مهرجان الأردن ونجوم الفن المزيف

ميساء قرعان



لم يكن لدي أي تعليق على قرار إلغاء مهرجان جرش لأن لا شيء يحمل صفة الثبات سوى "التغير"، ولعل لمثل هذا القرار ما يبرره، كإن يعاد النظر في تنظيمه، في كيفية استقطاب الجماهير واستقطاب أو إعادة استقطاب الفن الحقيقي، جرش بدأ بفيروز ونجاة ولو كانت أم كلثوم على قيد الحياة لكانت إحدى ضيفاته في بداياته، لكنه انتهى بتغزل كتاب ومثقفي الأردن بفستان نانسي عجرم ودلعها، وكان تجمع من يسمون أنفسهم مثقفين لا يتعد التمتع برؤية سيقان دمى جرش ما بعد ال2000 ،ولأن الفضائيات متخمة بالسيقان والإباحية تحت مظلة الغناء فإن دافع المواطن العادي أو تعطشه الغريزي لم يعد له ما يبرره، هو لم يعد مضطرا لدفع ثمن تذكرة للاستماع بالنظر إلى شفاه إليسا لأنها تغزو الشاشات، لكن ما لم يدركه البعض هو أن هنالك نسبة كبيرة جدا من الجماهير يهتمون بالفن الحقيقي والفن الأصيل، الحقيقة بعكس ما يخيل إليهم، الجماهير متعطشة لحالة طرب أصيل وفن أصيل، ودليل ذلك في الأعداد التي تهافتت على أعمال الرحابنة التي تم عرضها في عمان.

أما المهرجان البديل أو مهرجان الأردن فسأفترض أن التوجه إليه لم يكن سوى بنية إعادة الألق والحضور للمهرجان الأردني باستبداله بمهرجان جرش،ولذا غزت اليافطات والإعلانات شوارع العاصمة، وهنا لن أخوض في أي نقاش "فني سياسي" من الشركة المشرفة أو التي قدمت استشارتها بهذا الخصوص ؟وما هو تاريخها مع ما يسمى ثقافة وفنون وما هي مواقفها السياسية السابقة ؟ لأنني فقط أناقش الموضوع من ناحية فنية ثقافية، المدعوون أو من تمكنت من مشاهدة صورهم راغب علامه،عمرو دياب إليسا، جورج وسوف، وأسماء أقرأها للمرة الأولى- لأنني متخلفة فنيا-، ولأفترض بأن الوسوف وعلامة وعمرو دياب أصبحوا عمالقة طرب الألفية الثالثة حيث قلبت الموازين وأصبح كل منهم يحمل رسالة فن أصيلة، ولأفترض أن إليسا أيضا أصبحت من زمن الطرب الأصيل مقارنة بمن تنامين بعدها كالفطر، خاصة وأن صورتها التي تغزو شوارعنا تبدو فيها بقمة الحشمة والوقار والأنفة ، سؤالي هو: من يتخذ القرار باستقدام هؤلاء، ومن يحكم على أهليتهم لافتتاح مهرجان الأردن؟ وهل يتخذ القائمون على مثل هذه القرارات من آراء أو ميول المراهقين أرضية لهم؟ منذ صدح الوسوف وأطلق عليه "سلطان الطرب" وأنا أتسائل عن سر التسمية وعن سر الانجذاب الجماهيري نحو نشاز صوته، ومنذ بدأ عمرو دياب وراغب علامة في الاقتراب من سن الخمسين بدئا طريقهما نحو التصابي من جديد ونحو الأغنية التي لا تسمى شبابية بل "الأغنية الخداج" كلمات ولحن وأداء، أما إليسا فجميعنا أو من باستطاعتهم تمييز الصوت الجميل من غيره يعرف بأن صوتها وأغنياتها لم توصلاها إلى الشهرة بقدر ما أوصلها إليها المدعو"سيليكون".

لست أدري هل من حقي كمستمعة متخلفة أن أعبر عن رأيي في بعض نجوم هذا الزمن؟ ولست أدري هل آن الأوان كي يعي القائمون على المهرجانات الغنائية بأن شروط أو مواصفات استقطابها للجماهير لا تكون بإعادة إنتاج ما يبث 24 ساعة على الفضائيات، نحن المستمعين والمشاهدين بحالة عطش للفن الحقيقي، وليس باستطاعتنا أن نقول للزمان"ارجع يا زمان" لكن مالذي يضير لطفي بشناق أو عبد الوهاب الدوكالي أو نجاة أو فيروز ممن لم يزالوا على قيد الفن؟ وماذا كان سيحصل لوتم تأجيل المهرجان للعام القادم حتى يتسنى للقائمين عليه استقطاب من هم بمستواهم ، فليس ثمة مقارنة بين مهرجان تفتتحه فيروز بمهرجان يفتتحه راغب أو جورج أو إليسا، الفرق شاسع وما نخشاه هو أن يتسبب هذا الفرق بالحكم مسبقا على مهرجان الأردن بالفشل ....

الموضوع الأصلى : مهرجان الأردن ونجوم الفن المزيف  المصدر : قيثارة الغناء العربى

شكرا لمتابعتك اخبار المهرجانات يا دلوعة

الموضوع الأصلى : مهرجان الأردن ونجوم الفن المزيف  المصدر : قيثارة الغناء العربى

شكرا لهذا المقال يادلوعة لبنان

الموضوع الأصلى : مهرجان الأردن ونجوم الفن المزيف  المصدر : قيثارة الغناء العربى