[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]طريقة الاستغفار الصحيحة
يعتبر الاستغفار من أجلّ الطاعات وأفضل القربات، وكيفما يستغفر العبد ربّه فإنّه يكون هو على خير، مثل أن يقول: استغفر الله، أو يقول: ربّ اغفر لي، أو ما الي ذلك، وأمّا سيّد الاستغفار فهو أن يقول الإنسان:" اللهم أنت ربّي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذّنوب إلا أنت "، وذلك كما ثبت في الصّحيح عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - ولا يوجد وقت محدّد للاستغفار، ولا قدر محدّد، ولا عدد معيّن من المرّات، بل أنّه مهما أكثر الإنسان من الاستغفار كان ذلك خيراً له، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول:" والله إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّة "، رواه البخاري، وعن الأغرّ بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" يا أيها النّاس توبوا إلى الله واستغفروه، فإنّي أتوب في اليوم مائة مرة "، رواه مسلم
ولا يضرّ المسلم أن يستغفر بنيّة قضاء أمر معيّن ممّا يحبّه ويريده العبد، فقد قال الله تعالى فيما أخبر به عن نوح عليه السّلام:" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا "، نوح/10-11. (
1) صيغ الاستغفار المأثورة
هناك صيغ مأثورة للاستغفار، فمّما ورد عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - صيغة " أستغفر الله "، فقد صحّ عنه:" أنّه كان إذا انصرف من صلاته قال أستغفر الله ثلاثاً "، رواه مسلم، وكذلك هناك صيغة أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، فقد ورد في سنن أبي داود عن بلال بن يسار قال: حدّثني أبي عن جدي، أنّه سمع النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يقول:" من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحيّ القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فارّاً من الزّحف "، وصحّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب. وأمّا سيد الاستغفار فهو حديث صحيح رواه البخاري في باب الدعوات من كتابه الجامع الصّحيح ولفظه:" سيّد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربّي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنّه لا يغفر الذّنوب إلى أنت، ومن قالها من النّهار موقناً بها، فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنّة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنّة ".
(2) أسباب المغفرة
هناك عدّة أسباب لنيل الإنسان للمغفرة من ربّه عزّ وجلّ، ومنها:
(2) أن يدعو الله عزّ وجلّ مع الرّجاء، فإنّ الدّعاء مأمور به موعود عليه بالإجابة، وذلك لقوله سبحانه وتعالى:" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "، غافر/60، فإنّ الدّعاء هو سبب مقتض للإجابة، وذلك عندما تكتمل شرائطه، وتنتفي موانعه وقد تتخلف الإجابة وذلك بسبب انتفاء بعض شروط الإجابة، أو بسبب وجود بعض الموانع، وإنّ من أعظم شروط الاستجابة هو حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله سبحانه وتعالى، ومن أعظم أسباب المغفرة أنّ العبد إذا أذنب ذنبـاً لم يرج مغفرةً من غير ربّه، ويعلم أنّه لا يغفر الذّنوب ويأخذ بها غيره فقوله:" إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي "، يعني أنّه مهما كثرت الذّنوب والخطايا لدى الإنسان، ولا يتعاظمني ذلك ولا أستكثره. وفي الصّحيح عن النّبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ
قال:" إذا دعا أحدكم فليعظم الرّغبة، فإنّ الله لا يتعاظمه شيء "، رواه مسلم، فإنّ ذنوب العباد وإن تعاظمت، فإنّ عفو الله ومغفرته دائماً أعظم منها. أن يستغفر الله سبحانه وتعالى، فإنّه لو عظمت ذنوب العبد، وبلغت الكثرة عنان السّماء، وقيل:" ما انتهى إليه البصر منها ـ ثمّ استغفر العبد ربّه عزّ وجلّ، فإنّ الله يغفرها له "، وقد روي عن لقمان أنّه قال لابنه:" يا بنيّ عوّد لسانك، اللهم اغفر لي، فإنّ لله ساعات لا يردّ فيها سائلاً "،
وقال الحسن:" أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، وأينما كنتم، فإنّكم ما تدرون متى تنزل المغفرة
". توحيد الله عزّ وجلّ، وهو يعدّ السّبب الأعظم في نيل المغفرة، ومن فقده حُرِمَ المغفرة، ومن أتى به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة، قال الله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ "، النساء/166، قال ابن القيّم ـ رحمه الله ـ في معنى قوله:" يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثمّ لقيتني لا تشرك بي شيئـًا لأتيتك بقرابها مغفرة ".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]