فى الاحتفال بذكرى ميلادها
زكى فطين عبد الوهاب يكشف أسرار ليلي مراد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]محيط - محمد سعد
تصوير ـ صبري عبد اللطيف
ليلى مراد
يحتفل العالم العربى خلال هذه الأيام بذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة ليلى مراد التى ولدت فى الثانى عشر من فبراير عام 1919 فى محافظة الإسكندرية وبدأت رحلتها مع الغناء وهى فى الرابعة عشر من عمرها لتثرى الساحة الغنائية بأكثر من ألف أغنية وعشرات الأفلام التى تعد من روائع كلاسيكيات السينما المصرية.
ومن عجائب القدر أنه فى يوم ميلادها تتفاقم الأزمة حول المسلسل الذى يحكى سيرة حياتها والذى قرر أحد المنتجين فجأة أن يقوم بتنفيذه بدون موافقة الورثة أو حتى استئذانهم !
شبكة الاعلام العربية "محيط" حرصت على اللقاء بالمخرج والفنان زكى فطين عبد الوهاب لنحتفل معه بذكرى ميلاد والدته الفنانة الكبيرة الراحلة ليلى مراد .
محيط : نود فى البداية أن نتعرف منك على التاريخ الصحيح لميلادها حيث أختلف المؤرخون الفنيون حوله ؟
ولدت والدتى فى الثانى عشر من فبراير عام 1919 فى محافظة الاسكندرية
محيط: من الأمور التى خلقت جدلا كبيرا حولها قصة اعتزالها الفن فما تفسيرك لاعتزال الفنانة الكبيرة ليلى مراد وهى فى أوج المجد والشهرة ؟
لأنها كانت فنانة تحترم نفسها وتحترم جمهورها وكانت صادقة جدا مع نفسها فعندما تقدم بها العمر تغيرت الصورة الحالمة التى اشتهرت بها عند الناس وصوت أمى مرتبط بالصورة الحالمة التى اشتهرت بها وكان الجمهور يحب أن يشاهدها ويستمع اليها فى نفس الوقت وفى فترة ما اتخذت قرار الاعتزال حتى تحافظ على الصورة الجميلة فى أذهان الناس ولكنها استمرت لفترة تغنى فى الاذاعة بعيدا عن الكاميرات سبب آخر مهم لاعتزالها وهى أنها كانت انسانة أحلامها بسيطة جدا وأولادها أهم شىء فى حياتها فقد كانت تفضل الحياة الأسرية عن المجد والشهرة وقد دخلت المجال الفنى بالصدفة.
محيط: ولكن يعلم الجميع أن والدها كان ملحنا وأنها كانت تغنى منذ أن كان عمرها 14 عاما فكيف تكون قد دخلت المجال الفنى بالصدفة ؟
نعم لقد كانت تغنى وهى فى سن صغيرة جدا ولكن كان ذلك للظروف المادية الصعبة التى كانت تمر بها أسرتها فقد كانت تستمع للأغانى التى كان يلحنها والدها وشقيقها منير وكانت تدندن ما تسمعه ولكن مسألة الاحتراف لم تكن فى ذهنها ولكنها اضطرت لذلك حتى تساعد والدها على تكاليف الحياة فقد كانت تسافر بصحبته الى الصعيد للغناء هناك وتستقل القطار معه وكانت تغنى وسط ظروف صعبة جدا متحدية البرد والأمطار فى الشتاء والحر الشديد فى الصيف لكنها استطاعت أن تتحدى كل هذه الظروف وتصبح فنانة مشهورة.
محيط: وهل صحيح أنها كانت تفكر فى العودة مرة أخرى للفن لكنها لم تستطع ؟
هذا الكلام ليس صحيحا لأنه كان يعرض عليها سيناريوهات أفلام كثيرة بعد الاعتزال لكنها لم توافق عليها وقد عرض عليها المخرج حسين كمال والسيناريست اسماعيل ولى الدين فى عام 1974 سيناريو فيلم يحكى قصة حياة فنانة معتزلة وكان السيناريو فيه بعض ملامح من حياتها الشخصية ولكنها رفضت وأكدت أنها لا تريد العودة للفن أو الحديث عن حياتها الشخصية.
محيط: ولكن ألم تكن تشعر بالحنين للفن ؟
كثيرا ما كان يحدث ذلك فكانت تتذكر أغانيها وتدندن بها فى البيت وكانت متابعة جيدة لكل الأصوات فى الساحة الغنائية وتعرف كل مطرب بالاسم وكانت تحب صوت أنغام كثيرا حتى أنها توقعت لها النجاح والشهرة الكبيرة .
