النجمة نادية لطفي: اكتشفت أنني أملك خزينة مملؤة بحب الناس
حوار: هناء نجيب
الفنانة والنجمة الكبيرة نادية لطفي تكرمها جمعية الفيلم السبت القادم عن
مشوارها المهم الذي حققت من خلاله عشرات الأعمال المتميزة.. رغم أن
الفنانة الكبيرة بعيدة عن البلاتوهات منذ فترة طويلة, الا انها من النجوم
الذين يظل بريقهم لامعا رغم الابتعاد.
* تكريم آخر يضاف إلي رصيدك.. ماذا يعني؟
ـ التكريم في حد ذاته يعني أن هناك اشخاصا يفكرون فيك.. خاصة عندما يكون
من هيئة فنية متخصصة, فهذا يعني انها ليست مزاجية أو عاطفية, وأنه تم
بناء علي حصيلة أعمال ونتاج الخط البياني الذي قدمته.. والحمد لله مشواري
الفني سواء علي المستوي الجماهيري أو الفني أو الأدبي كان جيدا.. وقد
اكتشفت أنني املك حصالة غنية اجدها من المتخصصين في الفن, أو في المجتمع
من خلال لقاء عابر أو مكالمة تليفونية.
* ابتعادك عن البلاتوهات دون إعلان الاعتزال, ورغم وجود فرص عمل.. لماذا؟
ـ عندما توقفت من أجل تأمل مشواري, واعادة الحسابات طال التفكير,
فالابتعاد سببه غير مباشر, وكان حبي والتزامي بالعمل هو السبب, وأنا من
الناس الذين يملكون طموحات وآمالا ورؤي بعيدة تنحصر في الارتقاء بصناعة
السينما والعمل علي رقي الفيلم المصري.. وكان باستطاعتي عمل أفلام ولكن
دائما أضع في الحسبان تقدير المشاهد, فهو الحاضر الدائم, فالفنان يقع
علي عاتقه مسئولية المشاركة في الغد والمستقبل, لأن السينما تعني
الخلود.. وهنا أذكر أنني قدمت أفلاما عديدة مع الراحل حسين كمال الذي تمر
الذكري الأولي لرحيله ومنها فيلم المستحيل الذي يحوي فكرة فلسفية للكاتب
الكبير مصطفي محمود.. فهذه النوعية من الأفلام ليست عادية ولا يستطيع أحد
أن يخرجها غير حسين كمال. وبعد هذا الفيلم نشأت صداقة حميمة بيننا..
وأذكر ايضا من الأفلام غير العادية التي قدمتها فيلم حنين فهو نوعية غريبة
ويدور كله في حجرة مغلقة.. هذا الفيلم نال كثيرا من الجوائز في عدة
مهرجانات.. كذلك فيلم زهور برية وفيلم المومياء.
وتضيف نادية لطفي: وفي الثمانينات حدث هبوط في صناعة السينما, لا
استطيع أن أشارك فيه فقد قدمت أفلام مقاولات.. فالكلمة التي أقدمها يجب
ألا تحوي أي خدش لحياء المشاهد.. فحبي للفن موجود ولا استطيع ان أفرط
فيه.. فخرجت من بلاتوه السينما إلي بلاتوه الحياة.. ووجدت أنني أملك
خزينة مملؤة بحب المشاهدين والفنيين والفنانين, ومنها استطيع أن أنطلق في
مجالات متعددة.
* فيلم المومياء حالة خاصة جدا بين أعمالك.. حدثينا عن هذا الفيلم؟
ـ المومياء في رأيي هو الفكرالخاص لشادي, فهو فكر سياسي له رؤي بعيدة
وتحذير وخوف علي الوطن والتراث والثقافة.. فهو يحمل في طياته توعية
كبيرة.. كما أن الحوار فوق الممتاز.. وقد استقبل بشكل هجومي في مصر,
ولكن عندما سافر فرنسا في احد المهرجانات وأخذ جائزة, وأشادت به الصحافة
الفرنسية تغير الحال.. وتمنيت بعد ذلك ان أشاهد أفلاما مماثلة.
* المخرج حسام الدين مصطفي من أكثر المخرجين الذين عملت معهم(7 أفلام).. لماذا؟
ـ أول فيلم معه كان النظارة السوداء.. وقد رشحني حسام لهذه النوعية
الجديدة بعد أن كنت أقدم أفلاما مثل صلاح الدين الأيوبي.. إلا أن جيل
الستينات كان بداية جديدة لأدوار الفتاة والمرأة علي الشاشة فقدمنا لا تطفئ
الشمس عن حرية الفتاة ولكن كان لهذه الحرية ثمن.. وقد استطاع حسام الدين
مصطفي لحبه للمغامرة والجرأة, أن يجعلني أقدم أدوارا مختلفة, ومع
أفلامه أصبح لنادية لطفي محطة جديدة مع الجمهور.. ثم كان فيلما جريمة في
الحي الهاديء, والسمان والخريف الذي يعد انقلابا في حياتي السينمائية
عندما قمت بدور ريري في قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ, وهي شخصية أخذت
مني استعدادا كبيرا, وعندما دخلت البلاتوه مع حسام أول مرة لتصوير مشاهد
الفيلم لم يعرفني أحد, ومن هنا تحمست أكثر للدور, وأعتقد أنني قمت به
باقتدار.
* أوضاع السينما محتاجة لكبار النجوم يقفون بجوارها.. فلماذا لا تلعبين أي دور في هذا المجال؟
ـ أنا شاركت في جميع المجالات من دراسات ولجان في المجلس الأعلي للثقافة,
وجميع الوزارات, وأيضا من خلال المهرجانات الدولية والمحلية.. ومنذ
عام1967 ونحن نناقش مشاكل السينما, ولكن للأسف الشديد اللجان لم تصل
لأي حل.. وأنني أري انه ليس لدينا سينما الآن.
* ماذا اعطت لك السينما بعد هذا المشوار الطويل؟
ـ السينما أعطتني كل شيء في تذوقي للحياة.. فالسينما هي الجنة إذا عرف
الفنان المفتاح الصحيح يدخلها, أما إذا أخطأ في فتح باب هذه الجنة فسينزل
إلي سابع أرض!