الشروال اللبناني يقاوم الزمن

يتمسك خياط لبناني بإرث بلاده في الملابس التقليدية التي لم يعد الطلب عليها موجودا إلا نادرا رغم ما تتطلبه من مجهود ودقة وذوق رغم كل شيء،

ما زالت موجودة هذه القدرة العجيبة على البقاء ...

الحاج عدنان القطامي ذو الأربعة والسبعين ربيعا، يجلس كل يوم داخل متجره بسوق طرابلس القديمة يحيك الأزياء التقليدية. هو واحد من القلائل الذين ما زالوا يحرصون على الحفاظ على الزي التراثي بخياطة الشروال الفضفاض المطرز والمستمد من تقاليد لبنانية عريقة حيث يرتديه الرجال منذ 200 سنة.

ويقول الحاج عدنان إن حياكة الشروال بالدقة والعناية اللتين تعلمهما في صغره سوف تنقرض بعد رحيله عن الدنيا.
ويزين الحاج عدنان متجره في السوق بصور قديمة لوالده جالسا إلى نفس آلة الحياكة القديمة التي لا يزال هو يستخدمها منذ تعلمه المهنة حينما كان في العاشرة من عمره.

وقد علم الحاج عدنان مهنته لابنه الذي كان يعمل معه في متجره لكن الابن سلك طريقا آخر غير طريق أبيه تطلعا لتحقيق دخل أكبر.
والشروال يحاك من القماش بألوان عديدة أكثرها داكن وبعضها زاه وهو ضيق حول الساق وفضفاض بين الوسط والركبتين. ويقال إن اللبنانيين كانوا يرتدونه قديما لإخفاء أموالهم بداخله أثناء السفر بين القرى.

ويحيك الحاج عدنان الصديري التقليدي الذي يرتديه الرجال مع الشروال كما يبيع في متجره غطاء الرأس الأحمر التركي القديم العروف باسم الطربوش.

ورغم تغير الأذواق، والنزوع اللاهث حاليا خاصة من الشباب الى كل جديد، لا يزال بعض كبار السن في شمال لبنان يرتدون الشروال التقليدي، لكنه بات في الغالب، وعلى إيقاع هذا العصر، من بقايا الماضي.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الموضوع الأصلى : الشروال اللبناني يقاوم الزمن المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine