[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لقاء يوري مرقدي: الشعب اللبناني بحاجة إلى طبيب نفسي
22/12/2007 بيروت ـ سوزان إبراهيم
بحرقة يتحدث الفنان يوري مرقدي عن الحروب التي يتعرض لها في الوسط الفني، مستشهدا بصديقه هادي شرارة الذي عاد ليفتح مواضيع قديمة كان يعتقد أنها انتهت. يتساءل عن سبب الحرب التي يشنها عليه، لكنه لا يلبث أن يقول 'إنها الغيرة'.
يوري الذي فضل الابتعاد عن المهاترات، يشرح ل 'القبس' أسباب غيابه عن الساحة الفنية بعد نجاح فيلمه 'الحياة منتهى اللذة'، وعودته إلى مجال الإعلانات، خصوصا بعد أن قرر أنه لن يعتاش بعد اليوم من الفن، ولن يقبل أن يكون الغناء مورد رزقه هو وعائلته.
أسأله عن سبب غيابه:
انت غائب عن الساحة الفنية منذ مدة طويلة، هل اعتزلت الغناء؟
لا أبدا، بل كان غيابي مقصودا، خصوصا أني درست خطواتي جيدا ووجدت أنه من الضروري أن أبتعد في الوقت الحالي، لألتقط أنفاسي بعد أن شعرت بتعب حقيقي. فمنذ ست سنوات انطلقت مع أغنية 'عربي أنا' وتوالت بعدها الأعمال الفنية، شهرت أني استهلكت نفسي دون أن أعطيها مجالا لمراجعة الحسابات والانطلاق من جديد.
هل غبت عن الأضواء أم توقفت كليا عن ممارسة أي نشاط فني؟
مازلت أعمل، أكتب، ألحن، لم أتوقف فهذا أمر مرتبط بالمزاج وليس قرارا، كل ما في الأمر أني بعيد عن الأضواء حاليا.
قرار
بعد نجاح فيلمك السينمائي 'الحياة منتهى اللذة' توقعنا أن تكون انطلاقتك أقوى، وليس أن تأخذ قرارا بالابتعاد؟
لا شك في أني أعطيت وقتا ليس بالقصير للتمثيل، حيث أخذ مني الفيلم فترة خمسة أشهر، وتوالت بعدها العروض وكان بإمكاني الاستمرار في هذا الطريق، لكني أصررت على قراري بالاحتجاب.
ألست معي أن الفن استمرارية وأن الاحتجاب في زمن تفريخ النجوم ليس بالسياسة الصائبة؟
صدقيني إذا قلت لك أن ما وصلت إليه كان مدروسا، ولم أقم بأي أمر بصورة اعتباطية، وقراراتي نابعة من معرفتي بقدراتي وبأوضاعي وظروفي، فأنا عملت لمدة طويلة في مجال الإعلانات، وعندما أصدرت أغنية 'عربي أنا' تساءل الجميع عن توقيت إصدار هذا العمل، ولم أهتم بالتساؤلات لأني كنت مقتنعا بأنه الوقت المناسب لاحترف الغناء، فأنا أعتمد على إحساسي، وأشعر اليوم أن التوقيت صحيح ومنطقي بالنسبة إلي حتى لو لم يكن كذلك في نظر البعض.
ستعاود عملك في مجال الإعلانات؟
نعم، فبعد عرض الفيلم شعرت بأني قصرت تجاه عملي في الإعلانات، وأني بحاجة إلى تخصيص وقتي لهذا المجال الذي أحبه، لأني ومنذ إطلاقي أغنية 'عربي أنا' كنت أشعر بأن الغناء ليس مجالي بل شغف وهواية أقوم بها. غير أن الغناء خطفني وبت ملتصقا به إلى أقصى حدود، فشعرت بأني شخص آخر، بمعنى أني لم أحب هذه التركيبة، ففضلت أن أعود الآن الى العمل.
هل شعرت بالتقصير تجاه عملك في الإعلانات بسبب انشغالك بالفن، أم أن عمل الإعلان مضمون أكثر لأنه لا يخضع لأهواء شركات الإنتاج؟
لا علاقة للإنتاج بالأمر، بل شعرت بأني قصرت تجاه كل شيء، ومن ضمن هذه الأشياء عائلتي التي قطعت مراحل عدة لم أكن موجودا معها، فابنتي كبرت ولم أشاهدها تكبر أمام عيني، كنت غائبا عن التفاصيل.
إعلانات
هل يعني هذا أنك اخترت العودة إلى حياتك السابقة قبل ان تكون نجما معروفا؟
أنا أحب الفن، والإعلانات هي فن، لكن لا أرغب أن يكون الفن هو الذي يؤمن مستقبلي، لا أحبذ أن أتكل في معيشتي على الغناء، وإلا لكنت غنيت في المطاعم، أريد أن أكون قويا معنويا وفكريا وماديا لأفعل في الفن ما أريده، بمعنى أني لست مضطرا إلى تقديم تنازلات في فني لأسباب مادية.