محيط: قرأت أنها لم تتمكن من أداء فريضة الحج فى أحد السنوات فقررت أن تغنى أغنية "يا رايحين للنبى الغالى" فهل هذا صحيح ؟
نعم هذه الواقعة صحيحة فقد كانت تستعد للذهاب الى الأراضى المقدسة لأداء فريضة الحج ولكن حدثت ظروف منعتها من السفر حيث كانت تصور أحد أفلامها مع الفنان الكبير زكى رستم فقررت غناء أغنية عن الحج حيث كان يجسد شخصية جدها والمفروض أنه كان ذاهبا لأداء فريضة الحج ضمن أحداث الفيلم والى اليوم تعد هذه الأغنية أشهر الأغانى التى تدور حول فريضة الحج .
محيط: وهل أدت الفنانة الراحلة ليلى مراد فريضة الحج بعد ذلك ؟
للأسف الشديد لم تتمكن من أداء فريضة الحج فقد حالت دون ذلك ظروفها الصحية لكنها كانت حريصة على أداء الصلاة فى أوقاتها وكانت تصلى وهى جالسة بعد اشتداد المرض عليها .
محيط: ذكرت احدى الروايات حول مسألة دخولها فى الاسلام أن ذلك حدث عندما كانت متزوجة من الفنان الراحل أنور وجدى بعد سماعها لصوت المؤذن عند الفجر فانشرح صدرها للايمان وأعلنت اسلامها فما مدى صحة هذه الراواية ؟
هى كانت تعشق الاستماع للأذان وأذكر أننا عندما كنا نسكن فى حى جاردن سيتى كان صوت المؤذن جميلا جدا فكانت تصغى اليه باهتمام شديد وكانت تحرص على تحفيظنا القرآن الكريم فقد كانت تحضر لنا أحد المشايخ ويدعى محمد كل يوم جمعه بعد الصلاة ليقرأ القرآن فى المنزل أما تاريخ اشهار اسلامها بالضبط فلا أعرفه.
محيط: أطلقت شائعات كثيرة فى حياة الفنانة ليلى مراد وبعد وفاتها حول مساعدتها لاسرائيل باعتبارها من أصول يهودية وأنها ماتت وهى تدين باليهودية فما تعليقك على هذه الشائعات ؟
كلام فارغ فأمى أشهرت اسلامها بكامل ارادتها وعاشت مسلمة وماتت مسلمة وكانت تعتز جدا بذلك فأوصت أن تدفن فى مقابر السيدة نفيسة كما أنها ولدت فى مصر وحملت الجنسية المصرية ولم تكن تعرف أى شىء عن اسرائيل وكانت من أوائل الفنانين المتبرعين للمجهود الحربى فشاركت فى قطار الرحمة الذى كان يجوب محافظات مصر لجمع التبرعات للجيش كما أنها كانت تتبرع دائما للهلال الأحمر وقد عرض عليها أكثر من مرة التكريم فى اسرائيل لكنها كانت ترفض دائما لأنها مصرية مسلمة.
محيط: ما أحب ذكرياتك معها ؟
لقد كانت والدتى تحب الطعام جدا وأذكر وأنا فى الثامنة من عمرى كنا فى الاسكندرية وكانت تحرص أن توقظنى فى السابعة صباحا كى نذهب الى حلقة السمك وتنتقى بنفسها الأنواع الجيدة منه وكنت أجد متعة شديدة فى ذلك فكانت تعرفنى على أنواع الأسماك وأسمائها لدرجة أننى قررت فى ذلك الوقت أن أصبح صيادا عندما أكبر من شدة حبى للأسماك !
محيط: وما الذكرى التى لا تنساها أبدا ؟
يوم وفاتها فعلى الرغم من أننا جميعا كنا فى حالة انهيار تام الا أنها كانت متماسكة جدا ولم تكن خائفة من الموت وعلى الرغم من أنها لم تتكلم معى قبل وفاتها الا أن نظراتها كانت ممتلئة بالشجاعة .
محيط: هل كان للوالد المخرج الكبير فطين عبد الوهاب تأثير فى اتجاهك للاخراج ؟
بالتأكيد على الرغم من أن هواياتى كانت موسيقية بحته وأنا صغير فكنت أعشق العزف على آلة الدرامز وكثيرا ما كان والدى يعنفنى بسبب عدم التفاتى لدروسى وأصر أن التحق بالقسم العلمى فى الثانوية العامة بالرغم من أن ميولى كانت أدبية المهم أننى حصلت على مجموع صغير فى الثانوية العامة وكان أمامى خيار من اثنين اما أن التحق بكلية الزراعة أو معهد السينما وعلى الرغم أن السينما وقتها لم لكن فى دماغى الا أننى التحقت بمعهد السينما وهو الأمر الذى أغضب والدتى منى بشدة لأنها كانت ترى أننى حسساس زيادة عن اللزوم ولن أستطيع التأقلم مع الوسط الفنى لذلك تركت معهد السينما والتحقت بكلية الزراعة ولما وصلت للسنة الثالثة بالمعهد شعرت أن هذا المجال بعيد تماما عن طموحاتى لذلك قررت السفر الى أمريكا للعمل هناك حيث كان يقيم أحد أقاربنا وبعد سنتين اضطررت أن أعود لأن والدتى كانت مريضة وكان ذلك فى السبعينات وفى أمريكا كنت قد شاهدت الأفلام الأمريكية التى انبهرت بها كثيرا ولم تكن هذه الأفلام تعرض فى مصر لذلك قررت الالتحاق بمعهد السينما مرة أخرى وكنت الأول دائما على دفعتى وأصبح ذلك مصدر سعادة كبيرة لأمى التى تأكدت من أننى ناجح جدا فى دراستى ومن أننى سأكون مخرجا ناجحا أيضا .
محيط: وما أكثر الأفلام التى تحبها لوالدك ؟
أفلام كثيرة مثل "اشاعة حب"، و"الزوجة 13"، " وآه من حواء"، و"عائلة زيزى".
محيط: ولماذا لم يتم التعاون فنيا بين فطين عبد الوهاب وليلى مراد ؟
لأن والدي كان اتجاهه كوميدى بينما كانت والدتي تقدم الأفلام الرومانسية الغنائية وعندما تزوجا كانت والدتي قد اعتزلت الفن وهو لم يفرض عليها ذلك وان كان قد رحب بقرارها لأنه كان يريد تكوين أسرة وبيت .
محيط: لماذا أنت مقل جدا فى أعمالك الفنية ؟
أنا موجود ولكنى انشغلت لفترة فى بعض الأمور الخاصة وربما أكون كسلان بعض الشىء أو ربما يطول بحثى عن الأفكار الجيدة وبالفعل انتهيت من كتابة سيناريو فيلم جديد بعنوان "آخر رومانسى بنفسجى" وهو فيلم ساخر فيه بعض الرومانسية أتحدث من خلاله عن أولئك الناس الذين يعيشون تحت تأثير وسائل الاعلام المختلفة التى تصدر لهم عالما لايستطيعون أن يعيشوا فيه فيرون الحياة المرفهة من خلال القصور الفاخرة والمنتجعات السياحية والسلع المستفزة من خلال أحد الأشخاص الذى ينتمى للطبقة فوق المتوسطة والذى يبلغ من العمر 35 عاما فلا هو ينتمى للجيل الجديد ولا هو ينتمى للجيل القديم مما يجعله فى حالة من عدم الاتزان فهو يعمل "صراف" فى أحد البنوك ويحصل على راتب شهرى 4 الآ ف حنيه الا انها لا تكفيه ويبحث عن الثراء السريع ومن هنا يصطدم بالواقع الأليم وتستمر الأحداث وهذه الشخصية حقيقية شاهدتها فى الواقع .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]زكي فطين عبد الوهاب خلال حواره مع محيط
محيط: على الرغم من نجاح فيلمك الوحيد "رومانتيكا" الا أنك لم تكرر التجربة بعدها فما السبب؟
لم أحب أن أكمل فى السينما فى ذلك الوقت ولكنى كتبت سيناريو فيلم بعنوان " عالم بيئة " وسيناريو فيلم آخر وهذا ثالث سيناريو وربما لم أكمل بعد "رومانتيكا" بسبب الاحباط الذى أصابنى وقتها لأن ظروف السينما لم تكن ملائمة لنوعية الأفلام التى أحب أن أقدمها ولكنى أعتقد أن الظروف قد تغيرت كثيرا اليوم .
محيط: هل ترى أنك لم تحصل على المكانة اللائقة بك فى السينما خاصة كممثل ؟
هذا صحيح ولكن هذا الأمر يعود لى وليس لأى أحد غيرى فأنا لم أحب التمثيل فقد شاركت فى أفلام مثل اليوم السادس بدور صغير جدا واسكندرية كمان وكمان وسرقات صيفية ومرسيدس وسكوت هنصور وأخر فيلم شاركت فيه بحب السيما وبصراحة شديدة لا أجد نفسى فى التمثيل وقد خضت هذه التجارب حتى أكتسب كمخرج خبرة الممثل .
محيط: لماذا لم تفكر باعتبارك مخرجا أن تقدم فيلما عن ليلى مراد ؟
لا أريد أن أفعل ذلك لأن الأمر ليس سهلا كما قد يتصور البعض فهذا شىء صعب جدا وأنا لم أقل أننى سأمنع أى عمل فنى عنها ولكنى أرفض فقط الحديث عن حياتها الشخصية أما فنها فمتاح للجميع ولابد أن يعرض على الأمر أولا .
محيط: وما آخر تطورات قضية المسلسل الذى ينوى المنتج اسماعيل كتكت انتاجه عن سيرة حياة ليلى مراد ؟
لقد قام المحامى الخاص بى بعمل بلاغ رسمى فى قسم مدينة نصر ضد المؤلف مجدى صابر لمنع المسلسل وكذلك قدم بلاغا ضد المنتج اسماعيل كتكت وكنت قد ارسلت لهما انذارات لمنع انتاج المسلسل تنفيذا لوصية والدتى التى كانت ترفض دائما الحديث عن حياتها الشخصية وسأقف بكل قوتى أمام من يحاول الخوض فى حياتها الشخصية .