اسمحوا لي اضيف كلمات الاغنية واسبابها
ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز وزير الخارجية الأمريكى قامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية والأمريكية الصنع فى الساعة التاسعة والعشرون دقيقة من صباح يوم الأربعاء الثامن من شهر أبريل لعام 1970 والموافق الثانى من شهر صفر 1390 هـ بقصف مدرسة بحر البقرالإبتدائية المشتركة بقرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية ونتج عن هذا العدوان الغاشم 77 شهيدا وجريحا من المدنيين وإصابة 4 من الغسكريين ومن التلاميذ الابرياء الذين استشهدوا نذكر :
طه عبد الجواد طه وأحمد أنس الباشا ومحمد السيد إبراهيم عوض وزينب السيد إبراهيم عوض وأحمد عبد العال السيد
ونجاة محمد حسن ومحمد أنور أحمد
وفى صباح يوم الخميس التاسع من شهر أبريل لعام 1970 نشرت جريدة الجمهورية فى عددها الأسبوعى ( استشهاد ثلاثين تلميذا فى غارة إسرائيلية .. إسرائيل تغير بطائرات الفانتوم الأمريكية الصنع على مدرسة بحر البقر بالشرقية )
كما كتب الشاعر الكبير صلاح جاهين رائعته ( الدرس انتهى لموا الكراريس ) مسجلا تلك المجزرة فى ذاكرة الشعر العربى والأغنية العربية ولحنها الموسيقار سيد مكاوى وحملها صوت الفنانة شادية لضمير العالم .. وتقول كلمات القصيدة :
الدرس انتهى لموا الكراريس
بالدم اللى على ورقهم سـال
فى قصـر الأمم المتــحدة
مسـابقة لرسـوم الأطـفال
ايه رأيك فى البقع الحمـرا
يا ضمير العالم يا عزيزى
دى لطفـلة مصرية وسمرا
كانت من أشـطر تلاميذى
دمها راسم زهرة
راسم رايـة ثورة
راسم وجه مؤامرة
راسم خلق جباره
راسم نـار
راسم عار
ع الصهيونية والاستعمار
والدنيا اللى عليهم صابرة
وساكته على فعل الأباليس
الدرس انتـهى
لموا الكراريس ..
ايه رأى رجـال الفكر الحر
فى الفكرادى المنقوشة بالدم
من طفل فقير مولود فى المر
لكن كان حلو ضحوك الفـم
دم الطـفل الفـلاح
راسم شمس الصباح
راسم شـجرة تفاح
فى جناين الاصلاح
راسم تمساح
بألف جناح
فى دنيا مليانة بالأشبـاح
لكنـها قلـبها مرتــاح
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتـهى
لموا الكراريس …
ايه رأيك يا شعب يا عربى
ايه رأيك يا شعب الأحـرار
دم الأطـفال جايلك يحـبى
يقول انتـقموا من الأشـرار
ويسيل ع الأوراق
يتهجى الأسـماء
ويطـالب الآبـاء
بالثـأر للأبـناء
ويرسم سيف
يهد الزيـف
ويلمع لمعة شمـس الصيف
فى دنيا فيها النور بقى طيف
وساكتة على فعل الأباليـس
الدرس انتهى لموا الكراريس
وعن مؤلف هذه الأغنية الشاعر الكبير صلاح جاهين نقول :
محمد صلاح الدين حلمي بهجت الشهير بصلاح جاهين من مواليد الخامس والعشرين من شهر ديسمبر عام 1930
في الثالثة عشر من عمره ظهرت موهبته فى الرسم أثناء دراسته بمدرسة أسيوط الإعدادية فقد طلب منه مدرس التربية الفنية أن يرسم عاصفة في غابة وعندما شاهد المدرس مارسمه صلاح جاهين أعجب وأهتم به
والده كان قاضيا ولذا كانت أسرته كثيرة التنقل من محافظة إلى أخرى طوال الوقت
بعد حصول صلاح جاهين على الثانوية العامة ألتحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة وبعد تخرجه بدأ مشواره في الصحافة عام 1952 حيث عمل كرسام كارتون هاو في مجلة روزاليوسف ثم اشترك في إصدار مجلة صباح الخير وتألق فيها كرسام كاريكاتير محترف إلى درجة أن تم تعيينه رئيس تحرير للمجلة.
ظهر حماسه الوطنى بشكل واضح في سلوكه تجاه ثورة 1952 والأغنيات التي كتبها لها.
فى أغنياته الوطنية قدم عدد كبير من المفردات اللغوية التي كانت تستخدم فقط في المقالات السياسية داخل الأغنيات التي كتبها وقد كتب جاهين أول أغنياته عام 1956.
في عام 1957 زار جاهين الاتحاد السوفيتي ثم كتب كتاباً بعنوان (زهرة في موسكو) عن انطباعاته عن الرحلة، ثم انضم عام 1964 إلى جريدة الأهرام. وقام جاهين بإنتاج بعض الرسوم الكارتونية التي ألقت الضوء على قضايا حيوية في مصر.
أبدع صلاح جاهين أشهر شخصيات العرائس للأطفال مما دفع وزارة الثقافة إلى تكليفه بتشكيل لجنة لثقافة الطفل في شهر سبتمبر 1962.
ابتكر صلاح جاهين عدد من شخصيات الكاريكاتير الشعبية وأثار برسوماته معارك سياسية وفكرية كبيرة، وكان جاهين أيضا من رواد الكتابة لمسرح العرائس.
في مجال صناعة السينما كان صلاح جاهين منتجاً وكاتب سيناريو وممثل وكتب أيضاً فوازير رمضان للتليفزيون لعدة أعوام حققت نجاحاً كبيراً.
تميز شعر صلاح جاهين بالاستخدام المبتكر للكلمات حيث تعتبر رباعياته التي كتبها عام 1963 اتجاه جديد للشعر الذي يظهر من قلب الأحداث كنوع حديث من الأدب الشعبي وتنتهي كل رباعيات صلاح جاهين بقول ساخر هو ( العجائب لن تتوقف )
وهو مؤسس المدرسة المصرية الحديثة لفن الكاريكاتير ويعد الفنان الموسوعي المتعدد المواهب فقد لمع كشاعر وكاتب غنائي و كاتب سيناريو و ورسام كاريكاتير وممثل أيضا.
فى الحادى والعشرين من شهر إبريل عام 1986 توفى الشاعر والفنان الشامل صلاح جاهين
أما ملحن الأغنية الموسيقار سيد مكاوى فاسمه سيد محمد سيد مكاوي وقد شهد يوم الثامن من شهر مايو عام 1926 مولهد بحي عابدين بالقاهرة
في الثانية من عمره أصيب بمرض الرمد ولم تملك الأسرة ما يكفي من المال للذهاب لطبيب العيون وبسبب ذلك فقد بصره إلى الأبد.
كان والده محباً للغناء والطرب ويملك أكثر من 3 ألاف اسطوانة.
بدأ سيد مكاوى فى طفولته في احتراف تلاوة القرآن وكان لم يزل حلم الغناء يراوده
كون فرقة صغيرة للإنشاد الديني تضم مجموعة من زملاءه المقرئين وكانوا يعملون في المناسبات الدينية وكان سيد مكاوى يغنى ماحفظه فى طفولته من أدوار وموشحات مما تسبب في بعد الناس عنه كمقرئ للقرآن وفقد مصدر رزقه الوحيد .
ظل الشيخ سيد مكاوى على حبه للغناء ونصحه البعض بالتقدم للغناء في الإذاعة والتي عانى كثيراً حتى يقبل فيها ووصل بعد عناء إلى ربع ساعة غناء كوقت مخصص له في السنة كلها وكان الأمر يكلفه في كثير من الأحيان أن يدفع من جيبه للفرقة الموسيقية.
حقق سيد مكاوي حلمه في التلحين حيث قدم في شهر رمضان وعلى مدار عدة سنوات رائعة فؤاد حداد (المسحراتي) والتي حفر بها اسمه في قلوب المصريين بصفة خاصة وفى تاريخ الغناء العربي بصفة عامة
لحن لكوكب الشرق أم كلثوم ونخبة من الاصوات المصرية والعربية الأصيلة كما لحن المقدمـات الموسيقية للعـديد من المسلسـلات الإذاعـية والتليفزيونيـة.
أثـري سيد مكاوي المكتبة الموسيقية بالألحان لكبار المطربين والمـطربات المصريين والعـرب واختير عضواً في لجنة الاستماع بالإذاعـة المصـرية.
حصل الشيخ الموسيقار سيد مكاوى وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولي ووسام صدام للفنون من الدرجة الأولي كما حصل علي شهادات تقدير من جهات فنية عديدة كالإذاعة المصرية وإذاعة الإسكندرية وشهادات خاصة بالمناسبات كأعياد الطفولة والمسرح.
فى الحادى والعشرين من شهر أبريل عام 1997توفي الشيخ الموسيقار سيد مكاوى
أما المطربة شادية فاسمها فاطمة أحمد كمال الدين شاكر ـو اشتهرت باسم شادية وهى من مواليد التاسع من شهر فبراير عام 1931 بمحافظة الشرقية.
تأثرت في طفولتها بوالدها الذى كان يعزف على العود ويغنى، فتعلمت العزف والغناء
اختارها المطرب والموسيقار محمد فوزى لتقوم أمامه بأول بطولة لها فى فيلم ( العقل فى أجازة) ولم تكن تعدت بعد السادسة عشر من العمر فظهرت موهبتها الكبيرة فى التمثيل و التى لم تقل عن موهبتها فى الغناء
في أول حياتها الفنية كونت ثنائيا ناجحا مع الفنان كمال الشناوي وقدما سلسلة من الأفلام الناجحة كما قامت بعدها بعمل ثلاثة أفلام مع الفنان عبدالحليم حافظ كانت من أنجح أفلامهما، كما مثلت مع كل المطربين والممثلين الكبار على مدى الخمسينات والستينات والسبعينات، وكان صوت شادية هو الذي جعل للدويتو جمهور من خلال غنائها لأهم الدويتوهات في تاريخ الموسيقى المصرية مع أكبر المطربين مثل عبدالحليم حافظ ومحمد فوزي وفريد الأطرش وكمال حسني ومنير مراد.
تجاوز عدد أفلامها أكثر من 200فيلماً قدمتها على مدى 40 عاماً ولم يرتبط ظهورها فى تلك الأفلام بالغناء، حيث كانت تكتفى بالتمثيل فى أحيان كثيرة فمثلت عشرات الأدوار والشخصيات كما مثلت وغنت للإذاعة مسلسلات : ( جفت الدموع ) و (نحن لا نزرع الشوك ) و (صابرين ) و (سنة أولى حب ) و (الشك يا حبيبي) كما قدمت للمسرح مسرحية واحدة هي (ريا وسكينة)
كان تطور أداء شادية على مر 40 سنة هو أهم أسباب إستمرارها على الإطلاق فلم تقف عند محطة واحدة من التميز وإنما كانت تحاول دائما البحث عن محطة بعد أخرى لتأكيد تميزها باستمرار فكان رصيدها الفني في مجال الأغنية أكثر من سبعمائة أغنية متنوعة عبر كل مراحل تطورها من الأغنية الخفيفة وصولا إلى الأغنية الدرامية التي قدمتها بجدارة بعد نضوجها الفني قبل إعتزالها بسنوات.