عن الانحرافات النفسية، فإنها أجدر أن تكون حانية على وليدها راعية لحق زوجها.
وينبغي أن تكون الزوجة منجبة ، ويعرف ذلك بسلامة بدنها وبقياسها على مثيلاتها من أخواتها وعماتها وخالاتها.فقد خطب رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إمرأة عقيماً لا تلد ، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة(والودود هي المرأة التي تتودد إلى زوجها وتتحبب إليه وتبذل طاقتها في مرضاته) ونصح جابر ابن عبد الله بأن يتزوج بكراً قائلاً له"هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك".
كما ينبغي أن يكون هنا ثمة تقارب بين الزوجين من حيث السن والمركز الاجتماعي والمستوى الثقافي والاقتصادي. س س / 2/13-..

الأصل في المرأة أنها أم وربة بيت ، وهي عرض يجب أن يصان:

1- الدليل على أن الأصل في المرأة أنها أم:

روي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالباءة، وينهي عن التبتل نهياً شديداً ويقول" تزوجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة" وعن معقل بن يسار قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال ، وإنها لا تلد فأتزوجها، قال: لا ثم أتاه الثانيةن فنهاه ، ُم أتاه الثالثة ، فقال تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم". فهذا يدل على أن حكمة النكاح والنتيجة التي يقصد أن تترتب عليه هي الولادة والنهي عن تزوج المرأة التي لا تلد يدل على أن الأصل في المرأة أن تكون أماً، ثم يأتي بعد ذلك أن تكون زوجة ، وأن تياشر ما جعله لها الشرع أن تباشره من الواجبات والمندوبات. وأيضاً ما روي عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص" أن إمرأة قالت يا رسول الله إن إبني هذا كان بطني له وعاء ، وثديي له سقاء، وحجري له حواء ، وأن أباه طلقني وأراد أن ينزعه مني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت أحق به ما لم تنكحي" فالحديث هنا عدد الأوضاع التي لدى المرأة بالنسبة للطفل، مما يدل على أهمية أمومتها ، وقد حكم لها بكفالته ، فهذان الدليلان يدلان على أن أصل المرأة أنها أم ، هذا علاوة عما جاء من أحكام تتعلق بالحمل والولادة والرضاع.

2- الدليل على أن الأصل في المرأة أنها ربة بيت:

ما روي عن أنس أن رجلاً سافر ومنع زوجته من الخروج ، فمرض أبوها فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيادة أبيها ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتقي الله ولا تخالفي زوجك". وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه". وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حق الزوج على زوجته ألا تصوم تطوعاً إلا بإذنه، فالشرع قد جعل للمرأة أن تعود أباها إذا مرض ، وجعل لها أن تصوم تطوعاً لله ، ولكنه جعل ذلك دون حق الزوج مما يدل على أن الأصل فيها أنها ربة بيت. وأيضاً ما روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى على إبنته فاطمة بخدمة البيت ، وعلى علي ما كان خارج البيت. وكان صلى الله عليه وسلم يأمر نساؤه بخدمته، فقال : يا عائشة أسقينا، يا عائشة أطعمينا، يا عائشة هلمي الشفرة واشحذيها بحجر" فلو تعارضت خدمته مع عمل من الأعمال التي جعل الشرع لها القيام بها مباحاً كالبيع ، أو مندوباً كصلاة التطوع ، فإن خدمته أرجح من ذلك، فعليها أن تترك المباح والمندوب وتقوم بخدمته.

3- الدليل على أن الأصل في المرأة أنها عرض يجب أن يصان:

والمقصود بالإذن هذا عدم الدخول على المرأة في حالة تكشف. ولهذا ورد أن الإذن واجب حتى على الأم. أخرج أبو داوود"أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أأستأذن على أمي؟ قال نعم. قال أنه ليس لها خادم غيري أأستأذن كلما دخلت؟ قال أتحب أن تراها عارية؟ قال الرجل: لا، قال فاستأذن"
قال تعالى " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن، ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن، أو آبائهن ، أو آباء بعولتهن، أو بنائهن، أو أبناء بعولتهن، أو إخوانهن، أو بني أخوانهن،أو بني إخواتهن، أو بني أخواتهن، أونسائهن، أو ما ملكت أيمانهن، أو التابعين غير ذوي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء". حدد الله تعالى هنا ما يجوز أن يظهر من المرأة في حياتها الخاصة، مما هو فوق الوجه والكفين بأنه يظهر للمحارم، ولمن لا توجد له شهوة، فيدل هذا التحديد دلالة واضحة على أن الأصل في المرأة أنها عرض يجب يجب أن يصان ، فأحاطها بهذه الأحكام. وكما حدد العورة حدد عدد الأشخاص الذين يصح لهم أن يروا أكثر من العورة تحديداً دقيقاً.

عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:أن الجارية إذا حاضت لم يصلح أن بري منها إلا وجهها ويداها إلا المقصل" فتحديد لباس المرأة ولعورتها دليل على كونها عرضاً يجب أن يصان. يقول الله تعالى: يا أيها الذين أمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها" فنهى الله تعالى عن دخول البيوت إلا بإذن أهلها، واعتبر عدم الإذن.
والمقصود استحيائاً والإذن استئناساً فقال حتى تستأنسوا، وهى كناية عن طلب الإذن.

روى ابن عباس أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: لا يحل لإمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا ومعها محرم" وقال أيضاً:" ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال: يا رسول الله إن إمرأتي خرجت حاجة وإني كنت في غزوة كذا، قال: فانطلق وحج مع إمرأتك" فالرسول أخرجه من الجيش الذي سينفر للقتال ليصون امرأته. وقال تعالى أيضاً: والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة" وليس معناه غير متزينات، فالزينة مباحة للمرأة، وإنما غير مبديات زينتهن بشكل من شأنه أن يلفت نظر الرجال إليهن، فالنهي عن التبرج بالزينة وليس بالزينة.
وهذه الأدلة تدل دلالة واضحة على أن المرأة عرض يجب أن يصان.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــع

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

الباشا قمر الزمان

الأصل انفصال الرجال عن النساء ولا يجتمعون إلا لغاية يقرها الشرع كالبيع ويقر الاجتماع من أجلها كالحج

الدليل على هذه القاعدة أن الشرع:

1- جعل للمسلم حياة خاصة وحياة عامة، وأباح للمرأة في الحياة الخاصة أن تظهر لمحارمها ما هو فوق العورة، وجعلها لا تظهر في الحياة العامة إلا وجهها وكفيها.
2-جعل الشرع صفوف النساء في الصلاة خلف صفوف الرجال.
3- أمر الرجال بغض البصر عن النساء وأمر النساء بغض البصر عن الرجال.
4- أمر الشرع المرأة في الحياة العامة باللباس الكامل المحتشم الذي يستر كل ما هو موضع للزينة إلا ما ظهر منها.
5- أباح الشرع للمرأة في الحياة الخاصة بين المحارم أن تظهر ما فوق العورة.

هذه الأدلة كلها تدل على أن الأصل أن ينفصل الرجال عن النساء فيعيش كل منهم حياة غير الآخر. وإلى جانب ذلك نجد أن الشرع قد أباح للمرأة أموراً، وأوجب عليها أموراً ، ولابد لها من قيامها بما هو واجب، ومندوب ، وما هو مباح لها. ولكن باللباس الذي وصفه الله تعالى في القرآن بقوله تعالى" وليضربن بخمرهن على جيوبهن" بالنسبة للباس من أعلى، وبقوله تعالى" وليدنين عليهن من جلاليبهن" بالنسبة للباس من أسفل - والجلباب هو الملحفة التي تلبس فوق الثياب وقال الجوهري في الصحاح " الجلباب هو الملحفةوقيل الملاءة" وفي القاموس المحيط"الجلباب ثوب واسع للمرأة دون الملحفة أو ما تغطي به ثيابها كالملحفة" وإدناء الثوب إرخاؤه لأسفل ، ويقال: أدني الستر إرخاؤه إلى أسفل وبقوله تعالى" غير متبرجات بزينة" بالنسبة لعدم التبرج.

فهذا الذي أباحه الشرع لها من بيع وشراء وإجارة وكفالة وغير ذلك ، وما أوجبه لها من حج ، وأداء زكاة ، أو كان مندوباً لها من صدقة تطوع، أو خدمة مساكين ، أو مداواة مريض ، أو غير ذلك ، فإنه يجوز لها أن تخرج للقيام به، وأن تجتمع بالرجال من أجل القيام به، باللباس الذي عينه الشرع.

هذه الأدلة جميعها تدل على أن طريقة الحياة في الإسلام أن ينفصل الرجال عن النساء في الحياة الخاصة ، وأن يجتمع الرجال بالنساء في الحياة العامة للقيام بما هو فرض ، أو مندوب ، أو مباح للنساء والرجال.

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

الباشا قمر الزمان

وأحب أن أضيف ....بأن الاسلام قد انصف المراة غير ما يروجوع الغرب ... وبالدليل بما جاء به القرآن الشريف بسم الله الرحمن الرحيم .. " الجنة تحت أقدام المهات " سبحان الله ولا يعتبروا ابدا
مقالة رائعة وكافية ووافية من الشرح والتفسير
جزاك الله خيرا يا باشا

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

هدى

دراسة تحليلية رائعة يا باشا كما عودتنا دائما وربنا يجعلها لك في ميزان حسناتك ولك كل الخير لما قدمت

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

jinan

الله الله ياباشا دراستك التحليلية رائعة جدا ووافية شكرا لك وتسلم لنا يا باشا

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

hasan

رائع لهذا السرد الجميل ولهذا التحليل تسلم ايديك

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

تسلم ايدك يا باشا قمر الزمان لدراستك وشكرا لك

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نشأت

لم ينته البحث حتى الآن انتظروا في القريب العاجل ان شاء الله البقية الباقية من البحث شكرا لكم

جميعا

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

الباشا قمر الزمان

منتظرينك يا باشا وربنا معاك

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

هدى

يمنع الإسلام الخلوة بالمرأة بغير محرم ، ويمنع التبرج وكشف العورة أمام الأجانب.

الدليل على منع الخلوة:

قوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بإمرأة فإن ثالثهما الشيطان وقال عليه الصلاة والسلام ولا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها محرم"

الدليل على منع التبرج:

