سحرت ممثلات عربيات ملايين المشاهدين بأدائهنّ الطبيعي البسيط الفذّ لدور الأم، ورسخن في الذاكرة الفنية والوجدانية المعاصرة. ومازلن رغم رحيل الكثير منهنّ، خالدات على الشاشة وفي القلوب،
عكس بعض فنانات اليوم الشابات اللواتي لا تجرؤ الكثيرات منهنّ على قبول دور الأم ولو لدقائق معدودة كضيفات شرف، وإن فعلن يؤدّين الدور بسطحية دون عمق. فيمرّ أداؤهنّ لأدوار الأم مرور الكرام، ما عدا استثناءات نادرة جداً.
فمن أنصف صورة الأم العربية أكثر في السينما والدراما العربية،
فنانات الأمس أم فنانات اليوم؟
وفي مايلي نستعرض اشهر من قُمنّ بدور الامومه في تاريخ السينما والتلفزيونفاتن حمامة ـ الأم العصريةفاتن حمامة احترفت الفن في مرحلة مبكرة من طفولتها في بداية الأربعينيات، وأحبها الجمهور بأدوار الفتاة الرومانسية. لكنها عندما كبرت نضجت اختياراتها السينمائية الذكية المناصرة لقضايا المرأة. فكانت الأم العصرية الديمقراطية في فيلم «إمبراطورية ميم» التي ينازعها ابنها البكر على السلطة في المنزل بانتخابات ديمقراطية، يشارك بها أبناؤها لتفاجأ بترشيحهم جميعاً لها بمن فيهم المنافس لها، لأنها الأفضل كأم. فتضحي بحبها للكابتن الطيار أحمد مظهر لأجل حبها الأعظم كأم لأبناء رائعين. ولعبت فاتن حمامة المطلقة المقهورة التي تذلّ في المحاكم وتحرم من ممارسة حياتها كما تشاء جراء قوانين الطلاق العربية الظالمة في فيلم «أريد حلاً». وقدّمت دور مديرة المدرسة الشريفة والصادقة والقوية أبلة حكمت الأم الروحية لمدرّسيها وتلامذتها في مسلسل «ضمير أبلة حكمت»، وأعطت النموذج المفترض أن يكون في المدارس العربية لتكون المدرسة هي البيت الثاني للأبناء والبنات.
من أشهر أعمالها: «يوم سعيد، دعاء الكروان، لا عزاء للسيدات، أريد حلاً، إمبراطورية ميم، وجه القمر، وضمير أبلة حكمت».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كريمة مختار ـ الأم الطيبةعطيات محمد البدري الشهيرة فنياً باسم كريمة مختار احترفت التمثيل في منتصف الستينيات. قادتها ملامحها المصرية الأصيلة الطيبة تلقائياً لأدوار الأم. فلم تمانع ونجحت بها دون بنات جيلها. فكانت الوحيدة إلى جانب أمينة رزق التي تطلب بالإجماع من كافة المنتجين والمخرجين لأدوار الأم، لأنها الأقرب للواقع ولطيبة الأم المصرية والعربية. فاستحقّت أن تكون الأم المثالية الأولى على الشاشة الفضية والصغيرة، والوحيدة التي احتلّت المرتبة الثانية كأم بعد أمينة رزق التي استعصى تقليدها على فنانات كثيرات. ووحدها كريمة مختار خطّت لنفسها بصمة خاصة في هذا المجال، ولا ننسى كيف أبكت الملايين بشخصية الأم نونة لحظة موتها، إثر معرفتها بخيانة ابنها حمادة لابنة عمه واقتباس أبحاثها لبيعها، وذلك في مسلسل «يتربى في عزو» مع يحيى الفخراني.