أين أنت اليوم من نجاحات 'عربي أنا'؟
لا شك في أن الأغنية كانت فاتحة خير بالنسبة إلي، لكنها لم تكن مختصرا لمسيرتي الفنية، ففي ألبوم 'بحبك موت' بعت أكثر من ألبوم 'عربي أنا' ولم أكن أتوقع أن يحصل هذا الأمر، وكان الألبوم بوابة عبوري إلى مصر، التي كنت أحيي فيها أكبر عدد من الحفلات ما أثار غيرة بعض الزملاء المصريين مني، لكن من دون شك النجاح الأول هو النجاح الأهم. وإذا ما قيل لي أن 'عربي أنا' هي الأجمل لن أزعل لأني في النهاية أنا الذي صنعتها.
لكن الموزع الموسيقي هادي شرارة يقول دائما له فضل في نجاحها؟
أذكر أنني كنت خارج لبنان، وكان هادي في برنامج تلفزيوني يتحدث في الأمر، فأرسلت لي زوجتي برسالة على هاتفي لتسألني ما إذا كانت مشاكلي مع هادي لا تزال مستمرة، وكنت أتمنى حينها لو كان بإمكاني الرد عليه عبر البرنامج، غير أن الحلقة كانت مسجلة.
على سيرة هادي، قرأت في إحدى الصحف تصريحا على لسانك يصف هادي بأنه بحاجة إلى طبيب نفساني؟
بل قلت إن الشعب اللبناني كله بمن فيهم أنا نحتاج إلى طبيب نفساني، أما عن هادي فاستغرب الأمر لأننا اختلفنا قبل سنوات على امر لا علاقة له بالأغنية، ثم تصالحنا وعادت الأمور بيننا إلى ما كانت عليه من ود واحترام، وهنأني على فيلمي، وزرته في الاستديو واتفقنا على العمل معا من جديد، ثم فوجئت به يتهجم علي.
هو عاتب عليك لأنك لم تذكر اسمه كموزع للأغنية؟
للمرة الأولى سأعلن السبب حتى لو غضب هادي، لأني سكت طويلا ولم يعد يجدي السكوت، بصراحة الغيرة هي التي تحرك هادي وتدفعه إلى التصريح بمثل هذه التصريحات. فهو يعرف أني سبق ان أخذت الأغنية إلى الموزع جان ماري رياشي لأسمعه إياها، وعندما قررت إصدارها في ألبوم وزعها هادي وكتب اسمه عليها في الألبوم، كما قام بتوزيع كل أغاني الألبوم، ولم نختلف على أي شيء.
لكن كيف بدأ الخلاف؟
دخلت مرة إلى أحد مواقع الشات، وقرأت أن هادي يقول انه هو من لحن الأغنية، فأرسلت رسالة تصحيح، وهنا أقول ان هادي تقاضى أتعابه كاملة، وأنا لم أقصر معه، لذا لن اسمح له بعد اليوم أن يقترب من موهبتي، فليتحدث بأمور أخرى. فأنا لست بحاجة إلى شهادته، خصوصا أني أعمل يوميا ولدي أكثر من 400 أغنية كتبتها ولحنتها وهي جاهزة، ومع ذلك أقول أني أحب هادي وأحب والده رحمه الله، وعائلته، ولا أعرف لماذا يفتح مواضيع قديمة. لا أفهم بعض الأشخاص في هذا الوسط، ومنهم سمير صفير الذي أعتبر نفسي نقطة أمامه، ماذا يريد مني؟ الأمر لا يفسر إلا بالغيرة.
قسوة
سمير صفير تحدث عنك بقسوة في إحدى مقابلاته الإذاعية؟
نعم، ولم أكن أعرفه شخصيا ولا أعرف لماذا تهجم علي بهذه الطريقة، في الوقت الذي أقول عنه إنه عبقري، وقد عملت جاهدا لأجتمع معه وفعلا اجتمعنا عبر صديق مشترك وجلسنا وعاتبته وقال إن ما ذكره من محبته، وانتهى الموضوع وسهرنا سويا وغنينا معا في عيد ميلادي، لأفاجأ بعد فترة به يشتمني عبر شاشة التلفزيون.
ألم تجتمع به من جديد أو بهادي؟
لا أريد معاتبة أحد، وقتي لا يسمح لي بالدخول في مهاترات، فقد أضعت الكثير من الوقت في الرد على هادي شرارة، اليوم بت أتجنب هذه الأمور.
تحضر لألبومك الجديد، لماذا لم تتعاقد مع شركة إنتاج حتى الآن؟
لا أستطيع الالتزام ببنود أي شركة، ولا توجد شركة تتحمل شروطي، فأنا لدي متطلبات خاصة في الفن أفضل تنفيذها برؤيتي الخاصة.
ماذا تحدثنا عن ألبومك الجديد؟
حتى الآن انتهيت من تسجيل 15 أغنية وسأختار منها تسعا أو عشر أغنيات. تعاملت فيه مع طارق أبوجودة وعمرو مصطفى وشاب جديد اسمه هاني من مصر وبقية الأغنيات لي، كما وزعت أغنيتين في مصر، وسيكون اللون اللبناني طاغيا على الألبوم.
سمعنا عن عمل لك في هوليوود؟
نعم وهو عمل موسيقي عالمي ضخم، لكن دعيني أتحفظ عن تفاصيله إلى الوقت المناسب.