الحلقه 25 والحلقة 26 مدمجتين معاً بدأ فارس رحلة البحث عن حل يخرجه من هذه الورطة التي علق بها دون أي ذنب وهمه الاكبر ان يحتفظ بحبيبته "ام الجماجم"ياسمين مهما كلفه هذا من ثمن، ولكن من يستطيع ان يساعد فارس ؟...بحث فارس كثيرا وكان امله يخيب كلما اعتقد ان هناك من يفهم بشيء اسمه "اللعنة" وكان كالغريق الذي يتعلق بقشة ثم توجه ولكن بدون قناعة منه باتجاه احد الفتاحين في مدينة جنين وهو على يقين من انه لن يساعده بشيء وهذا ما حدث فعلا فقد كان "الفتاح" المشعوذ اغبى من ان يفهم بهذه الامور المعقدة ...ولكن فارس كان على استعداد لان يجرب أي شخص بالرغم من قناعته بسخافة هذه الامور وتوجه الى احد "السمره" وهوكاهن سامري في مدينة نابلس واوقف السيارة بعيدا عن بيت السامري وسار على قدميه خشية ان يرى السيارة احد ممن يعرفه بالصدفة ...دخل فارس بيت الكاهن وانتظر في الردهة قليلا ومن ثم دخل الغرفة المخصصة لهذا "الكاهن المشعوذ" تفحصه الكاهن بعينيه وقال له ..:
"اهلا وسهلا بك يا بني" ورد عليه فارس : اهلا وسهلا فيك " وبدأ الكاهن بالقاء محاضرته التي يكررها عشرات المرات في اليوم لعله بهذه الطريقة يستطيع ان يحدد علة الزبون والسبب الذي جاء من اجله والمتضمنة عبارات "الشفاء من الله" "ولكل داء دواء" ..و"ولاد الحرام كلهم" ...و..و....الخ...
اما فارس فقد التزم الصمت وهو يعلم انه امام "دجال مشعوذ" ولكن لعل وعسى.
اكمل الكاهن محاضرته وهو يترقب رد فعل فارس على ما يقول وقال له: "خير يا ابني بعون الله بقدر اساعدك"
فقال له فارس : جئت اسألك عن "اللعنة!!" ...
فرد الكاهن: "لعنة الله على الشيطان!!! قلي شو اسمك واسم امك "...فاخبره فارس بالاسماء واخذ الكاهن يكتب ويحسب وينظر في كتاب امامه وسأل فارس: "شو بتشعر بالضبط؟؟"
فرد فارس :الموضوع ليس بما اشعر او بما لا اشعر، الموضوع اني جئت اسألك عن لعنة القبور وخاصة اني سمعت ان اليهود هم اكثر الناس خبرة بهذه الامور ...ارتبك الكاهن قليلا واحتار فهو لم يفهم ماذا يقصد فارس وماذا يريد ولم يكن الكاهن يريد ان يبدو كالجاهل فقال له ..."نعم نحن نعرف بكل شيء ...وبعونه راح تلاقي الحل عنا والان احكي لي بالتفصبل ما هي المشكلة ...شعر فارس بأن الكاهن يراوغه وانه لا يفهم شيئا ...فقال له فارس بحزم لقد جئت ولا اريد ان اضيع وقتك وانا على استعداد لان ادفع لك... كل ما اريده هو معلومات عن لعنة القبور ..ما هي وكيف يتم الخلاص منها؟...ويبدو ان كلمة "الدفع" قد شجعت الكاهن الذي لا يعرف عما يتحدث فارس على أن يبدأ بالبحث في الكتب القديمة التي ورثها عن اجداده لعله يجد ما يقدمه لفارس من معلومات ليحصل بدلا منها على بعض النقود ...بدأ الكاهن بالبحث بين كتبه واستمر في البحث لاكثر من نصف ساعة حتى عاد الى فارس مبتسما وكأنه قد وجد ضالته في احد الكتب القديمة ...جلس وفتح الكتاب بعد ان نفض عنه طبقة من الغبار واخذ يقرأ ويترجم لفارس وقال : حسب ما ورد في كتبنا القديمة فان لعنة القبور يعود تاريخها الى الاف السنين وقد حدثت في المرة الاولى مع "بنات رفقة" حينما قرر الراب ان يدفنهن في بئر الزعق" في "اورشليم" وبعد عام تأكد ان الراب قد دفنهن ظلما ..وقد قام الراب بدفن نفسه حيا تكفيرا عن جرمه...ومنذ ذلك الوقت وفي كل عام يسمع الناس صراخا منبعثا من البئر بشكل مستمر ويعرف الناس ان بينهم ظالم ويقومون بتقديم القرابين بجانب البئر وانصاف المظلوم وابعاد الظالم حتى انه في ذلك الوقت لم يعد هناك احد يجرؤ على ظلم احد خوفا من "زعقات البئر" وقد سميت هذه اللعنة "بلعنة بنات رفقة"ولكن هذه اللعنة لا تصيب الا اليهود.
ارتسمت على شفتي فارس ابتسامة ساخرة فكل ما حكاه له هذا الكاهن السامري هي قصة من القصص القديمة المتعلقة بالتوراة والتي لا دخل لها بما يحدث مع فارس ...نظر الكاهن الى فارس وهو ينتظر منه ان يدفع له النقود مقابل قصته وفي هذه اللحظات ودون سابق انذار دخلت المقنعة السوداء "ام الجماجم" وجلست الى جانب فارس وتأبطت ذراعه ...فوجيء فارس برغم انه قد اعتاد على مفاجآت ياسمين الكثيرة...وتسمرت عينا الكاهن باتجاهها وهو لا يعرف ماذا يحدث وازداد ذهوله حينما لمح مفاجأة فارس من رؤية ياسمين التي تعشق ارباك من حولها بتصرفاتها ...اخذت ياسمين تميل على فارس بغنج ودلال ..وفارس يبتسم فهو يدرك ما ترمي اليه من حركاتها هذه وحاول ان يخرج من جو الارتباك رغم ان ملامح وجه الكاهن وعينيه المتسمرتين تجاه ياسمين تثير الضحك ..ياسمين لم تكن لتكتفي بما احدثته من ارباك وهذه بالنسبة لها فرصة لتتسلى قليلا ..فقالت بغنج موجهة كلامها للكاهن السامري ... كيف حالك يا كبيرنا.؟؟
فرد الكاهن مرتبكا: اهلا.... اهلا يا بنتي...!!
فقالت: ان شاء الله حليت مشكلة فارس يا كبيرنا..؟
نظر الكاهن الى فارس والى ام الجماجم المقنعة وحاول ان يمحو مظاهر الارباك عن وجهه فابتسم وقال: "اهلا وسهلا معرفتناش بحالك؟" ...
قاطعته ياسمين قائلة : ولو يا كبيرنا ما انت بتعرف كل شيء واكيد انت عارف اني مرته وحبيبته بس هو ما بحب يدخلني معاه عندك علشان بستحي يحكي معك عن مشكلته وانا موجودة. ونظرت ياسمين الى فارس ومالت برأسها المقنع بالخمار على كتف فارس وقالت : يا الله احكيلو يا فارس لا تستحي هو بقدر يساعدك يالله حبيبي احكيلو".
ابتسم فارس فهو لا يدري ما الذي تسعى اليه ياسمين ...اما الكاهن فوضع يده على خده ووجد نفسه مثل الاطرش في الزفة.
اما ياسمين فقد زادت من حدة الدلع وقالت مصطنعة الحياء والخجل : "يالله يا حبيبي فارس احكيلو طيب انا بحيكلو عنك بس لا تطلع علّي علشان ما اخجل ..شوف يا كبيرنا المشكلة انت عارفها ولازم تكون فهمتها وانت يا كبيرنا ابو المفهومية ..هلأ شو بتقدر تعطيه ..دوا او أي شيء علشان يعني ما انت فاهم شو بقصد؟."
رد الكاهن مستفزا وقد شعر ان ياسمين تسخر منه خاصة وان فارس كان يخفي ضحكته من كلام ياسمين : "لأ انا مش فاهم .. يا بتحكو بوضوح يا اذا سمحتو انا معنديش وقت" ..حاول فارس ان يتدخل حتى يلطف الاجواء ولكن ياسمين كانت اسرع منه فقالت: "يا كبيرنا والله بستحي احكيلك ...بس احنا متجوزين من زمان وما عندنا اولاد."
احمر وجه فارس ..وابتسم الكاهن وقال: "يعني ما بتخلف يا فارس ؟"...ردت ياسمين بسرعة حتى لا تعطي فارس فرصة الرد وقالت:
"المشكلة مش بس هيك يا كبيرنا المشكلة اكبر من ما انت فاهم ، بقي هو من مرة من مرة من يوم متجوزنا ولا شيء، كيف بدي افهمك اكثر من هيك ما انت فاهم ؟...نظر الكاهن الى فارس واخذ يبتسم وقال له:" متحكي هيك من اول يا ابني فش فيها عيب انا من اول كنت عارف مشكلتك بس كنت مستنيك لتحكي لوحدك ..والك ساعة بتلف وبتدور ...لعنة وقبور وكلام فاضي، على العموم انا حجهزلك دوا وبتمر علّي بعد اسبوع بكون جاهز...بس انت بتعرف هيك"دوا" بكلف كثير.
فقالت ياسمين: يكلف شو ما يكلف يا كبيرنا المهم فارس يطيب ويرجع ...ما انت فاهم شو قصدي.
رد الكاهن:فاهم ..فاهم بس لازم تدفعولي هلأ"001 دينار" فلكزت ياسمين فارس بكتفه وقالت له :"يالله يا فارس ادفعله شو ميت دينار هذا والله لازم يطلب الف دينار مش مية" ...فاستغل الكاهن الفرصة وقال:"لأ .. هذا مبلغ تحت الحساب ولما بيجي يوخذ الدوا بنتفاهم واخذت ياسمين تحث فارس وتستعجله ليدفع للكاهن بسرعة ولم يكن امام فارس الا ان يدفع للكاهن ما يعادل المئة دينار وهو لا يدري لماذا يدفع ومن اجل ماذا ؟!
خرجت ياسمين وهي تتأبط ذراع فارس من بيت الكاهن وسارا بأتجاه السيارة وبرغم ان فارس كان غاضبا على خسارته للمئة دينار وللموقف المحرج الا ان سعادته برؤية ياسمين غلبت عليه ...وصلا الى السيارة وطلبت ياسمين بدلع ان تقودها الا ان فارس ضحك وقال: "هو انا مجنون بعدي ما نسيت شو عملتي فيّ لما سقتي السيارة المرة الفاتت.." ..اخذ فارس يقود السيارة وياسمين تجلس بجانبه وقال لها:شو يا ياسمين كيف عرفتي وين انا؟...فقالت ياسمين وهي تضحك: انا ياسمين بقدر اطولك وحتى لو انك في اخر سما."
فقال لها:"مبسوطة هلأ لما خسرتيني المئة دينار للأهبل هذا..؟"
فقالت: الأهبل اللي راح عنده ..وانت شو اللي خلاك تروح عند المجانين ..شو بتفكرهم بفهموا بشيء ولا بطلع بايديهم يساعدوك تهرب مني يا فارس؟.
نظر فارس الى عيني ياسمين وقال بحنان :انا اهرب منك يا ياسمين؟ ...انا بهرب من كل الدنيا وما بهرب منك.
فقالت:طيب ليش رحت عندهم ..شو عندك...تعبان من شيء ..واخذت ياسمين تضحك وضحك معها فارس على ما المحت اليه.
وقالت ياسمين:هلأ مش مهم اذا كنت انت بتفكر انو هيك دجالين بيقدروا يساعدوك في حل مشكلتك فأنت غلطان ...ويالله هلأ اعزمني على شي محل نوكل فيه علشان انا عندي الك خبر بسوى حياتك .فضحك فارس وقال: "على وين بدك نروح هو انا ظل معي فلوس ؟..البركة فيك ما انت خليتني ادفعهم لكبيرنا مثل ما بتحكي.
ابتسمت ياسمين وقالت: يا اهبل انت نسيت اني انا ياسمين ومعقول انا اخلي واحد اهبل مثله يضحك عليك؟ ..هاي الفلوس ..
وأخرجت من عباءتها النقود التي دفعها فارس للكاهن وفارس ينظر اليها مستغربا ..كيف حدث ذلك وهو لم يرها تقترب من الكاهن ولو للحظة ؟..فارس وفي اعماق نفسه اصبح على قناعة بأن ياسمين تملك قوة سحرية ما وبقناعته فهذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع ان يفسر بها تصرفات ياسمين وقدراتها الغريبة ...ولكن فارس يخجل من ان يفكر بما يدور في خلده بصوت مسموع ويفضل ان يتجاهل ما يحدث حتى لا يبدو سخيفا.
سار فارس للبحث عن مكان ليتناول الغداء فيه مع ياسمين "ام الجماجم" وكان يفضل ان لا يكون هذا المكان في الناصرة او أي منطقة اسرائيلية لعلمه بأن ما ترتديه ياسمين سيثير انتباه الموجودين ...ووقع اختيار فارس على احد المطاعم في مدينة جنين فهناك الناس معتادون على رؤية فتيات يرتدين الخمار والعباءة على طريقة ياسمين....
وقبل ان يوقف السيارة بمحاذاة مطعم .. حذر ياسمين من القيام بأية حركة وان تتوقف عن حركاتها ومزاجها الذي اعتاد عليه وقال لها:
"لو انت مش لابسه هالخمار امزحي كيف بدك، بس الناس هون لما يشوفكي لابسه هيك بفكروكي متدينة وراح يستغربو أي مزحة او حركة من حركاتك ..
ابتسمت ياسمين بخبث وقالت لفارس: "خلص انا بوعدك اني احاول ما احرجك"
ترجل فارس وياسمين من السيارة وسارا بإتجاه المطعم ، إلا ان ياسمين امسكت بذراع فارس ..
توقف فارس و"تنحنح" طالباً منها ان تترك يده وتسير بشكل طبيعي .
فقالت ياسمين: "اسمع لا تعقدني يا بمسك ايدك وبندخل مع بعض يا بدخل قبلك وانت بتدخل وراي يا بظل واقفة محلي ..اختار شو بدك"؟
فوافق فارس على ان تسير امامه ..دخلت ياسمين المطعم وجلست على احدى الموائد وتبعها فارس وجلس الى جانبها وهمس مذكراً اياها بالوعد ان لا تحرجه..
ابتسمت ياسمين وقالت : "انا وعدتك اني احاول علشأن هيك اتركني اتصرف على راحتي.
فقال فارس:الله يستر وهلأ احكيلي عن الخبر السعيد..
فقالت:لا يا حبيبي اول شيء بتطلب اكل وبنوكل وبعدين بتطلبلي ارجيلة وبعدها بحكيلك...
ومنقبة كمان وما يبان حتى ظفرها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وبتشرب أرجيلة حتى الجماجم والعفاريت بيشربوا أرجيلة
ترقبوا الحلقة 27