قوله تعالى:" غير متبرجات بزينة" وقوله تعالى" ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن". نهى الله تعالى هنا عن أعمال التبرج. والتبرج في اللغة إبداء الزينة. وتعني تبرجت في القاموس المحيط" أظهرت زينتها للرجال" وهو المعنى الشرعي لكلمة تبرج ، والتبرج غير التزين لأن التزين شئ والتبرج شئ آخر. فقد تكون المرأة متزينة ولا تكون متبرجة إذا ما كانت زينتها عادية، ولا تلفت النظر، وفليس معنى التبرج منع التزين مطلقاً، بل منع التبرج يعني منع التزين الذي يكون سبباً في لفت نظر الرجال إلى المرأة.، إذاً فالتبرج هو اظهار الزينة والمحاسن للأجانب، ويقال تبرجت المرأة: أظهرت زينتها ومحاسنها للأجانب. ويؤيد هذا النصوص التي جاءت تنهي عن أعمال التبرج ، وباستقراء هذه النصوص يتبين أنها تمنع إبداء المحاسن، وإبداء الزينة، ولا يفهم منها منع الزينة مطلقاً ففي قوله تعالى:" ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن" نهيٌ عن إبداء الزينة إذ قال ليعلم ما يخفين من زينتهن.وهذا يعني بشكل واضح الزينة التي تثير الرجال نحو المرأة حتى ولو لم يكن يظهر منها شئ ولنتمعن في قوله تعالى" ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن" الضرب بالأرجل يعني شيئان الأول الدق الأول الدق على الأرض بالأرجل والمقصود بما تلبسه المرأة من حذاء أو نحوه فيثير صوت الدق النظر إليها للرجال والثانية حركة الرجل تدفع ما ترتديه المرأة من الخلخال في أرجلها للتضرب الخاليل بعضها ببعض والمثال بأرجل المرأة في قوله تعالى لأن أرجل المرأة من مثيرات الشهوة لدى الرجال وإذا ما لفت صوت الأرجل النظر إلى المرأة حتى ولم يظهر منها شئ فإن نظرة الرجل إليها ككل يدفعه للتخيل ورسم صورة مثيرة للشهوة قد تدفعه لأن يدعوها بالكلام أو يحاول لمسها . وليس هذا المثال الذي ضربه لنا جل شأنه قاصر على الأرجل بل على كل مكان زينة للمرأة كالنهدين والرقبة والشعر والأرداف والجسد بشكل عام. فعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهى زانية" أي كالزانية ، فهذا نهي عن عمل من أعمال االتبرج ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أراهما بعد: نساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، وعلى رؤوسهن أمثال أسنمة البخت المائلة، لا يرين الجنة ولا يجدن ريحها ، ورجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس" وهو نهي عن عمل من أعمال التبرج وفي قوله كاسيات عاريات" يعني إبداء المحاسن، وفي قوله" مائلات مميلات" يعني قيامهم بحركات تلفت نظر الرجال وفي قوله" على رؤسهن أمثال أسنمة البخت المائلة" تعني إظهار زينة شعورهن أي يكومن شعورهن ويعظمنها بلف عمامة أو عصبة أو نحوها حتى تصير كسنام الناقة ، والبُخْتْ" الإبل الخرسانية ، أي يصففن شعورهن على شكل شنام الإبل الخرسانية ، وهذا فيه نهي عن إبداء الزينة للأجانب. وهكذا جميع النصوص التي جاءئ تنهي عن عمل من أعمال التبرج تبين النهي عن إبداء الزينة لإثارة ميل الرجال إليها ، وهويؤيد معنى التبرج لغة بأنه إبداء الزينة ، وبأنه غير التزين.

وروي عن أسامة بن زيد قال" كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة ، كانت مما أهدى له دحية**********ي فكسوتها إمرأتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك لا تلبس القبطية، فقلت : يا رسول الله كسوتها امأتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" مرها أن تضع غلالة تحتها فإني أخاف أن تشف حجم عظامها" ويقول الشوكاني" يدل الحديث عن أنه يجب على المرأة أن تستر بدنها بثوب لا يصفه ، وهذا شرط ساتر العورة. وستر البشر ستر لون البشرة، فإن كان خفيفاً يبين لون الجلد من ورائه فيعلم بياضه من حمرته لم تجز الصلاة فيه لأن الستر لايحصل

يتبــــــــــــــــــــــــــــع

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

الباشا قمر الزمان

موضوع يستحق التقدير والشكر نظرا لا هميته الكبيرة لدا شكرا على الجهد و اتمنى لك التوفيق في مسيرتك ولكن كيف امكن للمراة او الفتاة العيش تحت سترة او توب طيلة عمرها . في زمن الماديات زمن يتم الحكم فيه على الانسان بالمظهر . مثلا ادا كنت ترتدي ملابس فاخرة احترمك . هدا هو الحال اليوم في حين نجد قليلون هم من يلتفتون الى اخلاق الفتاة وحسن تعاملها وتصرفاتها هدا واقع العالم اليوم .......

الموضوع الأصلى : المرأة في الإسلام (موضوع بحث) المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

habib

المرأة في الإسلام (موضوع بحث)

المرأة في الإسلام (موضوع بحث)

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة