كتب : طارق عبد الحميد

لم تكن تسمية الراحلة العظيمة شادية بـ«حبيبة مصر» دربًا من المبالغة بل هى تستحق ذلك وأكثر، وبعيدًا عن إسهامها الفنى البازخ فى التمثيل والغناء، فإنها تظل واحدة من أبرز أيقونات الأغنية الوطنية على مدى التاريخ.. وأخص بالذكر هنا علاقتها بثورة يوليو 1952 وبزعيمها الخالد جمال عبدالناصر، إذ آمنت شادية بالثورة وبزعيمها فغنت لها وله أعذب الأغانى منذ أن اشتركت مع زملائها الفنانين والفنانات فى قطاع الرحمة لإغاثة أهالى الصعيد بعد فيضان النيل بعد قيام ثورة يوليو.

ومنذ ذلك الحين، شاركت شادية بنصيب وافر فى كل الأحداث الوطنية فى عهد ناصر الذى كان يدرك جيدًا قوة مصر الناعمة.. فنًا وثقافةً.. وكان لشادية تقديرها الكبير لديه حتى أنه منحها وسام الجمهورية.


فى أعقاب تأميم قناة السويس وما تلاها من عدوان ثلاثى )إنجليزى - فرنسى - إسرائيلى( على بلادنا عام 1956م، شاركت شادية بفنها فى ملحمة الصمود ضد العدوان حيث غنت «ضربة معلم» من كلمات فتحى قورة، وألحان منير مراد، وفيها شدت الراحلة الكبيرة: «ضربة معلم تسلم إيده - وربنا يقويه ويزيده - عرف صحيح إزاى يضربها - والعركة إمتى وفين يكسبها».

وبعد أن أقر ناصر حق المرأة المصرية سياسيًا فى الانتخاب والترشح منتصف خمسينيات القرن العشرين، غنت شادية: «يابنت بلدى زعيمنا قال قومى وجاهدى ويا الرجال».

وكانت صدمة رحيل ناصر على شادية مدوية كحال المصريين جميعًا، ولكنها تماسكت وقررت أن تعبر عن حزن الكبير برثاء الزعيم عبر أغنية «أعلى شعاع»، وهى قصيدة للشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل، ومن ألحان رياض السنباطى حيث شدت شادية «فوق صدر الضحى.. مال أعلى شعاع واهبًا عمره لليالى شراع».

وبعد حوالى 3 أشهر من وفاة ناصر وبمناسبة الافتتاح الرسمى للسد العالى فى يناير 1971، غنت شادية «غالية يا بلادى».. من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدى إذ شدت الراحلة لناصر: «متقولش الشمعة دابت.. متقولوش دا غاب الضى مهما يغيب اللى بناه.. مهما يغيب فى قلوبنا حى.. عايش زى مصر وزرعها.. عايش زى طلعة فجرها عايش زى ضحة ولادها.. عايش زى نيلها وفجرها».

أما فى الذكرى الأولى لوفاة ناصر، فقد غنت له شادية «الأسمر فى كل مكان».. كلمات مجدى نجيب، وألحان عز الدين حسنى وفيها تقوم عن الزعيم الراحل: «راح علشان البلابل ميسكتهاش الألم.. راح علشان السنابل متدوسهاش القدم.. وعشان ضحتك حبيبته ميقطعهاش انسان.. وعشان خضار عيونها متكحلهاش أحزان».. وتكمل شادية غنائها لناصر فى الأغنية ذاتها: «ويكسر القيود.. ويحطم السدود ويغنى للوجود بالكلمة والبارود الأسمر فى كل مكان بيخضر الغيطان ويغنى للإنسان.. ويوهبه الأمان».

الموضوع الأصلى : شادية.. والزعيم  المصدر : قيثارة الغناء العربى