جدد الأمل ولا تيأس ؟؟.!!

إنَّ اليأس داءٌ عضال، ومرَض عقام، إذا حلَّ بالفرد أو المجتمع أقعدَه عن الجِدِّ والعمل، ورماه بالخَرس والطرش، والصَّمم والشلل، وهوى به في هوة الذلِّ والهوان، وذهب به مذهب الخمول والصَّغار، وهو أدوَأُ الأدواء، لا ينجع مع وجودِه دواء
والقرآن جمع اليأس مع الكفر في قرَن، وجعلَه مع الضَّلال في كفَن:
﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ يوسف 87.
﴿ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ الحجر: 56 ؟

وحبَّب الله إلى عباده المؤمنين الرَّجاء، وكرَّهَ إليهم اليأسَ والقنوط:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَة اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ البقرة: 218 .

وكان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يتفاءل ولا يتطيَّر، وكان يحبُّ الاسم الحسَن، ويقول صلَّى الله عليه وسلَّم : ( إنَّما الأمل رحمة من الله على أمَّتِي، ولولا الأمل ما أرضعَتْ أمُّ ولَدٍ ولدًا، ولا غرس غارِسٌ شجرًا ).
يقول الصحابيُّ الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( أكبَرُ الكبائر الإشراكُ بالله، والأَمْن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من رَوْح الله ) .

الرَّجاء والأمل من صفات المؤمنين، وهي تبعث صاحِبَها على الجِدِّ والعمل، وتأبى عليه الجمودَ والكسَل.
ومن الخير أن يعيش المسلمُ كلَّ حياته متعلِّقًا بالرَّجاء، ولا يتمكن منه سوءُ الظَّن بالله، واليأس من روحه، والقنوط من رحمته، بل يلجأ دومًا إلى الله؛ يرجو رحمته ونصره، بعد أن يعدَّ عُدَّتَه، ويأخذ أهبته

فمن واجب العلماء والدُّعاة اليومَ أن يُشِيعوا بين المسلمين الأملَ في النَّجاح، وأن يُزيلوا ما حلَّ بهم من اليأس، وأن يكونوا على استعدادٍ كامل، وأهبةٍ دائمة لصدِّ مَن هاجمهم، وطَرْدِ مَن احتلَّهم أو استعمرَهم، فلا حياة مع الظُّلم، ولا سعادة مع اليأس.

ويقول علماء النفس: إنَّ المجتمعات إذا ساد أفرادها روحُ التَّفاؤل والرجاء، فإنَّها تكون أقوى بُنيانًا، وأكثرَ إنتاجًا، وأقدرَ على مواجهة الأحداث والنَّوازل.

يقول الحُكَماء: لا ينقطع رجاءُ المرء ما لم تنقطع حياتُه، وقالوا: أعظم المصائب انقطاعُ الرَّجاء.

وكان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يربِّي أصحابه على الاستبشار وحُسْن الظنِّ بالله، ويُعلِّمُهم حُسنَ الرَّجاء.

منقووول

الموضوع الأصلى : جدد الأمل ولا تيأس ؟؟.!! المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر