|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأربعاء 16 أكتوبر 2013 - 21:13 | |
| - هدى كتب:
- جزاك الله كل الخير وجعلها الله لك في ميزان اعمالك الصالحة
منّوره صفحاتي ياهدى شكرآ لك ياغاليه |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأربعاء 16 أكتوبر 2013 - 21:14 | |
| - انطوانيت كتب:
- متابعة مميزة لموضوعك القيم جدا تسلم ايدك يا غالي
تسلمي لي ويسلم لي حضورك إنطوانيت ,, شكرآ لك ياغاليه |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأربعاء 16 أكتوبر 2013 - 21:15 | |
| - نور الحياة شاكر كتب:
- جزاك الله خيرا وشكرا عن متابعتك لهذه الشخصيات العظيمة
وياكي يا صاحبة المواضيع المميزه يانور ,, شكرآ لمرورك ياغاليه |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأربعاء 16 أكتوبر 2013 - 22:09 | |
|
حياة جعفر بن ابي طالب - ملامح شخصيته - نسبه - وفاته
هو جعفر بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخو علي بن أبي طالب لأبويه وهو جعفر الطيار، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أسلم قديما وهاجر الهجرتين. ولد رضي الله عنه في مكة المكرمة سنة 34 قبل الهجرة.
- زوجته:
كانت أسماء بنت عميس رحمها الله تحت جعفر ابن أبي طالب وهاجرت معه إلى الحبشة وولدت هناك عبد الله بن جعفر ومحمد بن جعفر وعون بن جعفر وهلك عنها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قتل يوم مؤتة بمؤتة من أرض الروم فخلف عليها بعده أبو بكر الصديق فولدت له محمد بن أبي بكر بالبيداء
-أولاده:
وكان لجعفر من الولد عبد الله وبه كان يكنى وله العقب من ولد جعفر ومحمد وعون لا عقب لهما ولدوا جميعا لجعفر بأرض الحبشة في المهاجر إليها... عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال ولد جعفر بن أبي طالب عبد الله وعون ومحمد بنو جعفر وأخواهم لأمهم يحيى بن علي بن أبي طالب ومحمد بن أبي بكر وأمهم الخثعمية أسماء بنت عميس.
- المؤاخاة:
قال ابن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل وبين جعفر بن أبي طالب.
- إسلامه:
عن يزيد بن رومان قال أسلم جعفر بن أبي طالب قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ويدعو فيها. فقد أسلم بعد إسلام أخيه علي بقليل... وروي أن أبا طالب رأى النبي صلى الله عليه وسلم وعليا رضي الله عنه يصليان، وعلي عن يمينه فقال لجعفر رضي الله عنه: " صل جناح ابن عمك وصل عن يساره "قيل: أسلم بعد واحد وثلاثين إنسانا وكان هو الثاني والثلاثين ؛ قاله ابن إسحاق وله هجرتان: هجرة إلى الحبشة وهجرة إلى المدينة. وقال ابن إسحاق أسلم بعد خمسة وعشرين رجلا وقيل بعد واحد وثلاثين.
أهم ملامح شخصيته
- خير الناس وأبو المساكين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس كانوا يقولون أكثر أبو هريرة وإني كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير ولا يخدمني فلان ولا فلانة وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع وإن كنت لأستقرىء الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها. وقد كناه النبي صلى الله عليه وسلم بأبي المساكين لأنه كان يلازمهم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما احتذى النعال ولا انتعل ولا ركب المطايا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
- ذو الجناحين وطيار الجنة:
عن الشعبي أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا سلم على ابن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريت جعفرا ملكا يطير بجناحيه في الجنة. وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال لما أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل جعفر داخله من ذلك فأتاه جبريل فقال إن الله تعالى جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة. قال في المستدرك: هذا حديث له طرق عن البراء ولم يخرجاه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام ثم قال يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل وإسرافيل سلموا علينا فردي عليهم السلام وقد أخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا قبل ممره على رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث أو أربع فقال لقيت المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثا وسبعين بين رمية وطعنة وضربة ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت ثم أخذت بيدي اليسرى فقطعت فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل أنزل من الجنة حيث شئت وآكل من ثمارها ما شئت فقالت أسماء هنيئا لجعفر ما رزقه الله من الخير ولكن أخاف أن لا يصدق الناس فاصعد المنبر فأخبر به فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن جعفر مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه سلم علي ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين فاستبان للناس بعد اليوم الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعفر لقيهم فلذلك سمي الطيار في الجنة.
- من أهل السفينة والهجرتين:
عن أبي موسى رضي الله عنه قال بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم إما قال في بضع وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر وكان أناس من الناس يقولون لنا يعني لأهل السفينة سبقناكم بالهجرة ودخلت أسماء بنت عميس وهي ممن قدم معنا على حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم زائرة وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء من هذه قالت أسماء بنت عميس قال عمر آلحبشية هذه آلبحرية هذه قالت أسماء نعم قال سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم فغضبت وقالت كلا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار أو في أرض البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله وفي رسوله صلى الله عليه وسلم وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وأسأله والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا قال فما قلت له قالت قلت له كذا وكذا قال ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان قالت فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني أرسالا يسألونني عن هذا الحديث ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بردة قالت أسماء فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني. وعن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال:... وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته أسماء بنت عميس فلم يزل بأرض الحبشة حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ثم هاجر إليه وهو بخيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أدري بأيهما أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر قال وكان جعفر يكنى أبا عبد الله.
- شبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن علي رضوان الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي. ويقال: إن الذين كانوا يشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب والحسن بن علي بن أبي طالب وقثم بن العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
-بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن ابن عمر قال وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة فلما قدم اعتنقه وقبل بين عينيه ثم قال ألا أهب لك ألا أبشرك ألا أمنحك ألا أتحفك قال نعم يا رسول الله قال تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة ثم تقول بعد القراءة وأنت قائم قبل الركوع سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولهن عشرا تمام هذه الركعة قبل أن تبتدئ بالركعة الثانية تفعل في الثلاث ركعات كما وصفت لك حتى تتم أربع ركعات هذا إسناد صحيح لا غبار عليه ومما يستدل به على صحة هذا الحديث استعمال الأئمة من أتباع التابعين إلى عصرنا هذا إياه ومواظبتهم عليه وتعليمهن الناس منهم عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه. وعن جابر بن عبد الله قال لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري بأيهما أنا أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وعن ابن بريدة عن أبيه قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة قال مرت امرأة على رأسها مكتل فيه طعام فمر بها رجل على فرس فأصابها فرمى به فجعلت أنظر إليها وهي تعيده في مكتلها وهي تقول ويل لك يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال كيف تقدس أمة لا تأخذ لضعيفها من شديدها حقه وهو غير متعتع.
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
-مع أخيه علي وزيد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خرج من مكة عام عمرة القضاء وتبعتهم ابنة حمزة رضي الله عنها تنادي ياعم ياعم فأخذها علي رضي الله عنه وقال لفاطمة رضي الله عنه: دونك ابنة عمك فاحتملتها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر رضي الله عنهم في أيهم يكفلها فكل أدلى بحجة فقال علي رضي الله عنه: أنا أحق بها وهي ابنة عمي: وقال زيد: ابنة أخي وقال جعفر بن أبي طالب: ابنة عمي وخالتها تحتي يعني أسماء بنت عميس فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال [ الخالة بمنزلة الأم ] وقال لعلي رضي الله عنه [ أنت مني وأنا منك ] وقال لجعفر رضي الله عنه [ أشبهت خلقي وخلقي ] وقال لزيد رضي الله عنه [ أنت أخونا ومولانا ] وعن عكرمة عن بن عباس قال إن عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب وأمها سلمى بنت عميس كانت بمكة فلما قدم رسول الله كلم علي النبي فقال علام تترك ابنة عمنا يتيمة بين ظهري المشركين فلم ينهه النبي صلى الله عليه وسلم عن إخراجها فخرج بها فتكلم زيد بن حارثة وكان وصي حمزة وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بينهما حين آخى بين المهاجرين فقال أنا أحق بها ابنة أخي فلما سمع بذلك جعفر بن أبي طالب قال الخالة والدة وأنا أحق بها لمكان خالتها عندي أسماء بنت عميس فقال علي ألا أراكم تختصمون في ابنة عمي وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين وليس لكم إليها نسب دوني وأنا أحق بها منكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أحكم بينكم أما أنت يا زيد فمولى الله ورسوله وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي وأما أنت يا جعفر فشبيه خلقي وخلقي وأنت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها ولا تنكح المرأة على خالتها ولا على عمتها فقضى بها لجعفر قال محمد بن عمر فقام جعفر فحجل حول رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذا يا جعفر فقال يا رسول الله كان النجاشي إذا أرضى أحدا قام فحجل حوله فقيل للنبي تزوجها فقال ابنة أخي من الرضاعة فزوجها رسول الله سلمة بن أبي سلمة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هل جزيت سلمة.
بعض المواقف من حياته مع التابعين:
-مع النجاشي:
عن أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي آمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين وان يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان من أعجب ما يأتيه منها إليه الأدم فجمعوا له أدما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا الا أهدوا له هدية ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السهمي وأمروهما أمرهم وقالوا لهما ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم ثم قدموا للنجاشي هداياه ثم سلوه ان يسلمهم إليكم قبل ان يكلمهم قالت فخرجا فقدما على النجاشي ونحن عنده بخير دار وعند خير جار فلم يبق من بطارقته بطريق الا دفعا إليه هديته قبل ان يكلما النجاشي ثم قالا لكل بطريق منهم انه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم فإذا كلمنا الملك فيهم فتشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم فإن قومهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهما نعم ثم انهما قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما ثم كلماه فقالا له أيها الملك انه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه قالت ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من ان يسمع النجاشي كلامهم فقالت بطارقته حوله صدقوا أيها الملك قومهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم قال فغضب النجاشي ثم قال لا ها الله أيم الله إذا لا أسلمهم إليهما ولا أكاد قوما جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فاسألهم ما يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وان كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني قالت ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل إذا جئتموه قالوا نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا كائن في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم قالت فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتى الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار يأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام قال فعدد عليه أمور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله وان نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك قالت فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء قالت فقال له جعفر نعم فقال له النجاشي فاقرأه علي فقرأ عليه صدرا من كهيعص قالت فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي ان هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولا أكاد قالت أم سلمة فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص والله لأنبئنهم غدا عيبهم عندهم ثم استأصل به خضراءهم قالت فقال له عبد الله بن أبى ربيعة وكان أتقى الرجلين فينا لا تفعل فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا قال والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد قالت ثم غدا عليه الغد فقال له أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه قالت فأرسل إليهم يسألهم عنه قالت ولم ينزل بنا مثله فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه قالوا نقول والله فيه ما قال الله وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن فلما دخلوا عليه قال لهم ما تقولون في عيسى بن مريم فقال له جعفر بن أبى طالب نقول فيه الذي جاء به نبينا هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول قالت فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا ثم قال ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال فقال وان نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي والسيوم الآمنون من سبكم غرم ثم من سبكم غرم فما أحب ان لي دبرا ذهبا وإني آذيت رجلا منكم والدبر بلسان الحبشة الجبل ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لنا بها فوالله ما أخذ الله منى الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه قالت فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار قالت فوالله انا على ذلك إذ نزل به يعنى من ينازعه في ملكه قالت فوالله ما علمنا حزنا قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك تخوفا أن يظهر ذلك على النجاشي فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه قالت وسار النجاشي وبينهما عرض النيل قالت فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل يخرج حتى يحضر وقعة القوم ثم يأتينا بالخبر قالت فقال الزبير بن العوام أنا قالت وكان من أحدث القوم سنا قالت فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم ثم انطلق حتى حضرهم قالت ودعونا الله للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين له في بلاده واستوسق عليه أمر الحبشة فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة.
أثره في الآخرين:
هاجر إلى الحبشة فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه.
وقد أسلم على يديه ملك الحبشة النجاشي وعدد من أهلها، وكان له في الحبشة موقف متميز دافع فيه عن الإسلام دفاعاً مؤثراً أمام النجاشي عندما جاء عمرو بن العاص على رأس وفد من قريش يطلب إخراج المسلمين منها، فاقتنع النجاشي عند ذلك بالإسلام، ورفض طلب القرشيين، وأعلن إسلامه وحمى المسلمين في بلاده.
موقف الوفاة :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة قال عبد الله كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية. وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وبن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فأصيب ثم أخذ بن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم. وعن بن أبي هلال قال وأخبرني نافع أن بن عمر أخبره أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره يعني في ظهره. وعن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال ضرب جعفر بن أبي طالب رجل من الروم فقطعه بنصفين فوقع إحدى نصفيه في كرم فوجد في نصفه ثلاثون أو بضع وثلاثون جرحا. وعن عائشة رضي اله عنها قالت: لما جاء قتل بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف فيه الحزن قالت عائشة وأنا أطلع من صائر الباب تعني من شق الباب فأتاه رجل فقال أي رسول الله إن نساء جعفر قالت وذكر بكاءهن فأمره أن ينهاهن قال فذهب الرجل ثم أتى فقال قد نهيتهن وذكر أنهن لم يطعنه قال فأمر أيضا فذهب ثم أتى فقال والله لقد غلبننا فزعمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاحث في أفواههن من التراب قالت عائشة فقلت أرغم الله أنفك فوالله ما أنت تفعل وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء. وعن أم جعفر بنت محمد بن جعفر عن جدتها أسماء بنت عميس قالت أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد هيأت أربعين منيئا من أدم وعجنت عجيني وأخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أسماء أين بنو جعفر فجئت به إليهم فضمهم إليه وشمهم ثم ذرفت عيناه فبكى فقلت أي رسول الله لعله بلغك عن جعفر شيء فقال نعم قتل اليوم قالت فقمت أصيح واجتمع إلي النساء قالت فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي صدرا قالت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل على ابنته فاطمة وهي تقول واعماه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم على مثل جعفر فلتبك الباكية ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم. وذكر عن عبد الله بن جعفر أنه قال أنا أحفظ حين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمي فنعى لها أبي فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي وعيناه تهريقان الدموع حتى تقطر لحيته ثم قال اللهم إن جعفر قدم إلى أحسن الثواب فأخلفه في ذريته أحسن ما خلفت أحدا من عبادك الصالحين في ذريته.
