طيبة القلب ما بين نعمةٍ ونقمة

هي صِفةٌ وُلدت بداخلي مُنذُ ولادتي، نشأتُ وتَرَعرعتُ بها ومعها،، رافقتني بكافة مراحل حياتي ولا زالت تُرافق عُمري الشبابيّ !

صدقاً، بدايةً لم أكن أكترث لتواجُدها الشامل في شتى تحرُكاتي وسكناتي .. إلاّ أنّي أقرُّ وأعترف الآن على الملأ الخفيّ أنها غَدَت سبباً لتعاستي ومُعاناتي.

. ألا وهي "طيبة قلبي الزائدة"..!! سابقاً، كُنّا نرى في "طيبة القلب" صفةً محمودةً يمتاز بها صاحبها عن الغير، فهيَ عطاءٌ مُستمّر دون حُدودٍ أو مُقابل،

قلبٌ واسعٌ يستقبل زائريه برحابة صدر، صِفةٌ يتسِّم بها المحظوظين ..! لكن، سُرعان ما تغيّرت المفاهيم والمعاني،

إذ أنّنا غَدونا في عصرِ الأنانيّة والتسلّط، عصر الإستغلال والخُبث، زمانُ الزيف ولبس الأقنعة للوصول إلى المبتغى !

فأصبح اليوم المعنى الحقيقيّ لطيبة القلب، هو الغباء أو السذاجة، وأصبح صاحبها لُقمة شهيّة أو وجبة طعامٍ دسمة للغير !

أو يُمكنني القول أنّها كلُعبة الأسهُم، كُلّما أردنا إصابة هدفٍ مُعيّن، نقومُ برمي السِهام المُتتالية حتى نُصيبَ نقطة الهدف المطلوبة !

دون الإكتراث على الحفاظ على لوحة السهام، او على محيطها المُصاب ! فهدفُ اللاعب هُنا إصابة هدفه لا اكثر !

تساؤلاتٌ عديدة تُراودُ ذهني، أمورٌ مُبهمة ومفاهيمٌ عصريّة لم أعد أجدُ لها معنى، أحقّاً صاحبُ القلب الطيب أصبح شخصاً منبوذاً عن مُجتمعنا الكاذب ؟

أحقاً أنّنا نعيش وسط غابةٍ ينطبق فيها قانون الغاب ؟ لن أنعت طيبة القلب بالغباء أو أنعت صاحبها بضُعف الشخصيّة ! حقيقةً، نحن الآن وسطَ حفلة تنكُريّة،

جميعُ حضورها يرتدون مُختلفَ الألبسة والأقمشة، يتخَفونَ خلف أقنعةٍ كي يظهروا بالمظهر الذي يريدونه هُم، لا بحقيقتهم ومظهرهم الحقيقي !

لا أبالغ إن قلت، أن الشخصيّة التي تواجدت في هذا الحفل بلا تنكرٍ أو زيف شخصية ولبس أقنعة هي شخصيّة منبوذة أو أنّها غريبة ومُلفتة للنظر !

هي شخصيّة سيتعجّب البقيّة لتواجدها ذاك الحفل بلا تنكر ! لا عجب !، ذاك هو واقعنا الذي نعيشه ونتعايش معه، فأصبح القويّ ضعيفاً، وأصبح الكاذب صادقا،

وأصبح المُخادع أمينا، وأصبح طيّب القلب ساذجا وغبيّا ! يا للسخرية ! يا لها من مفاهيم ! ليتنا نفيق من غيبوبتنا ! أيوجد تضحية في عصر الأنانية؟

أهناك فلسفة أو تعاطف في عصر الزيف؟ أحقاً يتواجد الحنان والعطاء في هذا العصر القاسي؟! نعم ! تلك الأمور متواجدة في دواخل أصحاب القلوب الطيّبة !

ليست غباءً ولا سذاجة، ليست ضعف شخصيّة، بل هي قوّه لم تستقر في قلوب الكثيرين ! هي صفةٌ إمتلكها القليلون ! سيُدركها الكثيرون فيما بعد !.. ل

ربما تنعتون ذلك كله بالغباء، إنّ أرى فيه قوّةً مُستمدّة، وحكمةً مخفيّة، وقادماً أعظم ! فخلف كلّ صامت، بحرٌ من كلام، وخلف كلّ إنسانٍ "طيّب القلب" بُركانٌ من قسوة !

هُم، يدركون كل الإدراك متى وكيف ولِمن يستخدمون ويُقدّمون صِفاتهم ، كما وأنّهم يملكون القُدرة على الصّد وتقديم القسوة الكليّة في الوقت المُناسب لذلك..!

إنّي لا أبالغ إن قلت أن طيّبوا القلب هُم أشدّ الأشخاص قسوةً إن قرّروا اللجوء لذلك ! أدرك كل الإدراك أنّ الأمور تملك حدّين، وخيرُ الأمور أوسطها،

فطيبة القلب تُعطى مرّة واحدة ، إن لم يستحقها المُعطى له أول مرّة، ستكون في المرة الثانية "غباء" !

الموضوع الأصلى : طيبة القلب ما بين نعمةٍ ونقمة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

هو طبعا نعمة ولازم نحمد الله على هالنعمة ولكن مع الاسف في ناس بيستغلوا هالطيبة ولهيك منشوف صاحب القلب الطيب دايما موجوع ومجروح
تسلم ايدك سيسي حبيبتي موضوع جميل

الموضوع الأصلى : طيبة القلب ما بين نعمةٍ ونقمة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

انطوانيت

موضوع راااائع ومميز تسلم ايدك سيرين الغااااليه

الموضوع الأصلى : طيبة القلب ما بين نعمةٍ ونقمة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

ميرنا

مهما تغير الزمان وتغير المكان فالقلب الطيب نعمة من عند الله وان كان من يري الطيبة غباء فهو انسان فاقد لهذا الشعور الجميل وهو القلب الطيب

تسلم ايديك ياغالية موضوع رائع

الموضوع الأصلى : طيبة القلب ما بين نعمةٍ ونقمة المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر