| نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الأحد 4 أغسطس 2013 - 21:12 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الإثنين 5 أغسطس 2013 - 13:54 | |
| قصة سيدنا لقمان عليه السلام أعطى الله لُقمان الحكمة العظيمة والعلم الواسع , فصار مَضرب المثل في الحكمة والعلم , وقد سَخر لُقمان ما آتاه الله في صالح قَومه وخيرهم , فهو الذي يَحل خِلافاتهم , وهو الذي يَجمع شملهم كلما تفرقوا , وَذَاع صِيته فصار الناس يقصدونه من كل مكان لمعرفة علمٍ يجهلونه , أو لسماع أخبار الأقوام التي كانت قبلهم , وكان الناس ينظرون إلى العبد الصالح وهو يتحدث . فيسمعون من الحكم والمواعظ ما يثلج قلوبهم , ويفرج أفئدتهم , فقد كانت هذه الحكم تختصر على الناس كثيراً من التجارب , وكان في القصص التي يرويها عن الأقوام التي سبقتهم من العبر ما يجنب القوم ما وقعوا فيه من المعاصي والأخطاء ,
جَلس لُقمان يوماً مع ابنه يتحدثان في أحوال الدنيا والناس , ورأى العبد الصالح لُقمان أن الوقت مناسب ليعلم ابنه مما علمه الله عز وجل , فهذا ابنه قد صار عاقلاً مدركاً أن على لُقمان أن يرسم له الآن معالم الطريق الذي يقوده إلى الفوز بمرضاة الله , ودخول جنته , فقال له : يا بني ! إن أول وصية أوصيك بها أن تعرف أن لهذا الكون ربّاً واحِداً عليك أن تخصه بالعبادة وتفرده بالربوبية , واحذر أن تشرك به شيئاً فما أَشَركَ به أَحدٌ إلا ظلم نفسه ؛ لأن الشرك أعظم أنواع الظلم وقال الله تعالى { وَإِذ قَال لُقمان لابنه وهو يعظهُ يا بُنَيّ لا تُشرك بالله إن الشرك لظلم عظيمٌ }صدق الله العظيم
وقد امتحنه قومه مراراً فما ازدادُوا إلا معرفة بفضله , وإعجاباً بما آتاه الله من حكمة وعلمٍ لا يرقى إليهما أحدٌ قيل للُقمان ذات يوم : اذبح لنا هذه الشاةَ فذبحها , فقيل أخرج لنا أخبث شيئين فيها , فأخرج لُقمان اللسان والقلب , وبعد أيام أحضر له قومٌ شاةً , وقالوا له : اذبح لنا هذه الشاة فذبحها , فقال له الناس : أخرج لنا أطيب شيئين فيها , فأخرج لُقمان اللسان والقلب مرة أُخرى , فقالوا له : يا لُقمان لقد رأينا منك عجباً , ذبحت الشاة الأولى , وسئلت أن تُخرج أخبث شيئين فيها , فأخرجت اللسان والقلب , وذبحت الشاة الثانية فسألناك أن تخرج أطيب شيئين فيها فأخرجت اللسان والقلب فَضحك لُقمان وقال إنهما أخبث شيء إذا خَبُثَا , وأطيب شيء إذا طابا ألا ترون أن المرء يدل عليه قلبه ولسانه فإن كان قلبه ولسانه طيبين كان طيب المعَشر حُلوَ المجلس وإن كان خبيث القلب واللسان أصاب الناس بسوءِ فعله وقرصهم بلسانه وآذاهم بكلامه قال الناس أصبت يا لُقمان فسبحان من أعطاك الحكمة وفضلك على كثير من عباده .
من حكم سيدنا لقمان الحكيم عليه السلام
1ـ يا بني : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء، وشاور في أمرك العلماء . 2ـ لا ترغب في ودِّ الجاهل فيرى أنك ترضى عمله ، ولا تهاون بمقت الحكيم فيزهده فيك . 3ـ كن عبداً للأخيار ولا تكن خليلاً للأشرار . 4ـ اعتزل عدوك ، واحذر صديقك ، . 5ـ من كتم سره كان الخيار بيده . 6ـ يا بني للحاسد ثلاث علامات : يغتاب صاحبه إن غاب ، ويتملق إذا شهد ويشمت بالمصيبة . 7ـ كن غنياً تكن أميناً 8ـ لا تضع برك إلا عند راعيه . 9ـ إن الدنيا معبرة فاعبرها ولا تعمرها . 10ـ إنك قد استدبرت الدنيا من يوم نزلتها واستقبلت الآخرة ، فأنت إلى دار تقرب منها أقرب من دار تتباعد عنها . 11ـ لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطاً تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء 12ـ أنزل الناس من صاحبك منزلة من لا حاجة له بك ولا بد لك منه . 13ـ كن كمن لا يبتغي محمدة الناس ولا يريد ذمهم ، فنفسه منه في عناء والناس منه في راحة . 14ـ امتنع بما يخرج من فيك فإنك ما سَكَتَّ سالم ، وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك ، إلى غير ذلك مما لا يحصى . 15ـ اتخذ طاعة الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة . 16ـ يا بني : اتق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر . 17ـ ألا إن يد الله على أفواه الحكماء لا يتكلم أحدهم إلا ما هيأ الله له . 18ـ اعتزل الشر يعتزلك فإن الشر للشر خلق . 19ـ إياك وشدة الغضب فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم . 20ـ لا تكن أعجز من هذا الديك ، الذي يصوت بالأسحار ، وأنت نائم في الأسحار . 21ـ يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حليم وفي رواية ( عين حكيم ) . 22ـ عوّد لسانك أن تقول : اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعات لا ترد. 23ـ من يحب المراء يشتم ، ومن يصاحب قرين السوء لا يسلم ، ومن لا يمسك لسانه يندم . 24ـ لا تضيع مالك وتصلح مال غيرك ، فإن مالك ما قدمت ومال غيرك ما تركت . 25ـ ليس من شيء أطيب من اللسان والقلب إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا . 26ـ يا بني من كان له من نفسه واعظ ، كان له من الله عز وجل حافظ . 27ـ لا تأكل شبعاً على شبع ، فإن إلقاءك إياه لل*** خير من أن تأكله . 28ـ ليكن أول ما تفيد من الدنيا بعد خليل صالح امرأة صالحة . 29ـ ليس غنى كصحة ولا نعمة كطيب نفس . 30ـ لا تجالس الفجار ولا تماشهم ، اتق أن ينزل عليهم عذاب من السماء فيصيبك معهم . 31ـ جالس العلماء وماشهم عسى أن تنزل عليهم رحمة فتصيبك معهم . 32ـ حملتُ الجندل والحديد وكل شيء ثقيل ، فلم أحمل شياً أثقل من جار السوء وذقت المرار فلم أذق شياً هو أمر من الفقر . 34ـ احضر الجنائز ولا تحضر العرس ، فإن الجنائز تذكرك الآخرة والعرس يشهيك الدنيا . 35ـ لا تكن حلواً فتبلع ، ولا مراً فتلفظ . 36ـ كيف تطاول على الناس ما يوعدون ، وهم إلى ما لا يوعدون سراعاً يذهبون 37ـ اتخذ ألف صديق والألف قليل ، ولا تتخذ عدواً واحداً والواحد كثير . 38ـ شاور من جرب الأمور فإنه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء ، وأنت تأخذه مجاناً . 39ـ إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك . 40 - الزم الحكمة تكرم بها ، وأعزها تعز بها ، وسيد أخلاق الحكمة دين الله عز وجل . 42- إن الدنيا بحر عميق ، وقد غرق فيها ناس كثير ، فاجعل سفينتك فيها تقوى الله تعالى ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكل على الله ، لعلك أن تنجو ، ولا أراك ناجياً . 42ـ لا تؤخر التوبة ، فإن الموت يأتي بغتة . 43ـ أوصيك باثنين ما تزال بخير ما تمسكت بهما : درهمك لمعاشك ، ودينك لمعادك . 44ـ إن الدنيا قليل ، وعمرك فيها قليل من قليل ، وقد بقي قليل من قليل القليل . 45ـ أوصيك بست خصال ، فيها علم الأولين والآخرين : أولها : أن لا تشغل نفسك بالدنيا إلا بقدر ما بقي من عمرك . والثانية : اعبد ربك بقدر حوائجك إليه . والثالثة : اعمل للآخرة بقدر ما تريد المقام بها . والرابعة : ليكن شغلك في فكاك رقبتك من النار ما لم تظهر لك النجاة منها . والخامسة : لتكن جراءتك على المعاصي بقدر صبرك على عذاب الله . والسادسة : إذا أردت أن تعصي الله ، فاطلب مكاناً لا يراك الله وملائكته . 46ـ بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً ، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً . 47ـ الشح وسوء الخلق وكثرة طلب الحوائج إلى الناس من علامات السفهاء . 48ـ لا تعتذر إلى من يحب أن لا يرى لك عذراً ، ولا تستعن بمن لا يحب أن تظفر بحاجتك . 49ـ من صبر على احتمال مؤن الناس سادهم . 50ـ أحسن الناس مروءة وأدباً من إذا احتاج نأى وإذا احتيج إليه دنا . 51ـ ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك . 52ـ لا تحدث بالحكمة عند السفهاء ليكذبوك ، ولا بالباطل عند الحكماء فيمقتوك . 53ـ من حدث لمن لا يسمع حديثه ، كان كمن قدم حطامه إلى أهل القبور . 54ـ لا تمنع العلم أهله فتأثم ، ولا تحدث غير أهله فتجهل . 55ـ إياك والبخل والضجر ، فإنك إذا بخلت لم تؤدِّ حقاً ، وإذا ضجرت لم تصبر على حق . 56ـ من أنصف الناس من نفسه زاده الله تعالى بذلك عزاً . 57ـ إذا تكلمت فأوجز ، فإذا بلغت حاجتك فلا تتكلم . 58ـ إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ، واحذر عقاب الله الذي سوف يحل بالظالمين إن عاجلاً أو آجلاً وعقابه دائم لا ينقطع . 59ـ إذا وقع لك ما تحب وما تكره ، فاحذر أن يقع في قلبك أن صلاحك في غير ما وقع لك . 60ـ ما عُبد إله أبغض إلى الله من الهوى . 61ـ إني قد ندمت على الكلام ، ولم أندم على السكوت . 62ـ ما ندمت على السكوت قط ، وإن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب . 63ـ لا تجلس في المجلس الذي يذكر الله فيه ، فإنك إن تك عالماً لا ينفعك علمك ، وإن تكن غبياً يزيدوك غباءً . 64ـ لا تغبطوا امرأً ًرحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين ، فإن له عند الله قاتلاً لا يموت . 65ـ يا بني اجعل عقل غيرك لك ، قال : وكيف ؟ قال : استشر في حوائجك .
|
|
| |
هدى مؤسس المنتدى
الدولة : عدد الرسائل : 37170 تاريخ التسجيل : 06/12/2007 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الإثنين 5 أغسطس 2013 - 17:00 | |
| |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الإثنين 5 أغسطس 2013 - 19:47 | |
| |
|
| |
ابتسام كرموسه القيثارة الفضية
الدولة : العمر : 44 عدد الرسائل : 8325 تاريخ التسجيل : 31/03/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الإثنين 5 أغسطس 2013 - 21:57 | |
| |
|
| |
hnoo القيثارة الماسية
الدولة : العمر : 40 عدد الرسائل : 15106 تاريخ التسجيل : 14/10/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الإثنين 5 أغسطس 2013 - 23:07 | |
| تسلم ايدك ارض الجنتين موضوع مميز وقيم اصبح موسوعه راااائعه بارك الله فكي اخي الغالي
|
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 11:05 | |
| - هدى كتب:
- ربنا يسعدك ياغالي للمعلومات القيمة
اللهم آمين يارب وأنت كمان يا ست الكل ربنا يسعدك ويحفظك ,, وشكرآ لمرورك العطر ياغاليه |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 11:06 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 11:07 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 11:08 | |
| - hnoo كتب:
- تسلم ايدك ارض الجنتين موضوع مميز وقيم اصبح موسوعه راااائعه بارك الله فكي اخي الغالي
يعطيك العافيه هنو وشكرآ لمرورك ياغاليه |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 11:13 | |
| قصة سيدنا يحيى عليه السلام في القرآن
قصة يحيى عليه السلام على صلة وثيقة بقصة زكريا عليه السلام؛ إذ ذاك الشبل من هذا الأسد، وقد ذكر القرآن الحديث عن يحيى في الحديث عن أبيه زكريا عليهما السلام.
كان يحيى عليه السلام غلاماً ذكياً، أحكم الله عقله، وآتاه الحكم صبياً، عاشقاً للعبادة، عاكفاً في محراب العلم، محصياً لمسائل التوراة، مستجلياً لغوامضها، محيطاً بأصولها وفروعها، فيصلاً في أحكامها، قاضياً في معقولها، قوَّالاً في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يهاب صولة عاتٍ ظالم.
وقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن زكريا, قلنا: يا رسول الله! ومن أين ذاك؟ قال: أما سمعتم الله كيف وصفه في القرآن, فقال: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا} (مريم:12), فقرأ حتى بلغ: {وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، لم يعمل سيئة قط, ولم يهم بها. رواه الطبراني في الكبير والبزار.
ورد اسم النبي (يحيى) عليه السلام في القرآن الكريم ستَّ مرات، وجاء ذكره في أربع سور قرآنية: آل عمران، الأنعام، مريم، الأنبياء. وجاء الحديث الرئيس عنه في سورة مريم عليها السلام. وها نحن نتتبع ما حدثنا القرآن عنه من صفات وأخبار:
البداية في بشارة زكريا بولادة يحيى عليهما السلام، بعد أن بلغ من الكبر عتياً، ويأس من نعمة الولد، يقول تعالى: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} (مريم:3)، ففضلاً عن هذه البشارة الخارقة للعادة، وما تحمله من سرور وغبطة، فقد دلت الآية الكريمة على أن هذه التسمية إنما هي من الله تعالى، ولم تكن من زكريا ولا من غيره، وفي هذا تشريف له وتكريم.
ثم بعد هذه البشارة الخارقة والتشريف الفائق، يتوجه الخطاب القرآني مباشرة إلى يحيى عليه السلام، وذلك قوله سبحانه: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} (مريم:12-15).
فأمر سبحانه نبيه يحيى عليه السلام بأن يأخذ الكتاب - والمراد التوراة - بجد واجتهاد، وتفهم لمعناه على الوجه الصحيح، وتطبيق ما اشتمل عليه من أحكام وآداب؛ فإن بركة العلم في العمل، وإن القوة في العمل.
ثم يمضي الخبر القرآني بتقرير بعضاً من الصفات التي منَّ الله بها على نبيه يحيى عليه السلام، وأول هذه الصفات الممنوحة فهم الكتاب، والعمل بأحكامه، وهو في سن الصبا. روى أبو نعيم، وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أُعطي الفهم والعبادة، وهو ابن سبع سنين. وجاء في رواية أخرى عنه أيضاً: قال الغلمان لـ يحيي بن زكريا عليهما السلام: اذهب بنا نلعب، فقال: أللعب خُلقنا، اذهبوا نصلي. فالمراد بـ {الحكم} في الآية: العلم النافع مع العمل به، وذلك عن طريق حفظ التوراة، وفهمها، وتطبيق أحكامها.
وثاني الصفات التي منحها سبحانه نبيه يحيى عليه السلام صفة الرحمة، حيث جعل في قلبه رحمة يعطف بها على غيره، ومنحه أيضاً طهارة في النفس، أبعدته عن ارتكاب ما نهى الله عنه، وجعلته سباقاً لفعل الخير، فكان مطيعاً لله في كل ما أمره به، وتاركاً لكل ما نهاه عنه، وجعله كثير البر بوالديه، والإحسان إليهما، وفوق ذلك، لم يكن مستكبراً متعالياً مغروراً، ولم يكن صاحب معصية ومخالفة لأمر ربه.
ويخبرنا سبحانه أيضاً عن مزيد من صفات نبيه يحيى عليه السلام بقوله: {مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، تضمنت هذه الآية أربع صفات أُخر للنبي يحيى عليه السلام:
أول هذه الصفات أنه كان {مصدقا بكلمة من الله}، أي: أنه كان مصدقاً بأن عيسى عليه السلام رسول من الله، فالمراد بـ (كلمة الله) عيسى على ما ذهب إليه جمهور المفسرين؛ لأنه كان يسمى بذلك. والمعنى: أن يحيى عليه السلام كان مصدقاً بعيسى عليه السلام، ومؤمناً بأنه {رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} (النساء:171) ومن صفات يحيى عليه السلام، أنه سيكون سيداً، أي: يفوق غيره في الشرف والتقوى، وعفة النفس، بأن يكون مالكاً لزمامها، ومسيطراً على أهوائها وشهواتها.
وثالث الصفات أنه كان حصوراً، بمعنى: أنه سيكون حابساً نفسه عن الشهوات، معصوماً عن إتيان الفواحش والمنكرات.
أما رابع الصفات وذروة سنامها، فهي أنه سيكون نبياً صالحاً. وهذه الصفة بشارة ثانية لـ زكريا عليه السلام، بأن ابنه سيكون نبيًّا من الأنبياء، الذين اصطفاهم الله؛ لتبليغ رسالته إلى الناس، ونشر دعوته.
ثم أخبر سبحانه بعد هذه الأوصاف الجميلة عن جزاء يحيى عليه السلام على فعاله النبيلة وخصاله الحميدة، بأن الله كتب له الأمن والأمان يوم ولادته، ويوم وفاته، ويوم بعثه. قال سفيان بن عيينة: أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد، فيرى نفسه خارجاً مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يبعث، فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه في هذه الأحوال الثلاثة.
وذكر بعض التفاسير قصة مقتل يحيى عليه السلام، من ذلك ما رواه الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا، في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس، قال: فكان فيما نهاهم عنه، نكاح ابنة الأخ، قال: وكانت لملكهم ابنة أخ تعجبه، يريد أن يتزوجها، وكانت لها كل يوم حاجة يقضيها؛ فلما بلغ ذلك أمها، قالت لها: إذا دخلتي على الملك، فسألك حاجتك، فقولي: حاجتي أن تذبح لي يحيى بن زكريا؛ فلما دخلت عليه، سألها حاجتها، فقالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا، فقال: سلي غير هذا! فقالت: ما أسألك إلا هذا، قال: فلما أبت عليه، دعا يحيى، ودعا بطست فذبحه، فبدرت قطرة من دمه على الأرض، فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر عليهم، فجاءته عجوز من بني إسرائيل، فدلته على ذلك الدم، قال: فألقى الله في نفسه، أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل سبعين ألفاً منهم، فسكن. قال الشوكاني: وقصة قتله مستوفاة في الإنجيل، واسمه فيه يوحنا، قتله ملك من ملوكهم بسبب امرأة حملته على قتله. |
|
| |
هدى مؤسس المنتدى
الدولة : عدد الرسائل : 37170 تاريخ التسجيل : 06/12/2007 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 16:20 | |
| |
|
| |
انطوانيت عاشقة شادية رقم واحد
الدولة : عدد الرسائل : 61427 تاريخ التسجيل : 11/11/2009 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 20:33 | |
| |
|
| |
ميرنا القيثارة الفضية
الدولة : العمر : 35 عدد الرسائل : 6163 تاريخ التسجيل : 11/07/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 21:57 | |
| |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 22:55 | |
| - هدى كتب:
- تسلم ايدك ياغالي للموضوع القيم الف شكر لك
يسلم لي حضورك بصفحاتي يا ست الكل شكرآ لك |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 22:57 | |
| - انطوانيت كتب:
- تسلم ايدك ارض الجنتين قصص قيمة جدا
أسعدتينا بمرورك ياغاليه شكرآ لك إنطوانيت |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 22:58 | |
| |
|
| |
hnoo القيثارة الماسية
الدولة : العمر : 40 عدد الرسائل : 15106 تاريخ التسجيل : 14/10/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الثلاثاء 6 أغسطس 2013 - 23:20 | |
| - أرض الجنتين كتب:
قصة سيدنا يحيى عليه السلام في القرآن
قصة يحيى عليه السلام على صلة وثيقة بقصة زكريا عليه السلام؛ إذ ذاك الشبل من هذا الأسد، وقد ذكر القرآن الحديث عن يحيى في الحديث عن أبيه زكريا عليهما السلام.
كان يحيى عليه السلام غلاماً ذكياً، أحكم الله عقله، وآتاه الحكم صبياً، عاشقاً للعبادة، عاكفاً في محراب العلم، محصياً لمسائل التوراة، مستجلياً لغوامضها، محيطاً بأصولها وفروعها، فيصلاً في أحكامها، قاضياً في معقولها، قوَّالاً في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يهاب صولة عاتٍ ظالم.
وقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن زكريا, قلنا: يا رسول الله! ومن أين ذاك؟ قال: أما سمعتم الله كيف وصفه في القرآن, فقال: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا} (مريم:12), فقرأ حتى بلغ: {وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، لم يعمل سيئة قط, ولم يهم بها. رواه الطبراني في الكبير والبزار.
ورد اسم النبي (يحيى) عليه السلام في القرآن الكريم ستَّ مرات، وجاء ذكره في أربع سور قرآنية: آل عمران، الأنعام، مريم، الأنبياء. وجاء الحديث الرئيس عنه في سورة مريم عليها السلام. وها نحن نتتبع ما حدثنا القرآن عنه من صفات وأخبار:
البداية في بشارة زكريا بولادة يحيى عليهما السلام، بعد أن بلغ من الكبر عتياً، ويأس من نعمة الولد، يقول تعالى: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} (مريم:3)، ففضلاً عن هذه البشارة الخارقة للعادة، وما تحمله من سرور وغبطة، فقد دلت الآية الكريمة على أن هذه التسمية إنما هي من الله تعالى، ولم تكن من زكريا ولا من غيره، وفي هذا تشريف له وتكريم.
ثم بعد هذه البشارة الخارقة والتشريف الفائق، يتوجه الخطاب القرآني مباشرة إلى يحيى عليه السلام، وذلك قوله سبحانه: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} (مريم:12-15).
فأمر سبحانه نبيه يحيى عليه السلام بأن يأخذ الكتاب - والمراد التوراة - بجد واجتهاد، وتفهم لمعناه على الوجه الصحيح، وتطبيق ما اشتمل عليه من أحكام وآداب؛ فإن بركة العلم في العمل، وإن القوة في العمل.
ثم يمضي الخبر القرآني بتقرير بعضاً من الصفات التي منَّ الله بها على نبيه يحيى عليه السلام، وأول هذه الصفات الممنوحة فهم الكتاب، والعمل بأحكامه، وهو في سن الصبا. روى أبو نعيم، وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أُعطي الفهم والعبادة، وهو ابن سبع سنين. وجاء في رواية أخرى عنه أيضاً: قال الغلمان لـ يحيي بن زكريا عليهما السلام: اذهب بنا نلعب، فقال: أللعب خُلقنا، اذهبوا نصلي. فالمراد بـ {الحكم} في الآية: العلم النافع مع العمل به، وذلك عن طريق حفظ التوراة، وفهمها، وتطبيق أحكامها.
وثاني الصفات التي منحها سبحانه نبيه يحيى عليه السلام صفة الرحمة، حيث جعل في قلبه رحمة يعطف بها على غيره، ومنحه أيضاً طهارة في النفس، أبعدته عن ارتكاب ما نهى الله عنه، وجعلته سباقاً لفعل الخير، فكان مطيعاً لله في كل ما أمره به، وتاركاً لكل ما نهاه عنه، وجعله كثير البر بوالديه، والإحسان إليهما، وفوق ذلك، لم يكن مستكبراً متعالياً مغروراً، ولم يكن صاحب معصية ومخالفة لأمر ربه.
ويخبرنا سبحانه أيضاً عن مزيد من صفات نبيه يحيى عليه السلام بقوله: {مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، تضمنت هذه الآية أربع صفات أُخر للنبي يحيى عليه السلام:
أول هذه الصفات أنه كان {مصدقا بكلمة من الله}، أي: أنه كان مصدقاً بأن عيسى عليه السلام رسول من الله، فالمراد بـ (كلمة الله) عيسى على ما ذهب إليه جمهور المفسرين؛ لأنه كان يسمى بذلك. والمعنى: أن يحيى عليه السلام كان مصدقاً بعيسى عليه السلام، ومؤمناً بأنه {رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} (النساء:171) ومن صفات يحيى عليه السلام، أنه سيكون سيداً، أي: يفوق غيره في الشرف والتقوى، وعفة النفس، بأن يكون مالكاً لزمامها، ومسيطراً على أهوائها وشهواتها.
وثالث الصفات أنه كان حصوراً، بمعنى: أنه سيكون حابساً نفسه عن الشهوات، معصوماً عن إتيان الفواحش والمنكرات.
أما رابع الصفات وذروة سنامها، فهي أنه سيكون نبياً صالحاً. وهذه الصفة بشارة ثانية لـ زكريا عليه السلام، بأن ابنه سيكون نبيًّا من الأنبياء، الذين اصطفاهم الله؛ لتبليغ رسالته إلى الناس، ونشر دعوته.
ثم أخبر سبحانه بعد هذه الأوصاف الجميلة عن جزاء يحيى عليه السلام على فعاله النبيلة وخصاله الحميدة، بأن الله كتب له الأمن والأمان يوم ولادته، ويوم وفاته، ويوم بعثه. قال سفيان بن عيينة: أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد، فيرى نفسه خارجاً مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يبعث، فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه في هذه الأحوال الثلاثة.
وذكر بعض التفاسير قصة مقتل يحيى عليه السلام، من ذلك ما رواه الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا، في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس، قال: فكان فيما نهاهم عنه، نكاح ابنة الأخ، قال: وكانت لملكهم ابنة أخ تعجبه، يريد أن يتزوجها، وكانت لها كل يوم حاجة يقضيها؛ فلما بلغ ذلك أمها، قالت لها: إذا دخلتي على الملك، فسألك حاجتك، فقولي: حاجتي أن تذبح لي يحيى بن زكريا؛ فلما دخلت عليه، سألها حاجتها، فقالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا، فقال: سلي غير هذا! فقالت: ما أسألك إلا هذا، قال: فلما أبت عليه، دعا يحيى، ودعا بطست فذبحه، فبدرت قطرة من دمه على الأرض، فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر عليهم، فجاءته عجوز من بني إسرائيل، فدلته على ذلك الدم، قال: فألقى الله في نفسه، أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل سبعين ألفاً منهم، فسكن. قال الشوكاني: وقصة قتله مستوفاة في الإنجيل، واسمه فيه يوحنا، قتله ملك من ملوكهم بسبب امرأة حملته على قتله. راااائع ارض الجنتين القصه كامله كاسبقتهاا ووتوضيح دقيق مجهووود جميل منك اخلصت واحسنت في ما قدمت جزالك الله خير سلمت يدااكي اخي الغالي |
|
| |
شمس العراق القيثارة الذهبية
الدولة : عدد الرسائل : 11086 تاريخ التسجيل : 16/06/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الأربعاء 7 أغسطس 2013 - 0:33 | |
| |
|
| |
نور الحياة شاكر المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 51922 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 المزاج : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الأربعاء 7 أغسطس 2013 - 2:32 | |
| - أرض الجنتين كتب:
قصة سيدنا يحيى عليه السلام في القرآن
قصة يحيى عليه السلام على صلة وثيقة بقصة زكريا عليه السلام؛ إذ ذاك الشبل من هذا الأسد، وقد ذكر القرآن الحديث عن يحيى في الحديث عن أبيه زكريا عليهما السلام.
كان يحيى عليه السلام غلاماً ذكياً، أحكم الله عقله، وآتاه الحكم صبياً، عاشقاً للعبادة، عاكفاً في محراب العلم، محصياً لمسائل التوراة، مستجلياً لغوامضها، محيطاً بأصولها وفروعها، فيصلاً في أحكامها، قاضياً في معقولها، قوَّالاً في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يهاب صولة عاتٍ ظالم.
وقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن زكريا, قلنا: يا رسول الله! ومن أين ذاك؟ قال: أما سمعتم الله كيف وصفه في القرآن, فقال: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا} (مريم:12), فقرأ حتى بلغ: {وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، لم يعمل سيئة قط, ولم يهم بها. رواه الطبراني في الكبير والبزار.
ورد اسم النبي (يحيى) عليه السلام في القرآن الكريم ستَّ مرات، وجاء ذكره في أربع سور قرآنية: آل عمران، الأنعام، مريم، الأنبياء. وجاء الحديث الرئيس عنه في سورة مريم عليها السلام. وها نحن نتتبع ما حدثنا القرآن عنه من صفات وأخبار:
البداية في بشارة زكريا بولادة يحيى عليهما السلام، بعد أن بلغ من الكبر عتياً، ويأس من نعمة الولد، يقول تعالى: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} (مريم:3)، ففضلاً عن هذه البشارة الخارقة للعادة، وما تحمله من سرور وغبطة، فقد دلت الآية الكريمة على أن هذه التسمية إنما هي من الله تعالى، ولم تكن من زكريا ولا من غيره، وفي هذا تشريف له وتكريم.
ثم بعد هذه البشارة الخارقة والتشريف الفائق، يتوجه الخطاب القرآني مباشرة إلى يحيى عليه السلام، وذلك قوله سبحانه: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} (مريم:12-15).
فأمر سبحانه نبيه يحيى عليه السلام بأن يأخذ الكتاب - والمراد التوراة - بجد واجتهاد، وتفهم لمعناه على الوجه الصحيح، وتطبيق ما اشتمل عليه من أحكام وآداب؛ فإن بركة العلم في العمل، وإن القوة في العمل.
ثم يمضي الخبر القرآني بتقرير بعضاً من الصفات التي منَّ الله بها على نبيه يحيى عليه السلام، وأول هذه الصفات الممنوحة فهم الكتاب، والعمل بأحكامه، وهو في سن الصبا. روى أبو نعيم، وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أُعطي الفهم والعبادة، وهو ابن سبع سنين. وجاء في رواية أخرى عنه أيضاً: قال الغلمان لـ يحيي بن زكريا عليهما السلام: اذهب بنا نلعب، فقال: أللعب خُلقنا، اذهبوا نصلي. فالمراد بـ {الحكم} في الآية: العلم النافع مع العمل به، وذلك عن طريق حفظ التوراة، وفهمها، وتطبيق أحكامها.
وثاني الصفات التي منحها سبحانه نبيه يحيى عليه السلام صفة الرحمة، حيث جعل في قلبه رحمة يعطف بها على غيره، ومنحه أيضاً طهارة في النفس، أبعدته عن ارتكاب ما نهى الله عنه، وجعلته سباقاً لفعل الخير، فكان مطيعاً لله في كل ما أمره به، وتاركاً لكل ما نهاه عنه، وجعله كثير البر بوالديه، والإحسان إليهما، وفوق ذلك، لم يكن مستكبراً متعالياً مغروراً، ولم يكن صاحب معصية ومخالفة لأمر ربه.
ويخبرنا سبحانه أيضاً عن مزيد من صفات نبيه يحيى عليه السلام بقوله: {مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، تضمنت هذه الآية أربع صفات أُخر للنبي يحيى عليه السلام:
أول هذه الصفات أنه كان {مصدقا بكلمة من الله}، أي: أنه كان مصدقاً بأن عيسى عليه السلام رسول من الله، فالمراد بـ (كلمة الله) عيسى على ما ذهب إليه جمهور المفسرين؛ لأنه كان يسمى بذلك. والمعنى: أن يحيى عليه السلام كان مصدقاً بعيسى عليه السلام، ومؤمناً بأنه {رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} (النساء:171) ومن صفات يحيى عليه السلام، أنه سيكون سيداً، أي: يفوق غيره في الشرف والتقوى، وعفة النفس، بأن يكون مالكاً لزمامها، ومسيطراً على أهوائها وشهواتها.
وثالث الصفات أنه كان حصوراً، بمعنى: أنه سيكون حابساً نفسه عن الشهوات، معصوماً عن إتيان الفواحش والمنكرات.
أما رابع الصفات وذروة سنامها، فهي أنه سيكون نبياً صالحاً. وهذه الصفة بشارة ثانية لـ زكريا عليه السلام، بأن ابنه سيكون نبيًّا من الأنبياء، الذين اصطفاهم الله؛ لتبليغ رسالته إلى الناس، ونشر دعوته.
ثم أخبر سبحانه بعد هذه الأوصاف الجميلة عن جزاء يحيى عليه السلام على فعاله النبيلة وخصاله الحميدة، بأن الله كتب له الأمن والأمان يوم ولادته، ويوم وفاته، ويوم بعثه. قال سفيان بن عيينة: أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد، فيرى نفسه خارجاً مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يبعث، فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه في هذه الأحوال الثلاثة.
وذكر بعض التفاسير قصة مقتل يحيى عليه السلام، من ذلك ما رواه الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا، في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس، قال: فكان فيما نهاهم عنه، نكاح ابنة الأخ، قال: وكانت لملكهم ابنة أخ تعجبه، يريد أن يتزوجها، وكانت لها كل يوم حاجة يقضيها؛ فلما بلغ ذلك أمها، قالت لها: إذا دخلتي على الملك، فسألك حاجتك، فقولي: حاجتي أن تذبح لي يحيى بن زكريا؛ فلما دخلت عليه، سألها حاجتها، فقالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا، فقال: سلي غير هذا! فقالت: ما أسألك إلا هذا، قال: فلما أبت عليه، دعا يحيى، ودعا بطست فذبحه، فبدرت قطرة من دمه على الأرض، فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر عليهم، فجاءته عجوز من بني إسرائيل، فدلته على ذلك الدم، قال: فألقى الله في نفسه، أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل سبعين ألفاً منهم، فسكن. قال الشوكاني: وقصة قتله مستوفاة في الإنجيل، واسمه فيه يوحنا، قتله ملك من ملوكهم بسبب امرأة حملته على قتله. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الأربعاء 7 أغسطس 2013 - 13:37 | |
| - hnoo كتب:
- أرض الجنتين كتب:
قصة سيدنا يحيى عليه السلام في القرآن
قصة يحيى عليه السلام على صلة وثيقة بقصة زكريا عليه السلام؛ إذ ذاك الشبل من هذا الأسد، وقد ذكر القرآن الحديث عن يحيى في الحديث عن أبيه زكريا عليهما السلام.
كان يحيى عليه السلام غلاماً ذكياً، أحكم الله عقله، وآتاه الحكم صبياً، عاشقاً للعبادة، عاكفاً في محراب العلم، محصياً لمسائل التوراة، مستجلياً لغوامضها، محيطاً بأصولها وفروعها، فيصلاً في أحكامها، قاضياً في معقولها، قوَّالاً في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يهاب صولة عاتٍ ظالم.
وقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن زكريا, قلنا: يا رسول الله! ومن أين ذاك؟ قال: أما سمعتم الله كيف وصفه في القرآن, فقال: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا} (مريم:12), فقرأ حتى بلغ: {وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، لم يعمل سيئة قط, ولم يهم بها. رواه الطبراني في الكبير والبزار.
ورد اسم النبي (يحيى) عليه السلام في القرآن الكريم ستَّ مرات، وجاء ذكره في أربع سور قرآنية: آل عمران، الأنعام، مريم، الأنبياء. وجاء الحديث الرئيس عنه في سورة مريم عليها السلام. وها نحن نتتبع ما حدثنا القرآن عنه من صفات وأخبار:
البداية في بشارة زكريا بولادة يحيى عليهما السلام، بعد أن بلغ من الكبر عتياً، ويأس من نعمة الولد، يقول تعالى: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} (مريم:3)، ففضلاً عن هذه البشارة الخارقة للعادة، وما تحمله من سرور وغبطة، فقد دلت الآية الكريمة على أن هذه التسمية إنما هي من الله تعالى، ولم تكن من زكريا ولا من غيره، وفي هذا تشريف له وتكريم.
ثم بعد هذه البشارة الخارقة والتشريف الفائق، يتوجه الخطاب القرآني مباشرة إلى يحيى عليه السلام، وذلك قوله سبحانه: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} (مريم:12-15).
فأمر سبحانه نبيه يحيى عليه السلام بأن يأخذ الكتاب - والمراد التوراة - بجد واجتهاد، وتفهم لمعناه على الوجه الصحيح، وتطبيق ما اشتمل عليه من أحكام وآداب؛ فإن بركة العلم في العمل، وإن القوة في العمل.
ثم يمضي الخبر القرآني بتقرير بعضاً من الصفات التي منَّ الله بها على نبيه يحيى عليه السلام، وأول هذه الصفات الممنوحة فهم الكتاب، والعمل بأحكامه، وهو في سن الصبا. روى أبو نعيم، وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أُعطي الفهم والعبادة، وهو ابن سبع سنين. وجاء في رواية أخرى عنه أيضاً: قال الغلمان لـ يحيي بن زكريا عليهما السلام: اذهب بنا نلعب، فقال: أللعب خُلقنا، اذهبوا نصلي. فالمراد بـ {الحكم} في الآية: العلم النافع مع العمل به، وذلك عن طريق حفظ التوراة، وفهمها، وتطبيق أحكامها.
وثاني الصفات التي منحها سبحانه نبيه يحيى عليه السلام صفة الرحمة، حيث جعل في قلبه رحمة يعطف بها على غيره، ومنحه أيضاً طهارة في النفس، أبعدته عن ارتكاب ما نهى الله عنه، وجعلته سباقاً لفعل الخير، فكان مطيعاً لله في كل ما أمره به، وتاركاً لكل ما نهاه عنه، وجعله كثير البر بوالديه، والإحسان إليهما، وفوق ذلك، لم يكن مستكبراً متعالياً مغروراً، ولم يكن صاحب معصية ومخالفة لأمر ربه.
ويخبرنا سبحانه أيضاً عن مزيد من صفات نبيه يحيى عليه السلام بقوله: {مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، تضمنت هذه الآية أربع صفات أُخر للنبي يحيى عليه السلام:
أول هذه الصفات أنه كان {مصدقا بكلمة من الله}، أي: أنه كان مصدقاً بأن عيسى عليه السلام رسول من الله، فالمراد بـ (كلمة الله) عيسى على ما ذهب إليه جمهور المفسرين؛ لأنه كان يسمى بذلك. والمعنى: أن يحيى عليه السلام كان مصدقاً بعيسى عليه السلام، ومؤمناً بأنه {رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} (النساء:171) ومن صفات يحيى عليه السلام، أنه سيكون سيداً، أي: يفوق غيره في الشرف والتقوى، وعفة النفس، بأن يكون مالكاً لزمامها، ومسيطراً على أهوائها وشهواتها.
وثالث الصفات أنه كان حصوراً، بمعنى: أنه سيكون حابساً نفسه عن الشهوات، معصوماً عن إتيان الفواحش والمنكرات.
أما رابع الصفات وذروة سنامها، فهي أنه سيكون نبياً صالحاً. وهذه الصفة بشارة ثانية لـ زكريا عليه السلام، بأن ابنه سيكون نبيًّا من الأنبياء، الذين اصطفاهم الله؛ لتبليغ رسالته إلى الناس، ونشر دعوته.
ثم أخبر سبحانه بعد هذه الأوصاف الجميلة عن جزاء يحيى عليه السلام على فعاله النبيلة وخصاله الحميدة، بأن الله كتب له الأمن والأمان يوم ولادته، ويوم وفاته، ويوم بعثه. قال سفيان بن عيينة: أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد، فيرى نفسه خارجاً مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يبعث، فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه في هذه الأحوال الثلاثة.
وذكر بعض التفاسير قصة مقتل يحيى عليه السلام، من ذلك ما رواه الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا، في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس، قال: فكان فيما نهاهم عنه، نكاح ابنة الأخ، قال: وكانت لملكهم ابنة أخ تعجبه، يريد أن يتزوجها، وكانت لها كل يوم حاجة يقضيها؛ فلما بلغ ذلك أمها، قالت لها: إذا دخلتي على الملك، فسألك حاجتك، فقولي: حاجتي أن تذبح لي يحيى بن زكريا؛ فلما دخلت عليه، سألها حاجتها، فقالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا، فقال: سلي غير هذا! فقالت: ما أسألك إلا هذا، قال: فلما أبت عليه، دعا يحيى، ودعا بطست فذبحه، فبدرت قطرة من دمه على الأرض، فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر عليهم، فجاءته عجوز من بني إسرائيل، فدلته على ذلك الدم، قال: فألقى الله في نفسه، أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل سبعين ألفاً منهم، فسكن. قال الشوكاني: وقصة قتله مستوفاة في الإنجيل، واسمه فيه يوحنا، قتله ملك من ملوكهم بسبب امرأة حملته على قتله.
راااائع ارض الجنتين القصه كامله كاسبقتهاا ووتوضيح دقيق مجهووود جميل منك اخلصت واحسنت في ما قدمت جزالك الله خير سلمت يدااكي اخي الغالي تسلمي لي هنو وأتمنى أكون قدمت شيئآ للأستفاده والمعرفه لنا جميعآ شكرآ لك ياغاليه ولمرورك العطر |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الأربعاء 7 أغسطس 2013 - 13:39 | |
| - شمس العراق كتب:
- موسوعة جميلة من قصص القران تسلم ايدك ارض الجنتين
شكرآ لك شمس وشكرآ لمرورك ياغاليه |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الأربعاء 7 أغسطس 2013 - 13:40 | |
| - نور الحياة شاكر كتب:
- أرض الجنتين كتب:
قصة سيدنا يحيى عليه السلام في القرآن
قصة يحيى عليه السلام على صلة وثيقة بقصة زكريا عليه السلام؛ إذ ذاك الشبل من هذا الأسد، وقد ذكر القرآن الحديث عن يحيى في الحديث عن أبيه زكريا عليهما السلام.
كان يحيى عليه السلام غلاماً ذكياً، أحكم الله عقله، وآتاه الحكم صبياً، عاشقاً للعبادة، عاكفاً في محراب العلم، محصياً لمسائل التوراة، مستجلياً لغوامضها، محيطاً بأصولها وفروعها، فيصلاً في أحكامها، قاضياً في معقولها، قوَّالاً في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يهاب صولة عاتٍ ظالم.
وقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن زكريا, قلنا: يا رسول الله! ومن أين ذاك؟ قال: أما سمعتم الله كيف وصفه في القرآن, فقال: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا} (مريم:12), فقرأ حتى بلغ: {وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، لم يعمل سيئة قط, ولم يهم بها. رواه الطبراني في الكبير والبزار.
ورد اسم النبي (يحيى) عليه السلام في القرآن الكريم ستَّ مرات، وجاء ذكره في أربع سور قرآنية: آل عمران، الأنعام، مريم، الأنبياء. وجاء الحديث الرئيس عنه في سورة مريم عليها السلام. وها نحن نتتبع ما حدثنا القرآن عنه من صفات وأخبار:
البداية في بشارة زكريا بولادة يحيى عليهما السلام، بعد أن بلغ من الكبر عتياً، ويأس من نعمة الولد، يقول تعالى: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} (مريم:3)، ففضلاً عن هذه البشارة الخارقة للعادة، وما تحمله من سرور وغبطة، فقد دلت الآية الكريمة على أن هذه التسمية إنما هي من الله تعالى، ولم تكن من زكريا ولا من غيره، وفي هذا تشريف له وتكريم.
ثم بعد هذه البشارة الخارقة والتشريف الفائق، يتوجه الخطاب القرآني مباشرة إلى يحيى عليه السلام، وذلك قوله سبحانه: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} (مريم:12-15).
فأمر سبحانه نبيه يحيى عليه السلام بأن يأخذ الكتاب - والمراد التوراة - بجد واجتهاد، وتفهم لمعناه على الوجه الصحيح، وتطبيق ما اشتمل عليه من أحكام وآداب؛ فإن بركة العلم في العمل، وإن القوة في العمل.
ثم يمضي الخبر القرآني بتقرير بعضاً من الصفات التي منَّ الله بها على نبيه يحيى عليه السلام، وأول هذه الصفات الممنوحة فهم الكتاب، والعمل بأحكامه، وهو في سن الصبا. روى أبو نعيم، وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أُعطي الفهم والعبادة، وهو ابن سبع سنين. وجاء في رواية أخرى عنه أيضاً: قال الغلمان لـ يحيي بن زكريا عليهما السلام: اذهب بنا نلعب، فقال: أللعب خُلقنا، اذهبوا نصلي. فالمراد بـ {الحكم} في الآية: العلم النافع مع العمل به، وذلك عن طريق حفظ التوراة، وفهمها، وتطبيق أحكامها.
وثاني الصفات التي منحها سبحانه نبيه يحيى عليه السلام صفة الرحمة، حيث جعل في قلبه رحمة يعطف بها على غيره، ومنحه أيضاً طهارة في النفس، أبعدته عن ارتكاب ما نهى الله عنه، وجعلته سباقاً لفعل الخير، فكان مطيعاً لله في كل ما أمره به، وتاركاً لكل ما نهاه عنه، وجعله كثير البر بوالديه، والإحسان إليهما، وفوق ذلك، لم يكن مستكبراً متعالياً مغروراً، ولم يكن صاحب معصية ومخالفة لأمر ربه.
ويخبرنا سبحانه أيضاً عن مزيد من صفات نبيه يحيى عليه السلام بقوله: {مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، تضمنت هذه الآية أربع صفات أُخر للنبي يحيى عليه السلام:
أول هذه الصفات أنه كان {مصدقا بكلمة من الله}، أي: أنه كان مصدقاً بأن عيسى عليه السلام رسول من الله، فالمراد بـ (كلمة الله) عيسى على ما ذهب إليه جمهور المفسرين؛ لأنه كان يسمى بذلك. والمعنى: أن يحيى عليه السلام كان مصدقاً بعيسى عليه السلام، ومؤمناً بأنه {رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} (النساء:171) ومن صفات يحيى عليه السلام، أنه سيكون سيداً، أي: يفوق غيره في الشرف والتقوى، وعفة النفس، بأن يكون مالكاً لزمامها، ومسيطراً على أهوائها وشهواتها.
وثالث الصفات أنه كان حصوراً، بمعنى: أنه سيكون حابساً نفسه عن الشهوات، معصوماً عن إتيان الفواحش والمنكرات.
أما رابع الصفات وذروة سنامها، فهي أنه سيكون نبياً صالحاً. وهذه الصفة بشارة ثانية لـ زكريا عليه السلام، بأن ابنه سيكون نبيًّا من الأنبياء، الذين اصطفاهم الله؛ لتبليغ رسالته إلى الناس، ونشر دعوته.
ثم أخبر سبحانه بعد هذه الأوصاف الجميلة عن جزاء يحيى عليه السلام على فعاله النبيلة وخصاله الحميدة، بأن الله كتب له الأمن والأمان يوم ولادته، ويوم وفاته، ويوم بعثه. قال سفيان بن عيينة: أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد، فيرى نفسه خارجاً مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يبعث، فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه في هذه الأحوال الثلاثة.
وذكر بعض التفاسير قصة مقتل يحيى عليه السلام، من ذلك ما رواه الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا، في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس، قال: فكان فيما نهاهم عنه، نكاح ابنة الأخ، قال: وكانت لملكهم ابنة أخ تعجبه، يريد أن يتزوجها، وكانت لها كل يوم حاجة يقضيها؛ فلما بلغ ذلك أمها، قالت لها: إذا دخلتي على الملك، فسألك حاجتك، فقولي: حاجتي أن تذبح لي يحيى بن زكريا؛ فلما دخلت عليه، سألها حاجتها، فقالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا، فقال: سلي غير هذا! فقالت: ما أسألك إلا هذا، قال: فلما أبت عليه، دعا يحيى، ودعا بطست فذبحه، فبدرت قطرة من دمه على الأرض، فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر عليهم، فجاءته عجوز من بني إسرائيل، فدلته على ذلك الدم، قال: فألقى الله في نفسه، أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل سبعين ألفاً منهم، فسكن. قال الشوكاني: وقصة قتله مستوفاة في الإنجيل، واسمه فيه يوحنا، قتله ملك من ملوكهم بسبب امرأة حملته على قتله. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نوووووووور اشتقنا لك يا نور وأشتقت لتواجدك بصفحاتي ياغاليه ,, تسلمي لي ويسلم لي مرورك العطر |
|
| |
أرض الجنتين النجم المتألق
الدولة : عدد الرسائل : 39299 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الأربعاء 7 أغسطس 2013 - 13:44 | |
| قصة النبي إلياس في القرآن الكريم
إلياس نبي من أنبياء بني إسرائيل، وهو إلياس بن ياسين، من ولد هارون أخي موسى عليهم السلام. ويعرف في كتب الإسرائيليين باسم (إيليا). وقد روى الطبري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: إلياس هو إدريس.
وقد ذُكر النبي إلياس عليه السلام في القرآن الكريم في موضعين:
الأول: ذُكر ضمن حديث القرآن الكريم عن جملة من الأنبياء، وذلك قوله سبحانه: {وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين} (الأنعام:85).
الثاني: ذُكرت فيه قصته، وذلك قوله تعالى: {وإن إلياس لمن المرسلين * إذ قال لقومه ألا تتقون * أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين * فكذبوه فإنهم لمحضرون * إلا عباد الله المخلصين * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين} (الصافات:123-132).
حاصل القصة
وحاصل قصة هذا النبي عليه السلام أن الله سبحانه بعثه في بني إسرائيل بعد النبي حزقيل عليه السلام، وكانوا قد عبدوا صنماً يقال له: (بعل)، فدعاهم إلى الله، ونهاهم عن عبادة ما سواه. وكان قد آمن به ملكهم، ثم ارتد، واستمروا على ضلالتهم، ولم يؤمن به منهم أحد. فدعا الله عليهم. فحبس عنهم المطر ثلاث سنين، ثم سألوه أن يكشف ذلك عنهم، ووعدوه الإيمان به، إن هم أصابهم المطر. فدعا الله لهم، فجاءهم الغيث، فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر، فسأل الله أن يقبضه إليه. وكان قد نشأ على يديه (اليسع بن أخطوب) عليه السلام، فأمر إلياس أن يذهب إلى مكان كذا وكذا، فأي شيء جاءه فليركبه، ولا يهبه، فجاءته فرس من نار، فركب، وألبسه الله النور، وكساه الريش، وكان يطير مع الملائكة ملكاً إنسيًّا، سماويًّا أرضيًّا.
هذه قصة النبي إلياس عليه السلام، رواها ابن كثير عن وهب بن منبه مختصرة، ورواها الطبري بسياق أطول. وقد عقب ابن كثير عليها بقوله: هكذا حكاه وهب عن أهل الكتاب، والله أعلم بصحته.
والذي ينبغي الاهتمام به في هذا الصدد، أنه سبحانه بعث نبيه إلياس إلى بني إسرائيل في فترة من الزمن، وكانوا يعبدون صنماً يقال له: {بعلا} - روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: {بعلا} يعني: رباً - فأنكر عليهم عبادة هذا الصنم، ودعاهم إلى عبادة الله وحده خالق كل شيء، وأخبرهم أنه ربهم ورب آبائهم الأولين، بيد أنهم لم يستجيبوا له فيما دعاهم إليه، ولم ينقادوا له فيما طلب منهم، فتوعدهم الله بعذاب يوم القيامة، ولم يذكر سبحانه لهم عقوبة دنيوية. وقد أخبر سبحانه أن الذين أخلصهم ومنَّ عليهم باتباع نبيهم مبعدون عن العذاب، وأن لهم من الله جزيل الثواب. وفي ختام القصة ذكر سبحانه إلياس عليه السلام بذكرٍ حسن على ما قام به من دعوة بني إسرائيل، وأخبر بأن له تحية من الله، ومن عباده عليه، وأثنى عليه كما أثنى على إخوانه النبيين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
هذا ما يفيده نص القرآن الكريم بخصوص قصة هذا النبي عليه السلام، وما وراء ذلك من أخبار، فللنظر فيه مجال.
ما يستفاد من هذه القصة
قصة النبي إلياس عليه كباقي قصص القرآن الكريم، لم يذكرها سبحانه بقصد الإخبار والقصِّ التاريخي، وإنما ذكرها بقصد الاعتبار والاتعاظ، والتحذير مما وقع على الأمم والأقوام السابقين، الذين خالفوا شرع الله، وأعرضوا عن الهدى الذي جاءتهم به الرسل والأنبياء. وعلى الجملة، يستفاد من قصة إلياس عليه السلام العبر التالية:
أولاً: سيقت قصة النبي إلياس في سورة الصافات ضمن عدد من قصص الأنبياء، بغرض تسلية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مما كان يلاقيه من قومه، وحملت إنذاراً وتهديداً لكفار قريش، أن عاقبتهم إذا استمروا على كفرهم وإعراضهم العذابُ، وذلك وفق ما جرت عليه سنة الله في مواعدة المعرضين عن ذكره. فالقصة سيقت مساق التحذير والوعيد.
ثانياً: تُذَكِّرُ هذه القصة الناس بأن من أصول الدين أنه لا رب لهم إلا الله، وهذا أول أصول الدين، فالله سبحانه رب آبائهم، فإن آباءهم لم يعبدوا غير الله من عهد آدم عليه السلام، حيث كانوا على دين الفطرة، ولم يطرأ الكفر والشرك عليهم إلا فيما بعد.
ثالثاً: في قصة إلياس عليه السلام إخبار بأن الرسول عليه أداء الرسالة فحسب، ولا يلزم من ذلك أن يشاهد عقاب المكذبين لدعوته، ولا هلاكهم. وفي هذا رد على المشركين الذين قالوا: {متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} (يونس:48)، فإن هذا السؤال ظلم منهم، حيث طلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه ليس له من الأمر شيء، وإنما عليه البلاغ والبيان للناس، وأما حسابهم وإنزال العذاب عليهم فمن الله تعالى، ينزله عليهم إذا جاء الأجل الذي أجله ، والوقت الذي قدره، والموافق لحكمته الإلهية. فإذا جاء ذلك الوقت لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. وقد قال تعالى في هذا المعنى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: {فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون} (غافر:77).
والمتحصل من هذه القصة القرآنية، الدعوة إلى التمسك بعبادة الله الواحد الأحد، ونبذ ما سواه من المعبودين، سواء أكانوا حجراً أم بشراً. وإنذار المشركين بالله أن العذاب آتيهم لا محال، إن لم يأتهم عاجلاً، فهو بالتأكيد آتيهم أجلاً. {والله يقول الحق وهو يهدي السبيل} (الأحزاب:4). |
|
| |
ابتسام كرموسه القيثارة الفضية
الدولة : العمر : 44 عدد الرسائل : 8325 تاريخ التسجيل : 31/03/2012 المزاج : احترام القوانين : بطاقة عضوية :
| موضوع: رد: نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم الأربعاء 7 أغسطس 2013 - 18:37 | |
| |
|
| |
| نحن نقص عليكم أحلى القصص من القرآن الكريم | |
|