يا لهم من رجال

للبؤس ذاكرة أقوى من ذاكرة السعادة. لكن وحدهم الكبار يملكون شجاعة البوح ، بعدما اجتازوا الحياة إلى الضفّة الأخرى للنجاح . فيلتفتون خلفهم بحنين الفائزين ، متأمّلين فقراً تخرّجوا من مدرسته بأسماء مضيئة.

قرأت للإعلامي القدير الدكتور فيصل القاسم ، شهادة عن والدته الكريمة ، تُصحّح كلّ "رأي معاكس" يعتقد صاحبه أنّ النجوم التي تُضيء هذه الأمّة ، بلغت السماء دون عناء.

الإعلامي الذي ما اعتدنا صوته إلاّ مرتفعًا ، دفاعًا عن القضايا العربية، يروي هذه المرّة بنبرةٍ خافتة ، ما تكبّدته والدته من معاناة في طفولته . وكيف كانت تجوع لتُطعم أولادها ، وتجوب الحارة لتقترض لهم بضع فرنكات ، كي يستقلّوا الباص من القرية إلى المدينة للذهاب إلى المدرسة ، وكيف كانت تصل الليل بالنهار ، لتؤمّن لهم حياة كريمة.

ولأنّ الأمّهات يتشابهن في المحن ، ينقل لنا فيصل القاسم تلك الشهادة المؤثّرة ، للراحل الكبير المخرج مصطفى العقّاد ، التي كتبها عن والدته في نصٍّ أدبيّ ، يتمنّى كل كاتب لو أنّه وقّعه ، حتى ليكاد القارئ أن يحسده على طفولةٍ بائسةٍ ، أهدته أمًّا ليس فائض حنانها في متناول الأثرياء

تلك الشهادة ، من الظلم أن تُختصر في أسطر. لكن تبقى منها رواية ذلك الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر، قلّ ما تتوفّر على مائدتها ما يسدّ رمق الجميع. وتدّعي فيها الأمّ دوماً أنّها ليست جائعة ، لتترك مرة نصيبها من الأرز لابنها ، وتارة السمكة الوحيدة التي اصطادتها.

إنّها واحدة من الأكاذيب الثمانية التي يسردها مصطفى العقّاد ، لأمٍّ ظلت تكذب حتى آخر لحظة قبل موتها مُدعية أنها بخير ، كي لا يقطع ابنها أعماله ويحضر من أمريكا .

الذي يشاهد تلك الروائع التي أخرجها مصطفى العقّاد من عقر دار هوليوود ، يكاد يعتقد أنّ العقّاد رحمه الله ، يروي هنا سيناريو لفيلمٍ سينمائي ، لا علاقة له بقصّة حياته التي جاور فيها كبار مشاهير ونجوم العالم.

تمامًا, كتلك القصّة التي رواها الموسيقار ملحم بركات قبل سنوات, في مقابلة لا تخلو من الشجاعة النادرة، في بلدٍ تسود فيه ثقافة المظاهر, وحيث لا عيب أكبر من الفقر، إذ استرجع ذكريات طفولةٍ بائسة ، ما كنّا لنتوقّع تفاصيلها المؤثّرة.

يروي بركات :
" كنّا إذا اشتغل والدي نأكل ، وإذا ما اشتغل ما في أكل. كانت والدتي تلفّ لنا الساندويتشات ، وتطلب منا أن نتناولها على الشرفة لكي يعتقد الجيران بأنّنا لسنا فقراء. وكانت تطلب إليّ في حال كنت جائعًا جدًّا ، أن أقف أمام المرآة لكي يبدو لي الساندويتش سندوتشين ".

أما فارس كرم ، المطرب الوسيم ذو القامة الفارعة التي لم تنحنِ إلاّ لذلك الأب الكادح ، فيعترف بدون خجل من ماضيه ، أنّه كان يفترش الأرض مع شقيقته لأنّه لم يكن لديهما سريران. وأنّه كان يحلم بارتداء لباسٍ جديد ، مُشهرا امتنانه لوالد كان يعمل سائق أجرة.

لذا عند أوّل نجاح حقّقه ، اشترى سيّارة الأجرة التي كان يقودها والده لسنوات ، دافعاً أضعاف ثمنها ليهديه إيّاها...
في هذا الشهر الكريم الذي نباهي فيه بموائدنا العامرة ، ثمة حكمة ونعمة في تلك البركات التي يخص بها الله موائد الفقراء من عباده.

احلام مستغانمى

الموضوع الأصلى : يا لهم من رجال المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

ياتري هذه الاسماء التي عرفت الفقرفي يوم ما ثم اصبحت من اغنياء البشر هل مدوا يوما يد المساعدة لفقير لم يجد رغيفا يسكت بها الام الجوع ؟؟؟؟؟؟

تسلم ايديك ياغالية عن هذه السطور لحياة بعض الشخصيات العامة

الموضوع الأصلى : يا لهم من رجال المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

نور الحياة شاكر

نور الحياة شاكر كتب:: ياتري هذه الاسماء التي عرفت الفقرفي يوم ما ثم اصبحت من اغنياء البشر هل مدوا يوما يد المساعدة لفقير لم يجد رغيفا يسكت بها الام الجوع ؟؟؟؟؟؟

تسلم ايديك ياغالية عن هذه السطور لحياة بعض الشخصيات العامة

فعلا سؤال جوهري يا غالية شكرا للمرور

الموضوع الأصلى : يا لهم من رجال المصدر : قيثارة الغناء العربى

توقيع العضو:

sirine

يا لهم من رجال

يا لهم من رجال

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة