بوابة الأهرام" تكشف وقائع جديدة ودليلا يملكه حسين فهمي عن تهديد صفوت الشريف لـ"السندريلا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سندريلا الحكايات تركت حذاءها في منتصف الليل ليصبح دليلا على حضورها.. لكن حذاء سندريلا الشاشة المصرية ترك أسئلة حائرة بلا أجوبة، بعد رحيلها في منتصف عام 2001، حيث ماتت في لندن التي خيم ضبابها على حقيقة وفاتها، فتعددت الآراء وتناثرت الاتهامات وكثرت علامات الاستفهام، لكن النتيجة واحدة، رحلت سعاد حسنى.
في 21 يونيو عام 2001 سقطت سعاد حسني - أو هكذا قيل - من شرفة شقة صديقتها "نادية يسري" في مبنى "ستيوارت تاور" بالعاصمة البريطانية لندن، وقد أثارت ملابسات وفاتها جدلا لم ينته حتى الآن، وسلط الإعلام -الذي ظل غائبا عنها لسنوات قبل وفاتها- أضواءه على تفاصيل الرحيل الدرامي المفاجئ. إعلان الانتحار
منذ لحظة إعلان خبر سقوط سعاد حسني - أو إسقاطها- تم ترجيح فرضية الانتحار، دون انتظار لتحقيق أو سماع لشهود ، وبدا وكأن الأمر مدبر إعلاميا لتقبل ما يبدو أنه حقيقة ذات وجه واحد مفادها "انتحار سعاد حسني".
بدأت التحقيقات في لندن لكشف لغز رحيل السندريلا، لكن الأسئلة التي كانت تُطرح ألقت بظلال الشك، وكشفت عن استفهامات أكثر مما قدمت إجابات، لتكون المحصلة خليطا من الغموض، والريبة.
عمر زهران، المخرج ورئيس قناة "نايل سينما" حاليا، سافر إلى لندن بعد وفاة سعاد حسني بيومين كمخرج في قناة ART وظل في عاصمة الضباب لمدة أسبوع، وسجل كل كبيرة وصغيرة لها علاقة بالحادث.
تقابل زهران كما قال لنا مع شهود عيان عرب يقطنون بالمبنى الذي قتلت فيه سعاد، وأكدوا له "سمعنا أصوات صراخ عنيفة جدا ومشاجرات حادة قبل وقوع الحادث بحوالى نصف ساعة،
وتقدمنا ببلاغ للشرطة البريطانية، (إسكوتلاند يارد)، ولم يتم اتخاذ أى إجراء".
أصابت الدهشة المصريين بلندن، بمجرد سماعهم عن وفاة سعاد حسني فى شقة صديقتها نادية يسري، يضيف زهران: كان المصريون في لندن يعرفون جيدا أن سعاد كانت حريصة بشكل كبير على عدم الاختلاط، وكانت تنتقي أي شخص يحاول التقرب إليها، ولم تستقبل أي شخص في منزلها، ولا تذهب لمنزل أحد، ولذلك كانت دائرة معارفها محدودة جدا في لندن.
أزمة مالية
توقف علاج سعاد على نفقة الدولة، من الاكتئاب والبدانة والأسنان، وبدأت تقرأ سيناريوهات لتقوم بتمثيلها بعد أن تعود لمصر التي قررت العودة إليها، آخر شهر يونيو عام 2001 كما أفاد الدكتور عصام عبد الصمد استشاري التخدير والعناية المركزة بلندن: "رغم معاناتها فى لندن لكنها لم تيأس من الحياة وكانت تستعد لمواجهة جماهيرها في مصر، وكانت مقبلة على الحياة بشكل يستبعد تماما فكرة انتحارها".
الدكتور عصام عبدالصمد الذي كانت تربطه بسعاد علاقة طيبة قال لـ"بوابة الأهرام" إن سعاد كانت تتحدث إليه دائما في كل ما يشغلها، وفي إحدى المرات قالت له إن الدكتور وفيق طبيبها المعالج كان يطلب منها أن تحضر معه حفلات كثيرة، لكن عندما رفضت، بدأ يتعامل معها بشكل سييء، وكتب تقريرا للمكتب الطبي قال فيه "لا داعي لعلاجها فى لندن".
"الحكومة المصرية لم تقصر في علاج سعاد حسني" فقد أنفقت حوالي 100 ألف جنيه إسترليني على علاج سعاد، رغم أنها لم تكن بحاجة لكل هذه المبالغ لأن حالتها لم تكن خطيرة، ولا تستدعى ذلك وفقا للدكتور وفيق مصطفى، الطبيب الخاص للسندريلا.
لا يعلم وفيق أى شيء عن الأموال التى كانت تأتى لعلاج سعاد: "أنا عمرى ما كتبت لسعاد علاج أكثر من وصل بـ10 جنيهات وفى كل مرة كتبت علاجا لسعاد كنت بدفع ثمنه من جيبي الخاص وسعاد هى اللى كانت بتاخد منى فلوس وآخر مرة قبل وفاتها أخدت منى 400 جنيه استرليني ولم تردها لي".
يستكمل وفيق حديثه قائلا: "ذات مرة طلبت منى سعاد أن أكتب لها وصلا بأنى عالجتها بمبلغ يقدر بـ 35 ألف جنيه، لكننى رفضت ذلك لأنه ضد أخلاقيات المهنة، والناس هتقول إنى أخدت منها فلوس، وقالت لى فى المكتب الطبي أكدوا لي "الدكتور وفيق لو كتبلك وصل علاج هتاخدى الفلوس والموضوع هيمشي".
يبرر الدكتور وفيق مصطفى ذلك بأن سعاد كانت في حاجة شديدة للمال لأن الحياة فى لندن "غالية جدا".
الدكتور وفيق الذي تعرف على سعاد حسني ، فى منزل مدير إحدى المكتبات في لندن، ولم يعرفها لأن شكلها تغير، ينفى أنه كان يصطحبها معه فى الحفلات التى كان يحضرها أو أنه استغلها لتحقيق مصالح شخصية له، وقال "مستحيل أخد سعاد معايا فى الحفلات لأنها لا تتحدث الإنجليزية، بالإضافة إلى أن ملابسها لم تكن تليق بهذه الحفلات الكبيرة، وكانت بدينة جدا، وعشان أخدها معايا فى حفلة كان لازم تلبس على الطريقة الإنجليزية الكلاسيكية".
يؤكد وفيق أنه لم يرسل أى خطاب إلى مصر لقطع العلاج عن سعاد وأن الحقيقة هى أن هناك موظفا بالمكتب الطبي اتصل به وسأله عن حالة سعاد الصحية وكان رده "سعاد كويسة جدا ومش محتاجة علاج".
"سعاد كانت نفسها عزيزة أوي"، يتذكر الدكتور عصام عبد الصمد: "كانت ترفض أن تأخذ أموالا من أي شخص، رغم أن الحياة في لندن كانت غالية جدا".
استدانت سعاد من عبدالصمد مبلغا من المال بعد أن قررت العودة لمصر لتكمل علاجها ويؤكد عبدالصمد أنه قام بشراء شقة في شارع طرابلس بمدينة نصر في مارس 2001 ، لتسكن بها سعاد عندما تعود إلى مصر، ورتب معها طريقة عودتها لمصر وأنها ستذهب إلى شرم الشيخ أولا ثم تعود بعدها إلى الشقة التى اشتراها لتستعد لمواجهة الإعلام بعد عودتها، وكان قرار عودتها لمصر لا رجوع فيه.
الشاهدة المريبة
الجدل لا ينتهي حول نادية يسري، الشاهد الوحيد على نهاية سعاد حسني، وحقيقة إقامة سعاد معها في شقتها أو بمفردها، ستظل غائبة إلى حين.. ففي حين أفادت نادية يسري في التحقيقات التي أجرتها الشرطة البريطانية، بأن سعاد كانت لا تفارقها وتقيم معها بصفة دائمة، فإن الدكتور عصام عبدالصمد ينفي أن سعاد كانت مقيمة في منزل نادية يسري، ويؤكد أن سعاد كانت فقط تقوم بزيارتها، ولم تكن مقيمة معها في أي وقت.
الكلام نفسه أكدته جانجاه، شقيقة سعاد حسني، والتي كانت قد تقابلت مع "علي" صاحب الشقة التي كانت تسكن بها سعاد وهو عراقي الجنسية، وقد أوضح لها أن سعاد لم تذهب إلى نادية يسري طيلة السنوات التى قضتها فى لندن لأنها كانت تخرج من المصحة يوما واحدا فقط، وتقضي منه ساعتين على الأكثر مع نادية ثم تعود إلى المصحة مرة أخرى فى تمام السابعة مساء.
تؤكد جانجاه أن سعاد لم تسكن أبدا مع نادية فى شقتها ولم تبت عندها إلا يوم الأربعاء 20 يونيو 2001 الذي خرجت فيه من المصحة - وليس الإثنين كما ادعت نادية يسري- وظلت معها حتى يوم الخميس الذي قتلت فيه.
تتهم جانجاه شقيقة سعاد، نادية يسري مباشرة بأنها متورطة مع آخرين فى قتل سعاد، وسجلت اتهامها فى بلاغات للنائب العام خلال السنوات الماضية، بداية من 2005 وحتى 2008، وقام بالتحقيق معها المستشار محمد عبدالعال نائب المستشار محمد حلمي قنديل المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة.
وبرغم أن جانجاه قدمت ما يفيد بأن نادية يسري مصرية، إلا أن نادية تم التعامل معها كمواطنة إنجليزية.
تقول جانجاه إن المستشار محمد حلمي قنديل قال لها إنه متأكد من أن سعاد حسني ماتت "مقتولة" وهذه قناعته الشخصية، لكنه لا يستطيع أن يقول ذلك بصفة رسمية.
"الانتحار مستحيل"
شواهد كثيرة تجعل حتى فرضية الانتحار، بالقفز من البلكونة، خيارا مستبعدا، وأخيرا، إذا اعتبرنا أن سعاد اختارت أن تنهي حياتها بيديها.
"مستحيل سعاد تكون انتحرت"، قالها المخرج عمر زهران وأكد أن هناك طرقا أخرى غير هذه الطريقة البشعة كان من الممكن أن تلجأ إليها السندريلا لتنتحر مثل تناولها لجرعات زائدة من الأدوية الخاصة بها.
يجزم زهران: قناعاتي الشخصية من حديثي مع كل من تقابلت معه في لندن تؤكد أنها لم تنتحر، وأن لغز مقتلها لا يبعد عن صديقتها نادية يسري.
في إحدى حلقات برنامج "ضد التيار" على فضائية "روتانا موسيقى" مع المذيعة وفاء الكيلاني، قالت نادية يسري "أسرار سعاد حسني هتموت معايا"، فضلا عن أن محاولة أسرتها لإعادة فتح ملف القضية مرة أخرى، لن تفيد لأنهم "هيضمنوا منين أنهم هيعرفوا الحقيقة".
لم يكن هذا رأي نادية يسري وحدها، التي أثيرت شكوك حول دورها في مقتل السندريلا فالسيدة اعتماد خورشيد، التى كانت زوجة صلاح نصر، رئيس جهاز المخابرات الأسبق، كان رأيها مماثلا لرأي نادية يسري، حيث حذرت جانجاه من إعادة فتح القضية مرة أخرى، في عهد مبارك، وقالت لها "مش هتوصلي للحقيقة لأن سعاد اتقتلت".
"فى البداية قلت إن سعاد انتحرت بسبب الاكتئاب الشديد التي كانت تعانيه" يقر الدكتور وفيق مصطفى، الطبيب الخاص لسعاد حسني ثم يتراجع "بعد قتل أشرف مروان بالطريقة نفسها، استبعدت انتحارها والآن أرى أنها قتلت".
وعن إعادة فتح ملف قضية وفاة سعاد حسني تتمكن من الوصول إلى الحقيقة لأنه ليست لديهم أدلة قوية، وكان الدليل الوحيد لمعرفة الحقيقة هو تشريح الجثة ولكن "فات الأوان خلاص" ومضى 10 سنوات على وفاتها والموضوع انتهى لأنه من البداية "موضوع تافه ومش هيوصلوا لحاجة".
"اسكوتلاند يارد" متهما
تصف اعتماد خورشيد ما حدث من قبل "اسكوتلاند يارد" في قضية سعاد حسني بـ"التواطؤ"، مؤكدة أن هناك اتفاقا بينهم وبين أجهزة أمنية مصرية على توقف التحقيقات وحفظ القضية دون إبداء أسباب.
تتهم جانجاه شرطة "اسكوتلاند يارد" بالتقصير في تحقيقات قضية شقيقتها، وتستند فى اتهامها على أقوال الشهود الذين أكدوا أن نادية يسري كانت موجودة بالشقة وقت وقوع الحادث، وأنهم شاهدوا أفراد الشرطة فى لندن خلال خروجهم من مكان الحادث ومعهم أكياس بها أحراز تحفظوا عليها من الشقة، ولم يتم ذكرها في التحقيقات.
الدكتور وفيق الذي تحدث بعصبية عبر الهاتف من لندن يرى أن "اسكوتلاند يارد" لم يقصر فى تحقيقاته، و"متفرقش معاه سعاد حسني"، كما أشار إلى أن جانجاه لا تعرف اللغة الإنجليزية ، وتساءل ساخرا عن تقييمها للتقارير "جانجاه فاكرة إن اسكوتلاند يارد زى البوليس بتاع العتبة"، كما استبعد أن تكون سعاد قد لجأت لكتابة مذكراتها لأن "المصريين مالهمش في كتابة المذكرات، آخرتهم يفضفضوا على القهوة مع أي حد".
جانجاه قالت لـ"بوابة الأهرام" إن الدكتور وفيق "سرق فلوس علاج سعاد" لكن وفيق رد بغضب مهددا جانجاه بأنها إذا وجهت له أى اتهام "هيدخلها المحكمة".
أدلة ترجح القتل
تلمح جانجاه أن قضية شقيقتها يحيطها الغموض منذ بداية التحقيقات وحتى حفظ القضية وتوقف التحقيقات، وعدم التحقيق مع أي من الشهود.
كما عبرت عن دهشتها من عدم وجود أي آثار للدماء مع الجثة، رغم أنها ظلت ملقاة على الأرض لمدة ساعتين، وعندما سألت أحد الأطباء الشرعيين في مصر فسر لها ذلك بأنه إما أن سعاد تعرضت للضرب الشديد وفقدان للوعي قبل سقوطها وهو ما أدى إلى تجلط الدم، أو أن سعاد توفيت وبعدها سقطت على الأرض، والحالتان تؤكدان أن هناك شيئا ما حدث لسعاد قبل وفاتها، وأن هناك من اعتدى عليها قبل أن يُلقي بها.
تفجر جانجاه مفاجأة بتأكيدها أنها شاهدت بنفسها في أثناء غُسل شقيقتها بمستشفى الشرطة بالعجوزة كسرا وشرخا في عظام رأسها من الخلف، مما يعني أن سعاد تلقت ضربة قوية على رأسها قبل سقوطها.
المثير أن تقرير الطب الشرعي في لندن لم يذكر أي شيء عن هذا الشرخ أو الكسر، وكل ما أفاد به هو أن سعاد سقطت على الجانب الأيسر ثم استقرت الجثة على الظهر، وهو ما يؤكده المحامي عاصم قنديل الذي سافر مع جانجاه إلى لندن في 9 أغسطس عام 2001 ، بحثا عن الحقيقة في مقتل السندريلا.
"إحنا اتضحك علينا في قضية سعاد".. جملة كررها الدكتور عصام عبد الصمد كثيرا، مضيفا: "كان من المفترض أن يقول القاضي فى لندن إن القضية لم يتم حسمها، بدلا من أن يقول إن سعاد انتحرت، لكن الشرطة البريطانية لا تفضل أن تترك قضايا مفتوحة، وسعاد بالنسبة لهم سيدة أجنبية ولا تفرق معاهم"، وكان يجب علي القاضي أن يتحرى وراء القضية بشكل أكبر ويستدعي كل الأطباء المعالجين لها فى المصحة لمعرفة حالتها النفسية، وكيف أنها لايمكن أن تنتحر".
منى مدكور، الصحفية بجريدة صوت الأمة، التي أجرت حوارا مع نادية يسري في جريدة صوت الأمة سنة 2001 تلقت اتصالا هاتفيا بعد نشر الموضوع من طبيبة بمستشفى الشرطة بالعجوزة لم تذكر اسمها، وقالت لها: "إحنا مجموعة من الدكاترة وبعد وصول جثة سعاد إلى المستشفى كشفنا عليها وقمنا بتشريحها ونعلم أن ذلك أمر غير قانوني ولكننا اكتشفنا أنها قتلت ولم تنتحر مثلما قيل، وكانت هناك كدمات كثيرة بكل أنحاء جسدها وآثار ضرب، وكانت يدها قابضة على شعر وكذلك أظافرها، ولا أستطيع الكشف عن هويتي أنا وزملائي".
هناك متهم
تزيح جانجاه الستار عن دليل صوتي بصوت السندريلا يشير إلى تهديد تلقته سعاد حسني من شخصية سياسية مرموقة في النظام المصري الذي سقط بعد اندلاع ثورة 25 يناير.
تكشف شقيقة سعاد عن أنه فى مهرجان القاهرة السينمائي عام 1999 حصلت السندريلا على جائزة لتكريمها ولكنها كانت فى لندن وتسلمتها شقيقتهم الصغرى، لكن سعاد بعثت رسالة صوتية لتتم إذاعتها فى المهرجان خلال تكريمها ووجهت فيها كلمة مبهمة لشخص ما ولم يفهمها غيره حين قالت له "متشكرين جدا على الكاميرا الخفية"، ولكن تم عمل مونتاج لهذه الرسالة.
تواصل شقيقة السندريلا مسلسل المفاجآت عندما تؤكد أن الفنان حسين فهمي هو الذي يملك هذا التسجيل لأنه كان المسئول عن المهرجان وقتها، وهو ما يدل على أن سعاد تعرضت لضغوط كثيرة في لندن من قبل هذه الشخصية السياسية.