شادية تتحدث..هذه الأغنية كانت نقطة تحول في حياتى.. واستبدلت شرائط اغنياتى بمكتبة قرآنية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] السبت 18 نوفمبر 2017 - 12:27 مساء، كتب رامى عبد الحميد
رفضت الرد عن شائعات تقاضيها مليون دولار مقابل الاعتزال والحجاب
شادية تتحدث
• قررت الاعتزال بعد انتهاء عرض مسرحية "ريا وسكينة" والذهاب إلى بيت الله الحرام لتأدية العمرة
• هذه الأغنية كانت نقطة تحول في حياتى.. وتخلصت من ملابسى وأفلامى وكل ما كان يربطنى بالماضي
• استبدلت شرائط اغنياتى بمكتبة قرآنية بناء على نصيحة الشعراوي
• تبرعت بكل ما ادخرته من عملي طوال رحلتى الفنية لصالح الجمعيات الخيرية واعتبرت هذه الخطوة الأولى لي في رحاب الله
• أقول للفنانين والفنانات حاولوا دائما ألا تقعوا ضحية لبريق الشهرة وتنسوا تماما ذلك اليوم الذي ستأتون فيه مجردين من الألقاب
• السعادة الحقيقة التي كنت أحلم بها لم أجدها في الفن ووجدتها في القرب من الله وطاعته
شهدت الأيام الماضية تطورات ايجابية لحالة الفنانة "شادية" الصحية بعد إصابتها بجلطة في المخ، حيث استجابت للعلاج بمستشفى الجلاء العسكري وبدأت تستعيد وعيها وتتحرك وتتواصل مع المحيطين بها ولكن بصعوبة.
وفى لفته طيبة، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي وحرمه، السيدة انتصار السيسي، الأسبوع الماضى الفنانة الكبيرة شادية، بمستشفى الجلاء، للاطمئنان على صحتها، بعد حضوره ختام فعاليات منتدى شباب العالم، حيث استمع الرئيس السيسي، إلى شرح من الأطباء المعالجين للفنانة الكبيرة والمتابعين لحالتها الصحية، ووجه بتوفير سبل الرعاية لها، كما وعد بتكرار الزيارة مرة أخرى.
وعلى الرغم من اعتزالها الفن واحتجابها عن أضواء الشهرة لما يزيد عن ثلاثين عاما، لازالت "قيثارة العرب" تتربع فى قلوب عشاقها ومحبيها الذين يتابعون بكل شغف أخبارها واعتصرت قلوبهم ألما وحزنا جراء ما تردد من انباء عن تردى حالتها الصحية.
"الموجز" ترصد ابرز اعترافات "دلوعة السينما المصرية" عن قرار اعتزالها الفن وسر ابتعادها نهائيا عن الأضواء والشهرة بعد تربعها على عرش الفن لأربع عقود كاملة.
رحلة الاعتزال
عقب مشاركتها في "الليلة المحمدية"، فى منتصف ثمانينيات القرن الماضى وغنائها للأغنية الدينية "خد بإيدي"، ابتعدت "شادية" عن الإعلام ولم تظهر سواء في برامج تليفزيونية أو حتى في المهرجانات التي تم تكريمها، وأعلنت توبتها واعتزالها الفن نهائيا.. قصة توبة "معبودة الجماهير" رصدها كتاب «الفن الواقع والمأمول.. قصص توبة الفنانات والفنانين» والذى سلط الضوء على تصريحات الفنانة المعتزلة لصحيفة «المسلمون» والتى قالت فيها «ذات ليلة، بدأت الفكرة تسيطر على عقلي، وبدأت أحاسيسي كلها تستيقظ وتطالبني بالنجاة.. وأنا أمضي في طريقي مفتونة بأنين داخلي يتردد في كل جوارحي.. فكرة الاعتزال ملأت قلبي وعقلي.. وبدأت رغبتي في الصلاة تزداد بشكل منتظم».
وأضافت شادية : فكرة الاعتزال لم تكن تتزحزح من بالى، وكنت دائما أقول لنفسي: «لا بد من العودة ولا بد من النجاة..هذه رغبة أبي وأمي برغم أنهما يخفيانها عني.. هذه رغبتي الحقيقية والكامنة داخلي، لماذا لا أعود؟ وحين انتهى اليوم الأول من عرض مسرحية (ريّا وسكينة)، وعدت إلى منزلي، دخلت حجرتي مسرعة، واستيقظت أمي على صوت أنيني ونحيبي الذى أستمر حتى أعلن المؤذن (الصلاة خير من النوم)».
وتابعت شادية: كنت في كل ليلة أعود فيها إلى المنزل أسارع إلى الصلاة وأبدأ في قراءة القرآن الكريم انتظارا للموعد الجميل مع الفجر، وكنت في كل ليلة أبكي بشدة، تسألني أمي عن السبب؟ فلا أجيب لأنني لا أعرف ماذا يحدث، وفي ذات ليلة استحلفتني أمي أن أخبرها عن سبب بكائي، فخرجت مني جملة واحدة، لا أدري كيف خرجت، جملة لن أنساها طوال حياتي قلت لها: (عايزة أحج) ، ضمتني أمي إلى صدرها وسمعتني وأنا أدعو الله قائلة: (يا رب أحج)».
بعد الصراع النفسى الذى استحوذ على "شادية" لشهور عدة، قررت اتخاذ القرار الصعب باعتزال الفن بعد تربعها على عرش السينما لأربعين عاما، فبعد ليلة الانين والنحيب فى أحضان أمها سرت سكينة في جسمها وهدأت واستراحت، وفي اليوم التالي أخبرت منتجي المسرحية أنها ستتوقف لكنهم طلبوا منها أن تمهلهم أياما، وبالفعل بعد أيام أغلقت أبواب المسرح على أشهر مسرحية استعراضية في القرن العشرين".
وذكر لكتاب «التائبون إلى الله» أن استقبال الجمهور لها كان حافلا، وحققت نجاحا لم يشهده المسرح المصري منذ سنوات، لدرجة أنه في العرض الأخير خرجت أكثر من 3 مرات لتحيّي الجمهور، كأنها تلتقيه لتودعه الوداع الأخير ليس في المسرحية لكن لشادية الفنانة» وتسرد شادية حديثها قائله: «قررت بعدها الاعتزال والذهاب على الفور إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة لتأدية العمرة»، أوضحت: «كنت أنوي منذ سنوات بعيدة إجراء عملية جراحية _ إجراء جراحة في صدرها لاستئصال كيسا دهنيا_ وكنت أؤجلها في كل سنة، لكنني في هذه المرة قررت أن أسافر إلى أمريكا لإجراء هذه العملية، وطوال وجودي في أمريكا كنت أصلي، وفوجئت بمقدرة عجيبة لدي على حفظ آيات الله بسهولة ويسر، وشعرت بعدها بأنني أزحت من فوق أكتافي هموما وأحزانا علقت بي سنوات طوالا، شعرت بحلاوة التوبة، وروعة الإيمان بالله، صرت أحفظ الآيات بسهولة ويسر، وفي الوقت نفسه لا أتذكر شيئا من ماضيّ الفنيّ، حتى عناوين الأغاني التي كنت أرددها وأحفظها عشرات المرات».
وتتابع "شادية" _وفقا لما جاء بالكتاب_ «أصبحت إنسانة أخري، لقد دخل الإيمان في قلبي وغمرني تماما، استغرقت العملية 12 ساعة، كنت قبلها وفي أثنائها في منتهى السعادة؛ هدوء واطمئنان وراحة لم أشعر بمثلها طوال حياتي، انتهت العملية وعدت إلى مصر، ثم ذهبت إلى مكة المكرمة ودخلت بيت الله الحرام ومتعت عينيّ برؤية الكعبة المشرفة وارتويت من زمزم وبدأت رحلة إيماني».
تفاصيل لقائها بالشيخ الشعراوي
الدكتور محمود جامع روي في كتابه «وعرفت الشعراوي» تفاصيل اللقاء الأول الذي جمع شادية مع الشيخ محمد متولى الشعراوي، موضحا أنه كان لقاء مصادفة في مكة المكرمة عندما نزلت من «الأسانسير» ليدخل الشيخ الشعراوي ولم يكن يعرفها، فتعرفت عليه، وقالت: «عمي الشيخ الشعراوي أنا شادية»، فرحب بها، وقالت له: «ربنا يغفر لنا»، فقال لها: «إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك.. وإن الله تواب رحيم».
وكانت شادية وقتها تؤدي العمرة مع الشاعرة علية الجعار التي كانت قد ألفت أغنية في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم «خد بإيدى» وغنتها شادية علي المسرح ليلة المولد النبوي الشريف، انهمرت دموعها: وهي تقول «يانبينا ياختام المرسلين.. آدي حالي وحال جميع المسلمين.. خد بإيدي يانبينا.. خد بإيدي ياختام المرسلين»، وكانت هذه الأغنية في هذه الليلة المباركة نقطة التحول في حياة شادية والمرة الأخيرة التي تغني فيها شادية بعد 40 عاما من تربعا على عرش الفن.
وأضافت شادية: «أقسم لكم أنني نسيت بعدها عملي، نسيت كل الأغاني والأفلام، نسيت كل شيء يربطني بحياتي الفنية، انتهت رحلة الضياع وبدأت رحلة الإيمان»، وتابعت: «لكم أن تتخيلوا إنسانة لها 40 عاما من العمل المتواصل في مجال الفن ثم تنسى بعد هذه الحقبة المتطاولة كل أغانيها وأفلامها، لقد نسيتُ حتى ما كنت أعمل».
وذكرت شادية: «وجئت من العمرة، وراودوني مرارا كي أعود إلى المسرح فرفضت بشدة، وكانت العروض الفنية تُعدّ بالمئات ولكنني اتخذت القرار، مع أني لم أمانع من أداء أغنية دينية».
لقاء "شادية" بـ"الشيخ الشعراوى" اثناء تادية مناسك العمرة، عقبه لقاء أخر جمع بينهم في منطقة الحسين بحي الأزهر الشريف، حيث رصد كتاب «التائبون إلى الله» قصة اتصال الفنانة المعزلة بالشيح الشعراوي رحمه الله تعالى ليأخذ بيدها إلى التزام طريق النور، وأخذت منه موعدا للقائه في منزله بمنطقة الحسين وما أن دخلت الى غرفة "الشيخ الشعراوى" حتى شعرت بانها لا تتذكر شيئاً حتى اسم شادية لم يعد شيء يذكرها به عندما ناداها الشيخ الشعراوي ودار بينهم الحوار التالى:
– أهلا يا ست فاطمة… اتفضلي.
السلام عليكم ورحمة الله.
– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. اتفضلي أقعدي.
جلست شادية.. تفكر بماذا تبدأ ومن أين؟ وقبل أن تنطق بادرها:
– عمرة مقبولة إن شاء الله
ردت بلا تردد: وناوية إن شاء الله أحج كمان.
– الحمد لله.. هذا من فضل ربي.. وفضل الله عليك.
أنا تعبانة يا عم الشيخ.. مش عارفة أعمل إيه.. ما بقتش قادرة أمشى في نفس الطريق.. حاسة إنه مبقاش بتاعي.
– إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء..
مش عارفة أحفظ أغاني زي الأول ولا أنطق بكلمة واحدة منها.. حتى لما قلت هغني أغاني دينية بس.. برضه مش عارفة.. أعمل إيه؟
– قبل كل شيء عاوز أسألك سؤال.
اتفضل
– إنت إيه اللي جابك هنا؟
مش هاخبي عليك.. من ساعة ما شفت فضيلتك في العمرة وأسئلة كتير بتدور في راسي.. وشيء بيلح عليّا إن الإجابة هلاقيها هنا عند فضيلتك.
– ولو جاوبتك هتلتزمي باللي هقولك عليه؟
طبعا.. وأنا هنا علشان كده واللي هتقول عليه هنفذه بالحرف.
– يبقى لازم قبل أي حاجة إنك تنسي خالص إنك كنت شادية المغنية، إنت الآن السيدة الفاضلة فاطمة.. اللي عرفت طريق الحق تبارك وتعالى.. ولازم تلتزمي بكلامك مع الله.. المسألة بسيطة مش محتاجة واسطة مع الله.. وإن شاء الله ربنا يقبل منا ومنك.
وقال الشيخ نصيحته: «اسمعي يا ابنتي سيقابلك الناس بوجوه مختلفة، سيغيظونك بالكلمات تلميحا أو تصريحا، وبعضهم سيحاول تذكيرك بعملك وجذبك إليه مرة أخرى، كل هؤلاء أصدقاء الشيطان، لا تلتفتي إليهم، ولا تعيريهم اهتماما، لكن هناك آخرين، وهم الأغلبية بإذن الله تعالى، سيفرحون وسيفرحون لك».
كانت هذه الكلمات هي بداية التحول الجذري في حياة شادية الفنانة، خرجت من منزل الشيخ الشعراوي وهي تشعر براحة وسكينة غير عادية، وجدت نفسها تبكي وتردد: «الحمد لله… حاسة إني اتولدت من جديد».
«كلمات قصيرة لخصت بها شادية حالتها بعدما استقرت على قرار الاعتزال وارتداء الحجاب ولا تتذكر إلا لحظة الاهتداء إلى الطريق الذي كانت تبحث عنه دوما.. لكنه كان يتوه في داخلها»، وقالت شادية: «وتحققت توقعات الشيخ الناصح، وكنت سعيدة تماما وفرحتي أكبر من أعمالي كلها، التي قالوا عنها أمجادا».
مواجهة الجميع بقرار الاعتزال
بعد لقائها بالشيخ الشعراوى فى منزله، اتجهت "شادية" إلى بيتها، وأغلقت باب غرفتها عليها، وعندما خرجت كانت كأنها ولدت من جديد بالفعل لكل من شاهدها وهي ترتدي الحجاب، شعرت أسرتها بمقدمات هذه الخطوة، غير أنها لم تتصوّر أن تكون بهذه السرعة، ربما لم يساورها الشك، مثلما ساور آخرين، حول وجود شخص ما وراء هذه الخطوة، وقبل أن تسألها، كانت الإجابة على لسان شادية: «اللي حصل ده حصل بإرادتي الكاملة، أنا من نفسي رحت لفضيلة الشيخ الشعراوي، واتخذت القرار بالاعتزال والحجاب، مش معنى كده إني كرهت حياتي اللي قبل كده، أبدا، أنا احترمت فني، وبحب ذكرياتي وأفلامي وكل ذكرياتي الحلوة، وإذا كنت عملت شيء غلط، فلا يوجد إنسان معصوم من الغلط، ربنا يسامحني ويغفر لي، ويسامحنا كلنا».
وكان أول أمر فعلته شادية بعد ذلك أن اتصلت بالشاعرة علية الجعار:
علية أنا مش هغني الكلمات اللي إنت كتبتيها.
– ليه هي مش عاجباكي؟
لا.. لأني لا هغنيها ولا هغني غيرها.. علية أنا عاوزة أقولك على حاجة.. بس مش عاوزة أي كلام أو تعليق منك أو من أي حد..
– اتفضلي قولي… خير في إيه؟
أنا اعتزلت الفن… وكمان لبست الحجاب.
ونفذت "شادية" وصية شيخها الناصح وتخلصت من كل ما كان يربطها بالماضي، حتى ملابسها وأفلامها وشرائط أغنياتها استبدلتها بمكتبة قرآنية.
الشعراوى يروي سر توبة "شادية"
عندما سأل البعض الشيخ محمد متولى الشعرواى عن سر هذا التحول الكبير فى حالة الفنانة "شادية"، أجاب الشعراوي: «لم أفعل شيئا، لكن الله يهدي من يشاء، من نفسها شعرت بما تريد، وبحثت عنه، هذه السيدة التي ظلت، طيلة عمرها، تغني وتطرب الناس تحولت، وجاءت لتطرب طربا آخر، لكن ليس من صوت رقيق، إنما من صوت خشن أجش، وهذا له معان كثيرة، المشكلة تنتهي عندما يرى الإنسان نور الله وتهتك الأستار والحجب التي يضعها الشيطان بين الإنسان وربه، وأعتقد أن السيدة شادية لو عرفت هذا الطريق من قبل لاتخذته عملا يمسح ما كان في الماضي، إذا ما كان في هذا الماضي شيء، شادية الآن سعيدة بإيمانها، وترى أنه جعلها تشعر بالاطمئنان والاستسلام لقضاء الله وبصبر على الشدائد".
بعد اللقاء الذى جمع بينهما، باتت شادية لا تقدم على خطوة أو عمل قبل الرجوع إلى الشيخ الشعراوي، فإذا لم يرضَ عن أمر من الأمور التي تنوي القيام بها، كأن تتم دعوتها إلى مهرجان أو جهة ما تكرمها، يأتي رده حاسما غير ملزم "بيني وبينك رسول الله".
