شكرا استاذنا محمد سعيد على امدادنا بهذه المقالة التى يكتمل بها الموضوع
رابط المقالة مباشر
الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي:
الأغنية الوطنية تألقت منذ ثورة يوليو واشترك فيها تقريبا
جميع الفنانين الذين تواجدوا على الساحة في فترة الخمسينات والستينات، وكان
المطرب الراحل عبد الحليم حافظ ابرز هؤلاء حيث قدمت معه نحو 15 أغنية وطنية
منهم "موال النهار" و"ابنك يقول لك يا بطل هات لي النهار" و"صباح الخير يا
سينا" و "أحلف بسماها وبترابها"، قائلا وان كنت قد قمت بكتابة معظم أغنياتي
الوطنية في أوقات المحن والهزائم، فقد شعرت بعد وقوع نكسة 1967 بانكسار
داخلي، لذلك أرى أن هذا العصر كان وراء انطلاق الأغنية الوطنية الجادة في حين
يفرز الوقت الراهن أغنيات تتناسب معه ومع ما يسير من أحداث
الثورة وكانت تتناول مشاكل تمر بها مصر مثل القصيدة التي قدمها عبد الوهاب
لدمشق وكانت بعنوان " سلاماً من صبا .. الاما الخلف بينكما الاما " والقصيدة
التي قدمتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم لبغداد. وفي
عام 1946و1947 ازدادت على الساحة مثل أحداث فلسطين ودمشق، أما في عصر الثورة
فبدأ الازدهار وحدث به إنجازات كبيرة مثل " السد العالي" فظهرت مجموعة أغان
مثل " خمس فدادين " التي غناها المجاميع الغنائية، وأغنية " علي الدوار"
للمطرب محمد قنديل ولم تخلو هذه الأغاني من اللمسة التي ظهرت من خلال أغاني
أخرى مثل " صورة " و " بالأحضان"، وهذه الأغاني لم تمت ولكن غيرها هو الذي
مات على الرغم من انها تتكلف تكاليف باهظة وتكون في النهاية مجرد استخفاف ليس
بها وقار بدون صوت أو صورة فالمطربة تتمايل يمين ويسار وهي تغني للوطن
أصبحت الأغنية مجرد استثمار
وأنا لم أتقاضى مليما واحدا مقابل أي أغنية وطنية قمت بها وكذلك صلاح
جاهين وكمال الطويل ، المطربة شادية قامت بإنتاج أغنية " ياحبيبتي يا
مصر " على نفقتها الخاصة، فجيلنا فضل أن يدخل التاريخ ولكن هذا الجيل
فضل أن يدخل البنك .
لملحنون :لا يوجد مغني هذه الأيام يستطيع تقديم أغنية وطنية بصدق .
حول المقصود بالأغنية الوطنية اشارالملحن حلمي
بكرإلي أن الأغنية الوطنية هي التي تعبر عن معاني الحب والإخلاص للوطن ،
ويصنعها مجموعة من المبدعين ابتداءً من المؤلف ثم الملحن ثم الموزع الموسيقي
والمطرب ، هي تلك الأغنية التي تظل وتبقي بين الناس.
إلي غياب الأغنية الوطنية عن الساحة الفنية أهمها ظهور ما يسمي
بالأغنية الشبابية وانتشار الفضائيات التي تعمل علي ترويجها فضلا عن أن
الأغنية الوطنية تستغرق عدة شهور للإعداد لها وبما أننا في عصر السرعة
فيجد الملحنين والشعراء صعوبة في ذلك فيلجأون إلي الأغنية العاطفية
الخفيفة والتي من الممكن أن تستغرق 5 دقائق.وأضاف : غالبا لا يتذكر
المطربون أو الملحنون الأغنية الوطنية سواء في المناسبات الوطنية أو
الكوارث وتكون بغرض البحث عن الشهرة، حيث نجد أن معظمهم يسعون إلي
العائد المادي أكثر من الرقي والمعني وان كان يرجع ذلك إلي عدم وجود
انتماء أو حس وطني .
عصر الاغنية الوطنية انتهى بعد انتصار 73
ويؤكد أن الأغنية الوطنية ازدهرت خلال عصر الثورة وجمال عبد الناصر وخاصة ما قدمه صلاح جاهين وعبد الحليم، وبعد ذلك قدمت عدد من الأغاني لا بأس بها إلي أن ظهر انحطاط الأغنية التي بدأت تعتمد علي النظر اكتر من السمع.
وفي الفترة الأخيرة تم إنتاج عدد كبير من الأغاني تندرج تحت مسمي الأغاني الوطنية وان كانت لم تمت للوطنية بصلة فأغلبها أغنيات شعارية لذا أري أن عصر الأغنية الوطنية انتهي بعد انتصارات أكتوبر في 73 والتي كانت تتسم بصدق المعاني والمشاعر.
الملحن ابراهيم رأفت يرى أن الأغنية الوطنية تبدأ مع أي ثورة أو نشاط جماهيري لوضع معين، فبدأت الأغنية الوطنية قبل قيام الثورة من خلال أغنية سيد درويش "قوم يا مصري" وبعدما قامت الثورة كانت هناك أغاني مثل " صورة " للفنان عبد الحليم حافظ .
الأغنية الوطنية لم تمت فهي مرتبطة بالتاريخ ، ففي الماضي كانت تأخذ حظها بالاستجابة أما حالياً فهي مجرد " فانتازيا " خالية من الصدق و الحب .
ويؤكد الموجي الصغير أن الأغنية الوطنية بدأت منذ بدء الحياة الفنية مثل الأغاني التي قدمها محمد عبد الوهاب ومنها أغنية " اليوم الجهاد " و"صمتك مكره " للفنان محمد عبد الوهاب ، و " رايتي الخضرا" لعبد الحليم حافظ، " شباب النيل " لأم كلثوم وكانت معظم هذه الأغاني مجاملة للملك .
ولكن مع قيام الثورة بدأ عصر ازدهار الأغنية الوطنية وظهر دورها بشكل كبير وكان رائدها الفنان محمد عبد الوهاب كما كان لأم كلثوم وعبد الحلم دور كمبير فيها مثل أغنية ام كلثوم " محلاكي يامصر "، وأغنية عبد الحليم " وطني الأكبر " فهذا الجيل عاصر الثورة وشعر بها وهو اجدر ان يعبر عنها .
وهناك جيل اخر على رأسه الفنان هاني شاكر و محمد الحلو ومحمد ثروت فهؤلاء ايضا شعروا بإنجازات مصر وعبروا عنها باغانيهم فقد عاصروا انتصار 73، كما انهم قدموا نفس الأغاني التي قدمها عبد الحليم وام كلثوم وعبد الوهاب فأنا معارض تقديم الأغاني الوطنية بتوزيع جديد لأن ذلك يغاير الإحساس الصادق للأغنية وان حلاوة الأغنية وجمالها هو بقائها على حالها دون تغيير فيها .
وأضاف بأنه لا يوجد مغني في هذه الأيام يستطيع تقديم أغنية وطنية صادقة فلا يستطيع أن يقوم مغني صابغ شعره احمر واصفر بغناء أغنية وطنية ، وكذلك الملحنين هذه الأيام لا يوجد لديهم انتماء للوطن يدفعهم لتلحين أغنية وطنية فكلمة "وطني " تعني وطني أنا الذي أحبه ولا يهمني الكسب المادي .