|
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأربعاء 16 أكتوبر 2013 - 23:23 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الخميس 17 أكتوبر 2013 - 19:33 | |
| - نور الحياة شاكر كتب:
- رائع يارض الجنتين في هذا الموضوع المميز
منّوره صفحتي يانور شكرآ لك ياغاليه |
|
| |
ميرنا القيثارة الفضية
الدولة : العمر : 35 عدد الرسائل : 6163 تاريخ التسجيل : 11/07/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الخميس 17 أكتوبر 2013 - 22:54 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الجمعة 18 أكتوبر 2013 - 10:12 | |
| - ميرنا كتب:
- تسلم ايدك ارض الجنتين لمتابعة موضوعك المميز والرااااائع
يسلم لي مرورك يا أحلى صبيه للمشاغبه يا ميرنا ,, شكرآ لك ياغاليه |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأحد 20 أكتوبر 2013 - 13:09 | |
|
قصة الخليفة عمر بن عبد العزيز
إنه عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم و أمه هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، ولد في حلوان بمصر و والده أمير عليها، و قد شبّ منذ صغره على الدين و التقوى فحفظ القرآن في سنّ صغيرة، ثم أرسله والده إلى المدينة المنورة لينهل من علمائها، فكان يحضر مجالسهم ينصت إليهم و يأخذ عنهم حتى صار فصيح اللسان بالغ البيان، و قد تميّز بحدة ذكائه و نبوغه . و ذات يوم، و بينما الغلام عمر يلاعب فرسا كانت لهم إذ هبّت الفرس في وجهه فأدمت جبهته و أحدثت بها شجّة بقي أثرها حتى كبره، لكنها كانت الشجة التي أسعدت والده، فقد تذكر ما رآه يوما ما سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المنام، إذ يروى أن سيدنا عمر قام من نومه و هو يقول: من هو هذا الأشج الذي يأتي من بعدي يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت ظلما و جورا، و لذلك كانت شجة عمر مصدر خير و سعادة على أبويه. إلا أن والده لم يلبث أن مات و عمر شابا يافعا في المدينة، فبعث إليه عمه عبد الملك بن مروان ليلحق بهم في دمشق، فلما عاد عمر زوّجه عمه من ابنته فاطمة. و كان عمر بن عبد العزيز مشهورا بأناقته و لبسه لأفخم الثياب قبل أن يولّى الخلافة، فلما تولاها لم يعد يملك سوى ثوبا واحدا مرقعا، لقد نال الخلافة و لم يتق إليها، و بكى بشدة حتى انتحب حين علم أن ابن عمه سليمان عهد إليه بخلافة المسلمين من بعده، و في أول يوم له في الخلافة بدأت تتفتق ملامح الورع و التقوى في هذا الرجل، فقد خيّر مواليه بين المكوث معه على عشرة دنانير أو التخلي عن خدمته ، ثم ذهب إلى زوجته فاطمة و خيرها بين أن تدع حليها و جواهرها في بيت مال المسلمين (و قد كانت تملك ما لا يعد ولا يحصى من الحلي) أو أن يطلقها، فأبت أن تتركه و تخلت عن كل ما تملك لقاء البقاء مع هذا الرجل الصالح. و في يوم خلافته أيضا حدث أمر غريب لم يحدث من قبل قط، لقد رعت الشاة إلى جانب الذئب دون أن يؤذيها، فعلم الرعاة أن رجلا صالحا تولى أمر هذه الأمة. و يروي غلامه فيقول: دخلت يوما إلى بيت عمر بن عبد العزيز فقدمت لي مولاتي فاطمة عدسا، فقلت بازدراء: كلّ يوم نأكل العدس؟ فأجابتني: هذا طعام أمير المؤمنين.
و من شدة ورعه، كان عمر بن عبد العزيز لا يحكم على أحد متعجلا مخافة أن يظلمه، بل يتروى ثلاثة أيام قبل أن يصدر الحكم على رعيته. لم يحكم هذا الرجل الفذ طويلا، فقد كانت مدة خلافته على الأرجح عامين و خمسة أشهر، عرف الناس خلالها عدلا لم يعهدوه قط، كيف لا و قد كان بيت مال المسلمين يفيض بالخير و البركة و يكفي حاجيات الرعية و يزيد، إلى أن حانت المنية، و يطلب سيدنا عمر من زوجته فاطمة و غلامه أن يخرجا من الغرفة ، فيقفان عند الباب فإذا بهما يسمعانه يقول: مرحبا بهذه الوجوه، ليست بوجوه إنس و لا جان، ثم تلا الآية الكريمة:"تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" لتفيض روحه إلى بارئها.و في تلك الليلة أغار الذئب على الشاة فعلمت الرعاة أن الرجل الصالح قد مات. رحمه الله تعالى رحمة واسعة و آتانا ورعه و عدله و حاكما يحكم مثله.
|
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأحد 20 أكتوبر 2013 - 20:35 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأحد 20 أكتوبر 2013 - 20:49 | |
| - انطوانيت كتب:
- متابعة قيمة ومميزة منك لموضوع اكثر من قيم تسلم ايدك ارض الجنتين الغالي
تسعدينا دائمآ بمشاركتك مواضيعي إنطوانيت شكرآ لك يا قمر |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأربعاء 23 أكتوبر 2013 - 14:03 | |
| قصة إسلام أسد الله حمزة بن عبد المطلب
في أثناء هجرة الحبشة أو بتعبير أدق: بين الهجرتين الأولى والثانية إلى الحبشة، كان قد حدث في مكة أمر جلل، كان بمنزلة حجر زاوية تَغيّر بعده مسار الدعوة تمامًا، واختلفت بسببه استراتيجية المؤمنين في جهادهم ضد أهل الباطل في مكة المكرمة، زادها الله تكريمًا وتعظيمًا وتشريفًا.
هذا الحدث كان إسلام حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله ، ثم إسلام عمر بن الخطاب بعده بثلاثة أيام، حدث ضخم، كان له رعد وبرق، وصدى مدوٍّ، ووقع مجلجل، فقد أسلما -رضي الله عنهما- في أواخر السنة السادسة من البعثة، وفي شهر ذي الحجة على الأرجح، وكانت قصة إسلامهما غاية في العجب، تظهر فيها بوضوح معاني الآية الكريمة: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56].
لقد أسلم كلا البطلين في أحوال لا يتوقع أحد من المسلمين أن يدخل الإيمان في قلب أيٍّ منهما.
أسلم أولاً حمزة بن عبد المطلب القرشي الهاشمي الشريف، وكان فارس قريش، وكان من أكثر الناس عزة ومنعة، وأقواهم بأسًا وشكيمة.
أبو جهل يتطاول على رسول الله
كعادته خرج حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله إلى الصيد، وفي مكة وفي ذات هذا اليوم مر أبو جهل على رسول الله وهو عند الصفا وحيدًا، فما كان من أبي جهل إلا أن تطاول على رسول الله بلسانه وسبه سبًّا مقذعًا، ورسول الله صامت لا يجيبه أو يرد عليه سبابه {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا} [الفرقان: 63]، لكن أبا جهل لم يزده حلم رسول الله إلا اغترارًا وجهلاً، فما كان منه إلا أن حمل حجرًا وقذف به رأس رسول الله الشريفة، فشجَّه حتى نزف منه الدم -بأبي هو وأمي - بعدها انصرف أبو جهل -لعنه الله- إلى نادي قريش عند الكعبة، مفاخرًا يحكي ما فعل، وما تم بينه وبين رسول الله .
مكر الله وعينه التي لا تنام
كان لعبد الله بن جدعان أَمَة (وكانا كافريْن)، وكانت تلك الأمة قد رأت وسمعت ذلك الذي حدث بين رسول الله وبين أبي جهل لعنه الله، وبعد انتهاء الحدث جاء حمزة عم رسول الله من صيده، وبترتيب إلهي وقفت الجارية تقص ما حدث لحمزة، الجارية كافرة، ومولاها مثلها أيضًا، والذي تحكي له حمزة -أيضًا- كافر، لكن {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ} [المدَّثر: 31]. قالت الجارية: "يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفًا من أبي الحكم بن هشام؟ وجده هاهنا جالسًا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه محمد لم يكلمه".
كان حمزة هو الوحيد الذي يدافع عنه من بين أعمامه، لكن أين بقية الأعمام؟ أين أبو لهب؟ إنه من أشد المحاربين له، لا أحد منهم يتذكر أخاه عبد الله والد محمد ، فهل إذا كان حيًّا كان سيحدث مثل هذا الموقف؟! وأين بنو هاشم وبنو عبد مناف؟ وهل يصل الموقف لأن يَضرب أبو جهل أشرف شرفاء بني هاشم وأشرفهم على الإطلاق؟! أوَ يصل الوضع إلى هذا الحد ونحن نشاهده بأعيننا؟!
الظلم الشديد الذي تفاقم ووصل إلى هذه الدرجة كان قد حرك هذه العواطف وتلك المشاعر والأفكار في قلب حمزة وعقله، مشاعر الحب لمحمد ، ولأبيه عبد الله الذي مات وترك محمدًا، وأيضًا مشاعر القبلية الهاشمية الشريفة، وكذلك مشاعر الغيظ والغضب من زعيم بني مخزوم، وأيضًا مشاعر النخوة تجاه نصرة المظلوم.
بعد سماع كلام الجارية تلك لم يجد حمزة نفسه إلا متجهًا نحو فعل غريب، ومدفوعًا وبقوة عجيبة تجاه عمل لم يفكر ولم يخطر ببال أحد أبدًا أن يقدم عليه، بل لم يفكر هو نفسه في أن يفعله، لقد انطلق حمزة -وهو الذي ما زال على دين قومه- إلى أبي جهل، حيث يجلس بين أصحابه وأقرانه وأفراد قبيلته في البيت الحرام، وقد نظر إليه ثم أقبل نحوه لا يقوى أحد على الوقوف أمامه، وأمامه تمامًا كانت نهاية خطواته، ثم ودون أدنى ارتياب أو تفكير رفع قوسه وقد هوى به على رأس أبي جهل في ضربة شديدة مؤلمة، شجت على أثرها رأسه وأسالت الدماء منها، لقد كان قصاصًا عادلاً، ضربة بضربة، ودماء بدماء، لكن فوق ذلك فإن الإهانة كانت غاية في الشدة لأبي جهل؛ حيث كانت هذه الضربة أمام أفراد قبيلته وعشيرته، بينما كان الذي حدث مع رسول الله بعيدًا عن أعين الناس.
لقد كان مثل هذا الرد في عرف الناس كافيًا لأن يُشفي الغليل ويريح الصدر ويسكن القلب، لكن حمزة ما زال ثائرًا، لم يُشف غليله بعدُ، ولم يُرح صدره ولم يسكن قلبه ولا سكنت جوارحه، أراد حمزة أن يكيد لأبي جهل بكل ما يستطيع، أراد أن يلقي في قلبه حسرة تدغدغ جوانبه وتشل أركانه، فكر حمزة، ما أشد ما يغيظ أبا جهل؟ وفي نفسه علم أنه الدين الجديد، إنه الإسلام، وعلى الفور ودون سابق تفكير أو تَرَوٍّ قال حمزة: "أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟! فرُد عليَّ ذلك إن استطعت".
انطلقت هذه العبارة من فم حمزة فوقعت كالقذيفة على قلب أبي جهل، لم يستطع بعدها أن يحرك ساكنًا، ألهته عن التفكير في الانتقام، وقد تضاءل حجمه حتى كاد أن يختفي وهو كبير الكافرين، حينها قام رجال من بني مخزوم يريدون أن ينتصروا لأبي جهل، لكنه خيفة منعهم ذلك، بل وهدأ ثائرتهم وقال: "دعوا أبا عمارة؛ فإني والله قد سببت ابن أخيه سبًّا قبيحًا".
لكن، ما الذي حدث من حمزة؟! أبهذه السهولة يدخل في دين الإسلام؟! أبهذه السهولة يقول وفي لحظة واحدة الكلمة التي لطالما رفض أن يقولها سنوات وسنوات؟!
سنوات ست كان يسمع حمزة عن الإسلام، سنوات ست لم تنقل حمزة من حال الكفر إلى حال الإيمان، بينما نقله هذا الحادث غير المقصود في عرف الناس، لقد دخل حمزة دين الإسلام رغمًا عن إرادته، لم يتروَّ في التفكير كعادته، خرجت الكلمة من فمه فما عرف كيف يستردها.
إسلام حمزة وسنن الله
يظن البعض أن حمزة قد أسلم مصادفة، لكن الحقيقة أن إسلامه ليس بالمصادفة، إنما هي سنة من سنن الله ، فالظلم الشديد إذا تفاقم أمره وطال ليله أعقبه نصر من الله ، ولا شك أن إيمان حمزة بن عبد المطلب كان نصرًا للدعوة، وإذا لم يكن هذا الظلم الذي وقع شديدًا ما لفت نظر حمزة، وما استطاع أن يحرك أشياء كثيرة جدًّا ما تحركت منذ سنوات ست، فهو تدبير رب العالمين، فكما يخلق من بين الفرث والدم لبنًا خالصًا سائغًا، يخلق من وسط الظلم عدلاً ونورًا، ومن وسط الاضطهاد والقهر والبطش نصرًا وتمكينًا، ولو كان أبو جهل يعلم أن مثل هذا سيحدث ما فكر ولو مرة واحدة في سب أو ضرب رسول الله ، لكنه تدبير رب العالمين {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].
فهي رسالة إلى كل الدعاة: لا تحبطوا من الظلم الشديد، فلعله الظلم الذي يسبق نصرًا عظيمًا للدعوة، ولعلها أحلك لحظات الليل سوادًا التي يأتي بعدها ضياء الفجر، فحين يتفاقم الظلم ما يلبث أن يولد النصر للإسلام والمسلمين.
صدق النفس وتحقيق الإيمان
بعد كلمته الكيدية السابقة لأبي جهل، وكرجل صادق مع نفسه ومع مجتمعه، لا يستطيع أن يرجع في كلمته، وفي الوقت ذاته لا يستطيع أن يدخل في دعوة لا يؤمن بها حقًّا، عاد حمزة إلى بيته وهو في صراع حميم مع نفسه، ماذا أفعل؟ ولمن ألجأ؟!
ولأن فطرته سوية وسليمة لجأ إلى الله ، فقد كان العرب في جاهليتهم يؤمنون بالله، وأنه خالق ورازق وقوي وقادر، يؤمنون بذلك كله لكنهم كانوا لا يحكّمونه في أمورهم، ويشركون به بعبادتهم الأصنام يتقربون بها إليه I زُلْفَى، لجأ حمزة إلى الله بما يشبه صلاة الاستخارة قائلاً: "اللهم ما صنعتُ إن كان خيرًا فاجعل تصديقه في قلبي، وإلاَّ فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجًا".
ولأن الله يريد به خيرًا هداه لأن يذهب إلى رسول الله خير طبيب ليعرض عليه أمره وما أهمه، وعنده قال حمزة: "يابن أخي، إني قد وقعت في أمر ولا أعرف المخرج منه، وإقامة مثلي على ما لا أدري ما هو، أرشد أم هو غيٌّ شديد؟ فحدثني حديثًا؛ فقد اشتهيت يابن أخي أن تحدثني".
وهنا أقبل عليه رسول الله وحدثه بما كان يحدثه به من قبل، فذكّره رسول الله ما كان يذكّره إياه، ووعظه ما كان يعظه به، وخوفه ما كان منه يخوفه، وبشره ما كان به يبشره، اللغة هي اللغة، والحديث هو الحديث، لكن الوعاء الذي يستقبل الفيض قد اختلف وتغير، وإنها للحظة هداية يختارها الله بحكمة بالغة.
سمع حمزة الكلمات التي طالما كان يسمعها كثيرًا، لكن هنا انبسطت أساريره، وانشرح صدره، وآمن من ساعته بصدق، وقال لرسول الله وبيقين صادق من قلبه: "أشهد أنك الصادق، فأظهر يابن أخي دينك، فوالله ما أحب أن لي ما أظلته السماء وأني على ديني الأول".
وسبحان الله! هكذا وفي لحظة واحدة أصبحت الدنيا كل الدنيا لا تساوي شيئًا في مقابل دينه الجديد الإسلام، ومن بعدها أصبح حمزة أسد الله.
انتقل بعدها حمزة ومن فوره من رجل مغمور في صحراء الجزيرة العربية يعيش فقط لحياته وملذاته، يخرج للصيد ثم يعود للطعام والنوم، إلى رجل قد أصبح كل همه أن يُعبّد الناس لرب العالمين، وأن يدافع عن دين الله وعن رسول الله وأن يُظهر الإسلام ويحمي المستضعفين، ولننظر كيف ترقّى في القدر من كونه سيدًا لمجموعة من الرجال في قرية لا تكاد ترى على الخريطة في فترة من عمر الدنيا لم تتجاوز سنوات معدودات، إلى كونه سيِّدًا للشهداء في الجنة، فقد أصبح حمزة سيدًا لكل الشهداء على مر التاريخ وإلى يوم القيامة، وقد خلد ذكره في الدنيا وخلد ذكره في الآخرة، وبحق لو نريد أن نعرف قيمة الإسلام، فلننظر إلى حمزة قبل الإسلام، ولننظر إليه بعد الإسلام.
فهذا هو الإسلام الذي صنع حمزة، وصنع أيضًا أبا بكر وعمر وعثمان وعليًّا وغيرهم على مر التاريخ. إذا كنا حقًّا نحتاج إلى رجال مثل حمزة فيجب علينا أن نأخذ الإسلام كما أخذه، ويجب أن نعيش الإسلام كما عاشه حمزة ، وعاشه كذلك كل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
|
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأربعاء 23 أكتوبر 2013 - 21:27 | |
| متابعة رائعة لهذا الموضوع المميز واتمني من كل القيدات العربية ان يسلكوا ولو 5/100 في طريق هؤلاء الرجال الخالدون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
|
| |
hnoo القيثارة الماسية
الدولة : العمر : 40 عدد الرسائل : 15106 تاريخ التسجيل : 14/10/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الجمعة 25 أكتوبر 2013 - 0:08 | |
| موضوع قيم ورااااااااااااائع ومتابعه جميله منك ارض الجنتين تسلم ايدك جزاك الله خير لجهوودك اخي الغالي |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الجمعة 25 أكتوبر 2013 - 20:51 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, السبت 26 أكتوبر 2013 - 19:20 | |
| - نور الحياة شاكر كتب:
- متابعة رائعة لهذا الموضوع المميز واتمني من كل القيدات العربية ان يسلكوا ولو 5/100 في طريق هؤلاء الرجال الخالدون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ياااااااااااريت يسلكوا طريق هولاء الصحابه الخالدين و لو 1% كانت الدنيا بتصير بخير تسلمي لي نور ويسلم لي مرورك العطر ياغاليه |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, السبت 26 أكتوبر 2013 - 19:22 | |
| - hnoo كتب:
- موضوع قيم ورااااااااااااائع ومتابعه جميله منك ارض الجنتين تسلم ايدك جزاك الله خير لجهوودك اخي الغالي
وياكي اختي العزيزه وشكرآ لمرورك هنو |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, السبت 26 أكتوبر 2013 - 19:24 | |
| - انطوانيت كتب:
- تسلم ايدك ارض الجنتين الغالي للمتابعة اللميزة لموضعك القيم
إنطوانيت ,, مرورك بصفحاتي يسعدنا دائمآ شكرآ لك ياغاليه |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأحد 27 أكتوبر 2013 - 8:42 | |
|
قاتل المائه ,,, البراء بن مالك
إنه البراء بن مالك بن النضر -رضي الله عنه- أخو أنس بن مالك خادم رسول الله (، وأحد الأبطال الأقوياء، بايع تحت الشجرة، وشهد أحدًا وما بعدها من الغزوات مع رسول الله (، عاش حياته مجاهدًا في سبيل الله. وكانت كل أمانيه أن يموت شهيدًا، وقتل بمفرده مائة رجل في المعارك التي شارك فيها، فقد دخل عليه أخوه أنس مرة وهو يتغنى بالشعر، فقد منحه الله صوتًا جميلا، فقال له: يا أخي، تتغنى بالشعر، وقد أبدلك الله به ما هو خير منه القرآن؟ فقال له: أتخاف عليَّ أن أموت على فراشي، لا والله، ما كان الله ليحرمني الشهادة في سبيله، وقد قتلت مائة بمفردي سوى من شاركت في قتله. وشارك في حروب الردة، وأظهر فيها بطولة فائقة، أبهرت عقول من رآه، وها هو ذا يوم اليمامة يقف منتظرًا أن يصدر القائد خالد بن الوليد أمره بالزحف لملاقاة المرتدين، ونادى خالد: الله أكبر. فانطلقت جيوش المسلمين مكبرة، وانطلق معها عاشق الموت البراء بن مالك. وراح يقاتل أتباع مسيلمة الكذاب بسيفه، وهم يتساقطون أمامه قتلى؛ الواحد تلو الآخر، ولم يكن جيش مسيلمة ضعيفًا، ولا قليلا، بل كان أخطر جيوش الردة، وقد تصدوا لهجوم المسلمين بكل عنف حتى كادوا يأخذون زمام المعركة، وتحولت مقاومتهم إلى هجوم، فبدأ الخوف يتسرب إلى صفوف المسلمين، فأسرع خالد بن الوليد إلى البراء بن مالك قائلا له: تكلم يا براء، فقام البراء، وصاح في المسلمين مشجعًا، ومحفزًا لهم على القتال، فقال: يا أهل المدينة، لا مدينة لكم اليوم، إنما هو الله وحده والجنة. وركب فرسه واندفع نحو الأعداء، ومعه المسلمون يقاتلون قتالا شديدًا حتى رجحت كفة المسلمين، واندفع المرتدون إلى الوراء هاربين، واحتموا بحديقة لمسيلمة ذات أسوار عالية . ووقف المسلمون أمام الحديقة يفكرون في حيلة يقتحمون بها الحصن، فإذا بالبراء بن مالك، يقول: يا معشر المسلمين، ألقوني إليهم. فاحتمله المسلمون وألقوه في الحديقة، فقاتلهم حتى فتحها على المسلمين، ودخل المسلمون الحديقة، وأخذوا يقتلون أصحاب مسيلمة، وانتصر المسلمون إلا أن حلم البراء لم يتحقق، لقد ألقى بنفسه داخل الحديقة آملا أن يرزقه الله الشهادة، ولكن لم يشأ الله بعد. ورجع البراء بن مالك وبه بضعة وثمانون جرحًا ما بين ضربة بسيف أو رمية بسهم، وحمل إلى خيمته ليداوى، وقام خالد بن الوليد على علاجه بنفسه شهرًا كاملا. وعندما شُفي البراء من جراحات يوم اليمامة، انطلق مع جيوش المسلمين التي ذهبت لقتال الفرس، وفي إحدى حروب المسلمين مع الفرس لجأ الفرس إلى وسيلة وحشية حيث استخدموا كلاليب من حديد معلقة في أطراف سلاسل ملتهبة محماة بالنار، يلقونها من حصونهم، فترفع من تناله من المسلمين، وسقطت إحدى هذه الكلاليب على أنس بن مالك، فلم يستطع أنس أن يخلص نفسه، فرآه البراء، فأسرع نحوه، وقبض على السلسلة بيديه، وأخذ يجرها إلى أسفل حتى قطعت، ثم نظر إلى يديه فإذا عظامها قد ظهرت وذاب اللحم من عليها، وأنجى الله أنس بن مالك بذلك. وظل البراء -رضي الله عنه- يقاتل في سبيل الله معركة بعد أخرى متمنيًا أن يحقق الله له غايته، وها هى ذي موقعة تُسْتُر تأتى ليلاقي المسلمون فيها جيوش الفرس، وتتحقق فيها أمنية البراء. لقد تجمع الفرس واحتشدوا في جيش كثيف، وجاءوا من كل مكان للقاء المسلمين، وكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أميريه على الكوفة والبصرة أن يرسل كل منهما جيشاً إلى الأهواز، والتقى الجيشان القادمان من الكوفة والبصرة بجيش الفرس في معركة رهيبة، وكان البراء أحد جنود المسلمين في تلك المعركة، وبدأت المعركة بالمبارزة كالعادة، فخرج البراء للمبارزة، والتحم الجيشان وتساقط القتلى من الفريقين، وكاد المسلمون أن ينهزموا. فاقترب بعض الصحابة من البراء قائلين له: يا براء، أتذكر يوم أن قال الرسول ( عنك: (كم من أشعث أغبر ذى طمرين (ثوبين قديمين)، لا يؤبه له (لا يهتم به أحد) لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك؟) [الترمذي]. ثم طلب الصحابة منه أن يدعو الله لهم، فرفع البراء يده إلى السماء داعيًا: اللهم امنحنا أكتافهم، اللهم اهزمهم، وانصرنا عليهم، اللهم ألحقني بنبيك. ثم انطلق فركب فرسه، وهجم على الفرس، وقتل أحد كبارهم، وفتح الله على المسلمين وانتصروا على الفرس، واستشهد البراء بن مالك في هذه المعركة بعد رحلة جهاد طويلة، قدم فيها البراء كل ما يملك في سبيل دينه، وكانت وفاته في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة (20هـ) رضي الله عنه وأرضاه.
|
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأحد 27 أكتوبر 2013 - 19:58 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأحد 27 أكتوبر 2013 - 20:12 | |
| |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأحد 27 أكتوبر 2013 - 20:15 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأحد 27 أكتوبر 2013 - 20:17 | |
| - انطوانيت كتب:
- تسلم ايدك ارض الجنتين موضوعك قيم
أسعدنا مرورك إنطوانيت ,, شكرآ لك |
|
| |
ميرنا القيثارة الفضية
الدولة : العمر : 35 عدد الرسائل : 6163 تاريخ التسجيل : 11/07/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأحد 27 أكتوبر 2013 - 20:22 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: رجال خالدون ,, الأحد 27 أكتوبر 2013 - 20:28 | |
| |
|
| |
|