شياطين الأنس
لإثنائها عن قرار الاعتزال، حاول البعض احاطة "شادية" بالعديد من الإشاعات الشرسة والعروض الخيالية، والتى وصلت الى عرض بمليون جنيه للعودة إلى المسرح، كذلك أشيع أنها تقاضت مليون دولار مقابل الاعتزال والحجاب، لكنها ظلت متمسكة بقرار الاعتزال ورافضة للرد على مثل هذه الشائعات، واختزلت شادية رحلتها مع الفن بكلمات بسيطة حينما قالت: «مررت في عمري بالكثير من الآلام، ومساحة الدموع أكبر بكثير من مساحة الابتسامات، والحمد لله، لقد تلقيت كل ما أصابني الله سبحانه وتعالى بصبر ورضى بقضائه وقدره، ولا أستطيع أن أنكر أن استرجاعي لكل هذه الذكريات المؤلمة كان له دور كبير في اختيار حياتي الجديدة، فحياة الفن لم تعد هي الحياة التي أحلم بها رغم العمر الطويل الذي قضيته فيها، السعادة الحقيقية التي كنت أحلم بها لم أجدها في الفن، ولكن وجدتها في القرب من الله سبحانه وتعالى وطاعته، مؤكدة أننا كلنا مؤمنون والحمد لله، إنما أنا في فترة ما وجدت طريقي بالشكل الذي اخترته، جسمي كان يحتاج إلى هذا وعقلي وإحساسي ونفسي.. أنا مرتاحة في الطريق الذي اختاره الله لي.. والحمد لله».
وأضافت: «على كل ما أعطاني النجاح والشهرة والمجد وكل المسميات التي يمكن أن يسمى بها ما كنت فيه، وكلها أحببتها واستمتعت بها لكنها كانت مقدمات لنعمة أكبر لم أعرفها إلا عندما نزلت بحار حب ورحمة.. لا يتبدل فيها الحب إلي كراهية ولا الرحمة إلي قسوة.. وليس فيها فقد ولا ضياع.. ولو جاءت الشدة فهي اختبار عارض، أما الجائزة فقادمة.. وقائمة من السكون والجمال والرضا والراحة التي تحل في أعماق النفس. واحتجبت لأحصل علي تجربتي بالكامل وأتأملها بعمق وأعرف إلي أين أمضي».
وتابعت: «ثم فترة الاحتجاب الكامل أيضا كانت لأعوض دينا علي عندما استغرقتني الأيام والدنيا فأنستني واجبات المحبة.. فان لابد من جرعة مكثفة من التأمل والعبادة والقراءة والمعرفة»، واستكملت: «أكبر غلطة تقع فيها المطربة هي أن تتصور أن عجلة الزمن لن تتغير وأن أذواق الناس لن تتطور.. وأنا أعرف أن سيأتي يوم أترك فيه مكاني على المسرح لأنتقل إلى مقاعد المتفرجين، ولذلك فالمطربة الذكية هي التي تعرف بالضبط اللحظة التي تنسحب فيها من المسرح والوقت الذي تودع فيه الجمهور وهى مرفوعة الرأس قبل أن يودعها الناس بالبيض والطماطم».
وعند سؤالها عما إذا كان انتابها الشك في مصدر أموالها التي ادخرتها من عملها الفني، قالت " قيثارة الفن" فى حوار لها مع الكاتبة سكينة فؤاد «حتى لا أضع نفسي في هذه الريبة، تبرعت بكل ما ادخرته من عملي طوال السنوات الماضية كفنانة لصالح الجمعيات الخيرية واعتبرت هذه هي الخطوة الأولى من رحلتي في رحاب الله ولم أتردد لحظة في ذلك، أما ما أملكه من غير الفن فقد استثمرته في بعض الأعمال التجارية كما سبق وذكرت ليدر لي عائدا أواصل به ما بدأته والحمد لله فقد من الله عليَ فهو سبحانه وتعالى ذو فضل عظيم».
واختتمت شادية حديثها، قائلة: «أنا الآن في قمة السعادة، فخلال رحلة العمر الطويلة زرت جميع بلاد العالم ما عدا روسيا، وبالرغم من ذلك فإنني لم أجد أعظم من مكة المكرمة والمدينة المنورة فقد ملكَتَا كياني، حتى أصبح حبهما يجري في دمي»، وتضيف: «كل الأعمال التي يسميها بعض الناس أمجادا لا تساوي شيئا أمام عمل واحد أرضيت فيه ربي سبحانه وتعالى، وأقول للفنانين والفنانات (حاولوا دائما ألا تقعوا ضحية لبريق الشهرة وتنسوا تماما ذلك اليوم الذي ستأتون فيه مجردين من الألقاب، ومن كل شيء)».