أشهر أعمالها: «العيال كبرت، وبالوالدين إحساناً، سعد اليتيم، يارب ولد، يتربى في عزو، الفرح، الحارة وساعة ونصف».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]علياء نمري ـ الأم الباقية في ذاكرة الـدراما اللبنانيــةعلياء نمري فتاة أصيلة وبسيطة، اشتهرت بأدوار الأم حيث استغلّ المخرجون ملامحها الطيبة وحصروها في هذه الأدوار بالمسلسل اللبناني الشهير آنذاك «أبو ملحم». وكانت أيضاً أكثر فنانة لبنانية لمعت كأم إلى جانب ممثلات تميّزن مثلها أيضاً بأدوار الأم الطيبة الظريفة خاصةً الفنانة ليلى كرم التي لمعت أيضاً بأعمال سينمائية وتلفزيونية من أهمها فيلم «نغم في حياتي» مع فريد الأطرش وميرفت أمين وحسين فهمي. ورغم أداء فنانات لبنانيات كثيرات أدوار الأم مثل: مارسيل مارينا وإلسي فرنيني ووفاء طربيه إلى ممثلات اليوم:كارمن لبس وتقلا شمعون، إلا أن علياء نمري تظل هي الأم الباقية في الذاكرة اللبنانية.
أشهر أعمالها: «أبو ملحم، هيك ربونا، المخطوف، الكوخ القديم وابراهيم أفندي».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]منى واصف ـ الأم ذات الوجــوه المتعدّدةمنى واصف فنانة واعية ومثقفة وحساسة من طراز خاص. لهذا، جاءت اختياراتها الفنية في منتهى العاطفة والذكاء. وكانت من أبرز وأشهر الفنانات العربيات والسوريات اللواتي تألّقن بأدوار الأم. وكانت الفنانة الوحيدة التي مثّلت دور أم زميلها بسام كوسا في حوالي 10 أعمال فنية.
وأبكت الملايين بدور أم قصي خولي في «الولادة من الخاصرة»، حين ظلمت الحياة ابنها ودخلت ابنتها السجن وتشتّت أسرتها أمام عينيها، وعصرت القلوب وأوجعتها بدور أم ديمة قندلفت وأماني الحكيم في «قاع المدينة» والتي خانها زوجها خالد تاجا بزواجه من فتاة صغيرة، وأسرت المشاهدين بأدائها دور الأم المتسلّطة المسيطرة على حياة أبنائها وأحفادها في «الصندوق الأسود»، وانتزعت التقدير بدور الأم العادلة التي تقتل ابنها حين يتكبّر ويحارب العباد في رزقهم في «الحوت». منى واصف عبر عشرات الأدوار تستحقّ لقب الأم العربية المتعدّدة الأوجه.
أشهر أعمالها: «الرسالة، قاع المدينة، الولادة من الخاصرة، أمهات، الحوت، زمن العار وعمر».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حياة الفهد ـ الأم الصابرة المعطاءة بلا حدودحياة الفهد فنانة عصامية صنعت نفسها ونجاحها بيدها، وبدأت حياتها المهنية من الصفر، واستثمرت بذكاء موهبتها الفنية والأدبية. فتألّقت في مجالي التمثيل والكتابة معاً، وصارت صاحبة القرار الأول في أعمالها. وتألّقت أكثر من أية فنانة خليجية أخرى بأدوار الأم الصابرة المعطاءة بلا حدود، خاصةً في مسلسلها الأخير «حبر العيون» التي ربّت بصبر كبير ومحبة عالية ابنتها المنتمية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتعاملت بحب مع زوجها مريض الزهايمر واحتضنت أبناء زوجها.
