واتابع معاكم رحلة العمر والحياة الفنية مع اهداء الاستاذ الكبير والصحفي الجليل محمد سعيد ومع مجلة الاذاعة والتلفزيون بعددها رقم : 2712 يوم الاثنين بتاريخ 7 مارس (آذار) لسنة 1987
ونظرا لرداءة القراءة لان تصوير الصفحات لم يكن كافيا للقراءة ، وخوفا لعدم فهم كلمات اعدت كتابة هذه المقالة فارجو لكم قراءة ممتعة
شـــادية
ولماذا اعتزلت الغناء ؟
حيثما نشر أن الفنانة شادية قد اعتزلت الفن كان الناس بين مكذب ومصدق ، ولكن كانت هذه بالفعل هي الحقيقة . فقد ارادت شادية أن تتجه بها بما هو آت من عمرها الى الله مصلية متعبدة قارئة لقرآنه...فما هي أسرار هذه النقلة التي حسمها لها الشيخ الشعرواي حينما التقت به وماذا كان رد فعل رئيس التلفزيون وكيف استقبل جمهور شادية خبر اعتزالها وماذا قالوا لها في رسائلهم ؟
وقبل الاجابة على هذه الاسئلة ينبغي التأكيد على حقيقة عامة وهي ان شادية لم تعتزل الفن عن عجز فني او عدم مقدرة على مواصلة مشوارها الفني بل كان اعتزالها كما تؤكد ، حبا خالصا لله تعالى ، بدليل ان اغنيتها الاخيرة "خد بايدي " كانت قمة اغانيها الناجحة لدرجة ان شركة صوت القاهرة تلقفتها وطبعتها على شرائط كاسيت نظرا للاقبال الذي حظيت به " لكلماتها الدينية الجميلة ...
وقد ولدت فكرة هذه الاغنية في الاراضي الحجازية كما تقول مؤلفتها الشاعرة علية الجعارحيث كانت هي وشادية تؤديان " العمرة " ، هناك في المدينة المنورة وفي رحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ، جلسنا خارج المسجد النبوي الشريف اثناء الليل حيث النقاء والصفاء فقالت الشاعرة لشادية : ولماذا لا تغنين اغاني دينية ؟ فقالت : اكتبيها بحيث تكون داعية للاسلام وساغنيها بشكل غير تقليدي .
وقد حدث وجاءت اغنية " خذ بايدي " تلحين عبد المنعم البارودي ، لتقترح عليه علية الجعار ان تغنيها شادية وهي متحجبة على المسرح ، فكان من رايها انها لا تستطيع ان تكذب نفسها لانها منتظرة الاذن من الله ، وكان انفعال شادية بهذه الاغنية الى حد البكاء خاصة وهي تردد " خذ بايدي " متمنية من الله ان ياخد بيدها .
ومنذ أدت شادية فريضة الحج وهي تصلي الفجر في وقته وتسبح وتذكر الله وتقرأ القرآن حتى تطلع الشمس فتصلي الضحى وتنام ...
وبعد ان نجحت " خذ بايدي " حفظت عدة اغاني دينية اخرى ُ، ولكن قبل ان يحدث ذلك اتصلت صديقتها الشاعرة علية الجعار لتخبرها بان الاذن من الله قد اتى وآن الآوان لتعتزل الفن وتتحجب ، ، وما كادت علية الجعار : نزغرد " في التلفون الذي بللته دموع الفرح بهذا الخبر السار الذي كانت تتوقعه بين وقت وآخر .
ولكن شادية كانت قد وعدت محبيها باستكمال مجموعة اغانيها الدينية فقد وقعت في حيرة بين تحللها من هذا من هذا الوعد ، وبين اعتزالها الفن خاصة وان منتقديها لسلوكها الاسلامي قالوا قوله حق يراد بها لسلوكها الاسلامي قالوا قولة حق يراد بها باطل وهي " انه ليس من الاسلام الا يفي الانسان بوعده " يريدون بذلك دفعها الى الاستمرار في الغناء والعودة ولو مؤقتا عن التزامها بالاعتزال وذلك مقصود منه الايحاء بتردد شادية في اتجاهها الى الله مما يفقدها المصداقية الى من صدقوها ، ولذلك ارادت ان تحسم الامر ، فذهبت الى فضيلة الشيخ الشعراوي تساله كيف توفق بين وعدها للناس بالغناء وبين وعدها لله ، بالاتجاه اليه كلية ؟ فأجابها الداعية الاسلامي الكبير ان وعدها امام الله اكبر من وعدها امام الناس ، وان وعد الله اولى بالوفاء به ".
وعندها ترقرقت الدموع في عيني شادية راضية مطمئنة وقد ازدادت نورا واشراقا وبهاء وهي ترتدي " الطرحة والجلباب " رافضة تصويرها بهذا الزي لانها لا تريد ان تتاجر به في شهرة من نوع جديد .
وكانت اولى المهنئين شمس البارودي التي كانت اول من سلك الطريق الى الله من اهل الفن حين اعتزلت السينما والفن ، وقالت لشادية " انها فرحانة جدا " .
ولكن ماذا عن افلام السيدة شادية التي قد يعرضها التلفزيون وماذا عن السهرة التلفزيونية التي كانت سامية صادق رئيسة التلفزيون قد طلبت من الشاعرة علية الجعار اعدادها لتذاع في الصيام وحكمة الصيام ، ثم اعتذرت عنها بعد اعتزالها
كل هذه الاسئلة وجدت منها شادية اجابات مريحة لدى رئيسة التلفزيون التي كانت متفهمة جدا وسعيدة في نفس الوقت حيث قالت " الحمدلله هنيئا لها " . وبادرت بتهنئتها ووعدتها بانها لن تذيع من افلامها الا ما يرضيها في وضعها الجديد .
وفي نفس الوقت فان شادية ترجو من جميع وسائل الاعلام الاخرى مساعدتها في هذا الوضع الذي تتجه فيه الى ربها بعد اعتزالها الفن وقد غيرت رقم تلفونها حتى لا يزعجها احد في خلوتها مع الله ...
يبقى جمهور شادية احبيب والذي احبها فنانة تملأ الاسماع والايعاز انه ايضا نفس الجمهور الذي احبها متدينة. ملمة وجهها الى الله والدليل هو هذه الكميات الهائلة من خطابات التهنئة التي وصلت شادية من جميع الارجاء والانحاء من مصر والبلاد العربية والاسلامية والمسلمين في كل بلدان العالم .
اما دور النشر فقد ارسلت الى شادية مهنئة وتهنئنتها كانت عبارة عن مصاحف وكتب فقه وتفسير .
لقد اصبح وقت شادية مشغولا جدا بين الصلاة وقراءة القرآن وحفظه والاطلاع على تفسيره ليس هذا فقط بل انها تصوم يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع
فهل بعد هذا شك في ان شادية قد انتقلت من الفن الى اليقين !!!
ابراهيم عبد العزيز