أشهر أعمالها: «الدكتور، دمعة يتيم، قماشة وسبيكة، خرج ولم يعد، الداية وحبر العيون».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهــنــا فنانات أجدن دور الأم على الشاشة وحرمن منه في الواقععذراء السينما المصرية ليس مجرد لقب منح للراحلة أمينة رزق، لكنه كان واقع حقيقي، فأمينة رزق تزوجت الفن، وكانت أمينة رزق تحظى باحترام كل العاملين في المجال الفني، وتعتبر مثالا يحتذى به في التفاني في عملها وانضابطها، واعتبرها الجميع بمثابة أم حقيقية لهم، فكانت الراحلة تتمتع بطيبة قلب، وأطلقوا عليها ماما أمينة. وبالطبع لن نستطيع أن ننسى دورها العظيم في فيلم "بداية ونهاية" للكاتب العالمي نجيب محفوظ، أيضا أفلام "التوت والنبوت"، و"قنديل أم هاشم"، و"عودي يا أمي"، و"المجرم"، و"بورسعيد"، و"التلميذة"، و"بائعة الخبز" "الشموع السوداء"، وأيضا دورها المميز في فيلم " دعاء الكروان"، للكاتب الكبير الراحل طه حسين، وكان أول دور أم جسدته أمينة رزق عام 1945 في فيلم "الأم" ولم تكن تجاوزت عمر الـ35 .
أمينة رزق فنانة وهبت نفسها وروحها للفن من فترة العشرينيات إلى لحظة وفاتها عام 2003
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الراحلة عزيزة حلمي التي أيضا اتقنت دور الأم المصرية على الشاشة السينمائية، تزوجت من كاتب السيناريو علي الزرقاني، وانجبت ولدا واحدا "عمر"، ولكن اختطفه الموت مبكرا. وبجانب عملها الفني تطوعت لخدمة المرضى ورعايتهم في المستشفيات.وقدمت عزيزة حلمي العديد من الأفلام التي جسدت فيها دور الأم الحنون منها "ظلموني الناس" و"حماتي قنبلة ذرية"، و"سيدة القطار" و"بلال مؤذن الرسول"، "دهب"، و"أثار في الرمال" و"الملاك الظالم" و"أيامنا الحلوة" و"الوسادة الخالية"،و"المراهقات" و"هذا الرجل أحبه"، و"الشيماء"، و"أنف وثلاثة عيون"، وسقطت و"زمن حاتم زهران" و"الرقص مع الشيطان"، و"خادمة ولكن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أشهر من جسدت دور الأم على الشاشاة الكبيرة الفنانة الراحلة فردوس محمد، وكانت أيضا أجمل من قدمته، ونجحت في الاحتفاظ بمكانتها في قلوبنا وعقولنا، فهي فتاة يتيمة الأبوين، تزوجت في سن صغيرة، ثم تزوجت من الممثل محمد إدريس، ورغم زواج استمر 125 عاما، إلا أنها لم تذق طعم الأمومة، وكانت أغلب أدوارها دور الأم القوية التي لا تعرف معنى الخضوع.
فلا نستطيع أن ننسى أدوارها كأم لشكري سرحان في "شباب امرأة"، ومربية لليلي مراد في "غزل البنات"، والأم التي تردد الأمثال الشعبية في "قمر 14"، والتي ترفض المال الحرام من فريد شوقي ابنها في "الأخ الكبير"، ودورها في "إحنا التلامذة"، ومع العندليب في "حكاية حب"، وأم عنترة في "عنتر بن شداد"، والأم القوية في "صراع في المينا"، وأم الضابطين في "رد قلبي".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أما دلوعة السينما المصرية الفنانةالعظيمه شادية، قدمت أيضا دور الأم الذي لم تعيشه في الحقيقة، وشادية اعتبرت أولاد شقيقتها هم أولادها، خاصة خالد، شادية قدمت دور الأم الرائع في فيلم "المرأة المجهولة"، وتعد أول فنانة تقبل أن تستغنى عن جمالها وتظهر بمكياج المرأة العجوز في مرحلة من مراحل دورها على الشاشة، وغنت في هذا الفيلم أغنيتها الرائعة "سيد الحبايب".
أيضا فيلم " لا تسألني من أنا" أجادة شادية فيه دور الأم المطحونة التي اضطرت لبيع ابنتها لامرأة غنية، كي تستطيع أن تطعم باقي أبنائها، وفي الوقت ذاته عملت خادمة لابنتها كي تظل بجوارها.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]